زياد بهاء الدين يروي كواليس لقائه مع زياد الرحباني قبل 20 عاما: تأثرت كثيرا بتقديره للفن المصري

نعى الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الفنان زياد الرحباني، الذي وافته المنية اليوم السبت، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة.


وكتب عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اليوم السبت: «صباح الخير، سمعت منذ قليل بوفاة زياد الرحباني.. وحزنت كثيرا على رحيله، وتذكرت لقائي الوحيد معه في بيروت من حوالي عشرين سنة».


وتحدث عن كواليس اللقاء، قائلًا: «كنت في زيارة خلال الصيف، وأردت أن ألتقي به لدعوته لتنظيم حفل موسيقي في القاهرة مع جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، ولم يكن قد نظم حفلا في مصر من قبل، فرتب لي صديق مشترك لقاء به في منزله في بيروت، وهناك اتفقنا على زيارته للقاهرة، ولكن بعد ذلك تعثر الموضوع كله بسبب انشغاله واعتذاره، وسعدت بعد ذلك بسنوات أنه حضر للقاهرة في مناسبة أخرى، والتقى بجمهوره ووجد ترحيبا وحفاوة من الشباب المصري لا أظن كان يتوقعها».


وأضاف: «كان هذا لقائي الوحيد معه.. ولكن بعيدا عن موضوع الجمعية ومحاولة استضافته في القاهرة، فأتذكر أمرين أثرا في كثيرا: الأول سياسي، وهو أنني ونحن في الطريق لزيارته في منزله سألت صديقي عن سبب محبة الناس له بهذه الدرجة، أقصد سياسيا وليس فقط موسيقيا، فقال لي إن الأمر الذي لا يدركه تماما - إلا أهل لبنان وبيروت بالذات - أنه خلال سنوات الحرب والغزو الإسرائيلي والقصف والضرب من كل ناحية، كان مجرد بقائه وسط الناس وحديثه لهم من خلال برنامجه الإذاعي وعدم تركه لموقعه معهم مصدرا للإلهام والقوة والصمود لا ينساه أبدا المحاصرون معه».


وأكمل: «أما الأمر الثاني الذي أتذكره بوضوح فهو موسيقي.. (وأنا بالمناسبة غاوي موسيقى عربية) وهي أنني حينما كنت أرتب معه حفله القاهرة، سألته عن عدد العازفين الذين سوف يرغب في اصطحابهم معه، فنظر إلي باندهاش شديد، وقال بمنتهي الهدوء وربما الحدة ما معناه (بلهجة لبنانية): عيب عليك.. كيف اصطحب موسيقيين إلى مصر وفيها اعظم الفنانين والعازفين؟ أنتم يبدو لا تعرفون قدر المواهب عندكم».


واختتم حديثه بالقول: «تأثرت كثيرا بتقديره للفن المصري - وهو زياد الرحباني - وبقيمة هؤلاء العازفين غير المشهورين ربما ولكن المقدرين منه لهذا الحد، رحم الله هذا الفنان الكبير والفريد من نوعه.. فنيا وسياسيا وإنسانيا.. وخالص التعازي لأهله (وعلى رأسهم والدته العظيمة) ومحبيه في كل الوطن العربي».


وفجع الوسط الفني اللبناني بوفاة الفنان زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى والمسرح.


زياد هو نجل السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني ويُعد أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر.


بدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة «سهرية»، وكتب ولحن لاحقًا لوالدته فيروز العديد من الأعمال.


وتميزت أعماله المسرحية بالكثير من النقد السياسي والاجتماعي الهادف المصاحب للفكاهة وخفة الظل.