فاينانشيال تايمز: العملات المشفرة تفشل في لعب دور الذهب

لم تعد العملات المشفرة على هامش النظام المالى، حسبما يقول صندوق النقد الدولى، الذى أشار فى مدونة حديثة إلى أن أمثال عملة «بيتكوين» قد تطورت من فئة أصول غامضة يستخدمها عدد قليل إلى جزء لا يتجزأ من ثورة الأصول الرقمية.

واجتاح ملايين المستثمرين الحماس تجاه العملات المشفرة، خاصة الكثير من المدخرين الأفراد الذين أغرتهم أسعارها المرتفعة.

ويدعى البعض أنه فى عالم ما بعد وباء «كورونا»، يمكن أن تحل عملة «بيتكوين» محل الذهب كأصل يختاره المستثمرون لمعالجة المخاطر الشديدة، وعدم استقرار الأسعار والاضطرابات الجيوسياسية من النوع الذى تجسده الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال تايلر وينكليفوس، رائد أعمال تكنولوجى، إن «فرضيتنا الأساسية عن بيتكوين هى أنها أفضل من الذهب».

ومع ذلك، ينبغى للمستثمرين أن يكونوا حذرين من مثل هذه الادعاءات بالنظر إلى منشأ الذهب الذى يعود إلى آلاف الأعوام، كما أن العوامل التاريخية والثقافية ستلعب دوراً فى تصورات المزايا النسبية لكلا الأصلين.

وبعد كل شىء، كان الذهب طيلة العصور رمزاً للقوة والثروة والبقاء والجمال، لكن بالنسبة للكثيرين فى العالم الحديث سيظل الهدف الأساسى للتراكم الرأسمالى، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.

وعلاوة على ذلك، تأثر أى ادعاء بأن «بيتكوين» قد تكون وسيلة تحوط جيوسياسية بشدة؛ بسبب أدائها فى بداية حرب أوكرانيا، فقد انخفضت قيمة «البيتكوين» كثيراً من أعلى مستوياتها القياسية فى نوفمبر، بينما تعززت قيمة الذهب فى ظل هبوط الأسواق.

وبالنسبة إلى الروس والأوكرانيين، من المفارقات أن «بيتكوين» وغيرها من العملات المشفرة كانت بمثابة مخزن حقيقى للقيمة مقابل عملاتهم الورقية المحلية المتدهورة – وهى عملات غير مدعومة بأصول حقيقية مثل الذهب أو السلع – وسمحت لهم بتجاوز أنظمتهم المالية التقليدية الهشة.

وفى الوقت نفسه، ظهر استخدام جديد لـ”العملات المشفرة”؛ حيث جمعت حكومة أوكرانيا أكثر من 100 مليون دولار من التبرعات بـ”العملات المشفرة” من جميع أنحاء العالم لتمويل دفاعاتها، واكتشف اللاجئون الأوكرانيون أن تحويل أموالهم إلى عملة مشفرة على الهاتف يوفر عملة محمولة أكثر سهولة من الذهب.

وما لا يمكن إنكاره بشأن التاريخ القصير لـ”العملات المشفرة” هو أنه ملىء بالضجة بناءً على إمكانات تكنولوجيا «بلوكتشين» لتحويل صناعة الخدمات المالية من خلال ما يسمى التمويل اللامركزى.

وتساعد هذه الإمكانات المبتكرة على تفسير الاهتمام الأخير لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة فى وادى السيليكون، الذين يستهدفون دعم ثورة التكنولوجيا الرقمية التى من المحتمل أن تعطل مجموعة من الصناعات من الأعمال المصرفية إلى الألعاب إلى الاتصالات.