شركات تتجه لتصنيع المدخلات المستوردة لتنويع المحافظ الاستثمارية

فضل عدد من الشركات الصناعية، الاتجاه لتصنيع المنتجات المستوردة بدلا من تنويع المحافظ الاستثمارية، رغبة فى توفير مدخلات الانتاج محليًا فى ظل الضغط على سلاسل الإمداد العالمية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وقال الدكتور محمد سعد الدين رئيس مجموعة سعدالدين للغازات، إن المجموعة تركز حاليا على تصنيع جميع مدخلات الإنتاج المستوردة محليًا بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد والتى انعكست على السعر النهائى للمنتج.

وأضاف سعدالدين، أن الشركة تدرس تصنيع محابس أسطوانات الغاز، وبعض مستلزمات الإنتاج بدلا من استيرادها، وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركا فى هذا الاتجاه.

وذكر أن المجموعة تستثمر فى العديد من القطاعات منها القطاع الزراعى، والصناعى وتعبئة أسطوانات الغاز، لذلك لا ترغب فى إضافة أى قطاعات جديدة بقدر سعيها إلى تصنيع مدخلات الانتاج المستوردة بغرض ضمان وفرتها فى السوق المحلى، فضلا عن امتلاك تكنولوجيا التصنيع.

وأوضح أن الأزمات التى طرأت على السوق العالمى كانت البداية بجائحة كورونا مرورًا باضطرابات الشحن وآخرها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أكدت لجميع الشركات المستوردة لمستلزمات الإنتاج ضرورة عدم الاعتماد على الاستيراد.

وأضاف أن تركيز الشركات على تصنيع مدخلات إنتاجها محليًا خلال الفترة المقبلة، سيكون له مردود إيجابى على مصر من حيث تقليل الفاتورة الاستيرادية من جهة، واستمرار ضمان التشغيل حال حدوث أى متغيرات فى السوق العالمي من جهة أخرى.

وقال الدكتور شكرى على، رئيس شركة الهلال لتصنيع الأعلاف، إن الشركة تسعى إلى استصلاح وزراعة 500 فدان بالذرة الصفراء لاستخدامها فى صناعة العلف بعد التحديات التى تواجه عملية الاستيراد من روسيا وأوكرانيا.

وأضاف أن الشركة تعتمد على الخامات المستوردة فى عملية التصنيع وتحديدًا الذرة والفول الصويا وإضافات الأعلاف، ومع بداية الحرب خفضت الشركة طاقتها الانتاجية بسبب صعوبة الاستيراد.

وأوضح أن الشركة كانت تخطط مع بداية العام الجارى للتوسع فى إنشاء مزارع الدواجن، إلا أنها فضلت استبدال تلك الخطة بزراعة الذرة، فى إطار الحد من التكاليف والتغلب على التحديات.

وذكر أن الشركة تفاضل حاليًا بين الحصول على أراض للمشروع فى محافظة البحيرة أو الفيوم، والمفاضلة تعود إلى جودة الأرض والسعر المعروض من المزارعين وشركات التطوير الزراعى.

وتابع أن عددا كبيرا من الشركات المتخصصة فى الاستثمار بقطاع الثروة الحيوانية تمتلك مصنع للأعلاف ومساحات أراضى شاسعة لزراعة مدخلات الإنتاج، وذلك لضمان جودة المنتج والحصول عليه بطريقة سريعة.

وأوضح أن تطبيق نموذج التكامل الصناعى والزراعى، على قطاعات أخرى، سيؤدى إلى تعميق المكون المحلى فى المنتجات وسيكون له مردود كبير على أداء الشركات سواء فى التصدير أو التسويق المحلى.