وزير الصناعة يتفقد منطقتي قفط وهو الصناعية بقنا ويبحث تطوير البنية التحتية والتدريب الصناعي

في إطار سلسلة الجولات التفقدية بالمحافظات، وخاصة محافظات صعيد مصر، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة ودفع معدلات النمو الصناعي بالمناطق الواعدة، أجرى كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، جولة ميدانية بمحافظة قنا، تفقد خلالها منطقتي "قفط" و"هو" الصناعيتين، لمتابعة موقف مشروعات البنية التحتية الجارية والوقوف على ما تحقق من إنجازات ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وذلك للتأكد من جاهزية المناطق الصناعية لاستقبال استثمارات جديدة.

ورافق الوزير خلال الجولة خالد عبد الحليم، محافظ قنا، وناهد يوسف، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وعدد من قيادات وزارتي الصناعة والتنمية المحلية، وممثلي الشركات المنفذة لأعمال الترفيق.

وأكد الوزير على توجيهات القيادة السياسية بأهمية دعم المناطق الصناعية، وخاصة بمحافظات صعيد مصر، واستكمال أعمال الترفيق بها على أعلى مستوى من الجودة والمعايير العالمية، بما يتماشى مع الخطة العاجلة للنهوض بالصناعة وتعميق التصنيع المحلي وزيادة الصادرات، من خلال توفير مناخ استثماري تنافسي يتيح للمستثمرين الجادين فرصًا حقيقية للنمو والتوسع الصناعي.

منطقة قفط الصناعية

استهل الوزير جولته بتفقد منطقة قفط الصناعية، المقامة على مساحة 406 أفدنة وتضم 571 قطعة أرض صناعية، تم تخصيص 477 منها بنسبة إشغال 84%. وتتنوع الأنشطة الصناعية في المنطقة بين القطاعات الغذائية والهندسية والكيماوية والدوائية والغزل والنسيج، وتتميز المنطقة بموقع استراتيجي واتصال مباشر بعدد من المحاور الرئيسية أبرزها طريق قفط القصير والطريق الصحراوي الشرقي، إلى جانب قربها من مدينة قفط على بعد 7 كم وسهولة ربطها بمنافذ النقل المختلفة، حيث تبعد نحو 195 كم عن ميناء سفاجا البحري، و50 كم عن مطار الأقصر الدولي، و7 كم عن محطة القطار السريع بقوص. وتعتمد المناطق الصناعية بقنا على العمالة الكثيفة في مصانع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة أو توافر الخامات في الصناعات المعدنية والمحجرية.

وخلال التفقد، استعرض الوزير الموقف التنفيذي لمنطقة قفط، حيث تم استكمال جميع أعمال المرافق الأساسية الخاصة بالمياه والصرف والكهرباء وشبكات الحريق والغاز الطبيعي بنسبة 100%، بينما وصلت معدلات أعمال الطرق (بطول 15.4 كم) والمنشآت والمباني الخدمية إلى 95%.

وأكد الوزير ضرورة تشكيل جمعية مستثمرين لكل منطقة صناعية، تتولى إدارة المنطقة واستلام وصيانة كافة مرافقها الداخلية بالتنسيق مع الجهات المختصة، بما يسهم في رفع كفاءة المنطقة والحفاظ على استدامة مرافقها والتيسير على المستثمرين.

كما أشار إلى دراسة إقامة مدرسة للتنمية الصناعية بالتعاون بين مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني ومستثمري المنطقة، لتدريب العمالة الفنية المؤهلة. كما وجه الوزير بإنشاء محطة شحن بضائع داخل محطة القطار السريع بقوص لخدمة المناطق الصناعية بقنا.

وحث الوزير مستثمري المنطقة على الاعتماد على الطاقات الجديدة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العمليات الصناعية، وكذا الاستفادة من زيادة إنتاجية محصول الطماطم بالمحافظة من خلال إقامة مصانع لمركزات الطماطم واستغلال العرش في صناعة الأعلاف والأسمدة.

وأوضح أن الوحدات الصناعية الشاغرة في المجمع الصناعي بقفط ستكون متاحة خلال الطرح المقبل على منصة مصر الصناعية الرقمية.

واختتم الوزير جولته في قفط بزيارة مصنع طائر الفنيق لدرفلة الحديد، المقام على مساحة 62 ألف م²، بحجم استثمارات 210 مليون جنيه، ويقوم المصنع بدرفلة الحديد على الساخن وإنتاج كمر وزوايا، بالإضافة إلى الأسلاك والصاج، بطاقة إنتاجية 190 ألف طن سنويًا، ويوفر نحو 250 فرصة عمل مباشرة. كما شملت الجولة تفقد محطة تنقية المياه بالمنطقة، والتي تم توسعتها بطاقة استيعابية 10 آلاف م³ لتلبية احتياجات المصانع من المياه المعالجة بما يضمن استدامة الإنتاج وتحقيق المعايير البيئية.

منطقة "هو" الصناعية

توجه الوزير بعد ذلك لمنطقة "هو" الصناعية لتفقد أعمال الترفيق، حيث تبلغ مساحة المشروع نحو 426 فدانًا، وتضم أنشطة صناعية متنوعة تشمل القطاعات الغذائية والهندسية والكيماوية والتعدينية والمعدنية والغزل والنسيج. وتشمل المنطقة 550 قطعة أرض صناعية، تم تخصيص 375 منها بنسبة إشغال 68%. وتم رفع كفاءة المنطقة وإتمام 100% من أعمال الكهرباء والمياه وشبكات الغاز، فيما اكتملت نحو 98% من أعمال الطرق والانشاءات والمباني الإدارية والخدمية.

وتتميز المنطقة بموقع استراتيجي وارتباط بعدد من المحاور المرورية الرئيسية أبرزها طريق هو-الربانية والطريق الغربي وطريق قنانجع حمادي، إلى جانب قربها من مدينة نجع حمادي على بعد 15 كم وقرية بركة علي على بعد 5 كم، واتصالها بالموانئ البحرية (240 كم عن ميناء سفاجا و230 كم عن ميناء القصير)، مما يدعم جذب الاستثمارات وتعزيز التصنيع بالمحافظة.

كما يضم المجمع الصناعي للمشروعات الصغيرة مساحة 74 فدانًا ويحتوي على 420 وحدة صناعية، منها 338 وحدة مخصصة، بنسبة تخصيص 80%، ويتيح تشغيل فوري لصغار المستثمرين المحليين.

وشملت الجولة أيضًا تفقد محطة تنقية المياه الجديدة بالمنطقة بطاقة 21 ألف م³ يوميًا، ومصنع الماسة للبلاستيك، المقام على مساحة 1000 م²، بحجم استثمارات 100 مليون جنيه، بطاقة إنتاجية 2000 طن سنويًا من الرولات والأكياس البلاستيكية المطبوعة وغير المطبوعة، بنسبة مكون محلي 99%.

وخلال الجولة، حث الوزير العمال على بذل جهودهم للنهوض بالصناعة ونقل الخبرات بين الأجيال. وأشاد بمعدلات الإنجاز في أعمال الترفيق وفق الجداول الزمنية، مؤكدًا قدرة محافظة قنا على استقبال كبرى الاستثمارات المحلية والأجنبية، ومشيرًا إلى جودة المنتجات في المصانع ودورها في تلبية احتياجات السوق المحلي والخارجي، مع إمكانية دراسة توسعات مستقبلية لمنطقتي "هو" وقفط لاستيعاب الطلب المتزايد على الأراضي الصناعية.

واختتم الوزير جولته مؤكداً استمرار الدولة في تنفيذ خطة تطوير المناطق الصناعية، وتذليل العقبات أمام المستثمرين، مع توقع تحقيق طفرة في معدلات النمو الصناعي بالمحافظة بما يعكس نجاح برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر.