"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
مشتل مصرى يتجه لزراعة المكسرات محليا لمواجهة ارتفاع أسعارها

تتصدر أخبار أسعار المكسرات عناوين الصحف وأحاديث مواقع التواصل الاجتماعى مع بداية كل رمضان، إذ تستورد مصر كميات كبيرة منها؛ لتغطية حاجة المستهلكين، الذين باتت أسعارها عبئا عليهم.
وفى خطوة لإنتاج المكسرات محليا، تدير إحدى عائلات منطقة أبو رواش، مشتلا زراعيا يعمل على تطوير زراعة المكسرات والترويج لها فى مصر.
يقول محمد اللبودى، ابن الحاج على اللبودى المؤسس الأول للمشتل، لـ«الشروق»: إن والده بدأ فى إدخال المكسرات على المشتل منذ الثمانينيات؛ إذ أراد تطوير تلك الزراعة بمصر، وتعريف المزارعين المحليين بها، موضحا أن خبرة والده فى تلك الأنواع النادرة من الزراعات التى تحوى المكسرات، كانت نتيجة عمله السابق فى الحدائق الملكية المصرية، التى كان يكثر فيها زراعة المكسرات والفواكه الاستوائية، ما يدل على إمكانية زراعتها على الأراضى المصرية.
وأشار إلى أن الماكاديميا والبكان وعين الجمل ــ وجميعها من أغلى وأجود المكسرات ــ من الأنواع التى تصلح للزراعة فى مصر، وتوفر أرباحا عالية للمزارعين.
وعن طبيعة الاستثمار فى مجال زراعة المكسرات، أضاف أن أشجار المكسرات تحتاج إلى نحو 3 سنوات لطرح المحصول، إلا أن كمياته تكون «كبيرة ومربحة»، ناصحا بزراعة المكسرات إلى جانب أنواع أخرى من الفاكهة؛ إذ «لا تتطلب المكسرات نوعا خاصا من الرعاية، بخلاف غيرها من الثمار المعتادة».
ولفت إلى أن أرباح فدان من مكسرات الماكاديميا والبكان قد تتخطى 200 ألف جنيه؛ إذ يبلغ سعر الكيلو منها 700 جنيه، مشيرا إلى أن زراعة الماكاديميا وعين الجمل أفضل من الكاجو أو الفستق؛ حيث إن محصول الأخير أقل فى الكمية من الماكاديميا وعين الجمل.
وتابع أن تلك الأنواع من المكسرات تتناسب مع البيئة الصحراوية ولا تحتاج إلى مناخ معين؛ لذلك يسهل زراعتها فى الأراضى المصرية، كما تنتشر فى زراعات الطريق الصحراوى بين القاهرة والإسكندرية بأراضى النوبارية والوادى وغيرها.
وقال لـ«الشروق»: إن الإقبال على تلك الزراعات يعتمد على تناقل التجربة بين المزارعين، وعلى سبيل المثال، تزايد الإقبال على الفواكه الاستوائية مثل الأفوكادو والمنجوستين، خلال السنوات الأخيرة، لنجاحها مع عدد من المزارعين؛ ما شجع آخرين على خوض نفس التجربة، لافتا إلى إمكانية حدوث نفس الأمر مع المكسرات وقت ظهور المحاصيل الأولى منها.
ولفت إلى أن المشتل تمكن من تطوير أساليب إعداد الشتلات؛ ما جعله يستغنى عن استيرادها من الخارج.
وعن تاريخ منطقة أبو رواش فى مجال المشاتل الزراعية، قال إن ذلك بسبب قرب المنطقة من الحدائق الخاصة بالباشاوات قديما؛ ما عزز خبرة الأهالى فى مجال البذور، إذ أصبحت أبو رواش خلال العقود الماضية معقلا لإعداد شتلات المانجو والقشطة.