روسيا تتجاهل العقوبات وتمد العالم بالطاقة

بينما تستعد أوروبا للانضمام إلى الولايات المتحدة في تطبيق مزيد من العقوبات القاسية على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، تظهرإشارات عديدة تؤكد أن موسكو تجد طرقاً تدعم من خلالها اقتصادها.

ونفدت جميع شحنات خام سوكول المستخرجة من منطقة الشرق الأقصى للبيع خلال الشهر المقبل، واستخدمت شركات صينية عدة، العملة المحلية لشراء الفحم الروسي في مارس، كما ارتفعت تدفقات الغاز من روسيا إلى أوروبا منذ الغزو في 24 فبراير، ولا يخضع أي من هذه البضائع للقيود.

تتوقع “بلومبرج إيكونوميكس”، أن تجني روسيا حوالي 320 مليار دولار من صادرات الطاقة خلال العام الحالي، لترتفع بذلك أكثر من الثلث مقارنة بعام 2021.

كما تعافى الروبل الروسي مقابل الدولار الأمريكي، بالفعل إلى مستواه السابق للحرب، حسبما أشارت وكالة أنباء”بلومبرج”.

ورغم انخفاض إنتاج البترول في روسيا أبريل الحالي، فإن قدرة البلاد على الاحتفاظ بعوائد الطاقة ودعمها لعملتها يثير إحباط قادة الغرب.

وعززت مرونة روسيا في التعامل مع الأزمة، موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصعيد المحلي، حتى مع العزلة المتزايدة التي تعاني منها البلاد، وتراجع الجيش الروسي من مساحات شاسعة في أوكرانيا.

وتٌظهر التحذيرات الأمريكية الأخيرة للهند- بسبب انحيازها لتحقيق تحالف وثيق مع موسكو-  إدراكاً كبيراً تجاه تأثير العقوبات في عالم يعتمد بشدة على البترول والغاز والسلع الرئيسية الأخرى القادمة من روسيا.

وكتب باتريك هونوهان، الزميل الأقدم بمعهد بيترسون في واشنطن وصانع سياسات سابق في البنك المركزي الأوروبي، في مدونة يوم الأربعاء: “لا شك أن العقوبات المالية والعقوبات الأخرى أضعفت الاقتصاد الروسي، لكنها لا ترقى إلى مستوى شل حركته، طالما أنها لم توقف تدفق إيرادات الصادرات”.

مع إعادة تنظيم روسيا صفوفها حتى تشن هجوماً جديداً في شرق أوكرانيا، تستعد الصين لاستقبال شحنات السلع الرئيسية الأولى القادمة من موسكو المدفوع قيمتها باليوان، بعد عزل العديد من البنوك الروسية عن النظام المالي الدولي “سويفت”.

كان الخام الروسي يتجه عادةً إلى مصافي التكرير في أوروبا أو الولايات المتحدة، لكنه حول اتجاهه إلى آسيا، التي يستفيد المشترون فيها- خاصة الهند- من فرصة الأسعار المخفضة بشكل كبير.

وبدأت الشحنات القادمة من البحر الأسود والموانئ الروسية المطلة على بحر البلطيق ومنطقة أوست لوجا ، الاتجاه نحو الهند في مارس الماضي، بعدما غادرت شحنات سابقة من الموانئ نفسها إلى الصين.

ويتوقع جوزيب بوريل،الممثل السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مناقشة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض حظر بترولي على روسيا عندما يجتمعون الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن حظر البترول لم يُدرج ضمن حزمة العقوبات الأخيرة، رغم توقعه بطرح الوزراء له يوم الاثنين.