لماذا اختير أول ثلاثاء من نوفمبر موعدا لانتخابات الرئاسة الأمريكية؟

غداً، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية يومها الكبير مع انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الأمريكي الديمقراطية كامالا هاريس.


ولكن السؤال، لماذ تحدد أول ثلاثاء من شهر نوفمبر ليكون هو الموعد الذي تجرى فيه الانتخابات الرئاسية؟


***السر في المزارعين الأمريكيين

تنعقد انتخابات الرئاسة الأمريكية كل أربعة أعوام ودائماً في نوفمبر – الذي يوافق الشتاء في شمال هامبشير. وتحديداً، تجرى أيام الثلاثاء بعد أول يوم اثنين في نوفمبر.


خلال الأيام الأولى من الانتخابات الأمريكية، كان معظم الأمريكيين مزارعين، وكان يوم الثلاثاء يمنحهم وقتاً كافياً للذهاب إلى صناديق الاقتراع والعودة. وكانت أيام السبت والأحد مستبعدة لأسباب دينية وأيام الأربعاء عادة ما توافق يوم عمل الأسواق.


إلى جانب ذلك، وحتى منتصف القرن التاسع عشر، اختلفت مواعيد الانتخابات بحسب الولايات، لكنها كانت تجدول قبل اجتماع المجمع الانتخابي في ديسمبر.


وفي عام 1844، على سبيل المثال، عقدت الانتخابات على مدار شهر بين مطلع نوفمبر ومطلع ديسمبر.


وقال بعض النقاد إن النظام غير فعال، وشعروا بالقلق من أن إجراء التصويت في مواعيد مختلفة يمكن أن يؤثر كذلك على النتائج، وفقاً لما ذكره موقع "هيستوري دوت كوم".


وفي عام 1845، وافق الكونجرس على قانون فيدرالياً يعتمد يوم الثلاثاء يوماً للادلاء بالأصوات في الانتخابات الرئاسية، التي تختم مرحلة التصويت المبكرّ الذي يجري حالياً في جميع الولايات الأميركية باستثناء ألاباما ونيوهامشبير وميسيسيبي.


وكان الكونجرس حريصاً على ضمان أن يوم التصويت لا يحرم العدد الهائل من الأشخاص الذين يعملون في قطاع الزراعة حينها من التصويت.


وبهذا، يقضي المزارع يوم الأحد في الكنيسة، ويسافر الاثنين لأقرب مركز انتخاب، ويصوّت الثلاثاء، وفي اليوم التالي يذهب للسوق.


أما شهر نوفمبر، الذي يمثل أواخر شهر الخريف، فإنه كذلك نهاية مواسم الحصاد، ما يعني أن المزارعين يملكون الوقت للانتخاب، فضلا عن كونه أفضل من ديسمبر مثلاً من حيث الطقس الذي قد يصعّب حركة الناس من مكان لآخر، بحسب قناة "الحرة" الأمريكية