وكالة "IHS" ترجح انخفاض تصنيع السيارات عالميًا بأكثر من 3% خلال 2022

توقعت وكالة IHS Markit لأبحاث الأسواق المالية والاقتصادية العالمية انخفاض إنتاج السيارات على مستوى العالم هذا العام بأكثر من %3، أو ما يعادل 2.6 مليون وحدة، بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا التى بدأت منذ 24 فبراير الماضى وحتى الآن.
وذكرت مؤسسة ستاندرد آند بورز S&P جلوبال الأمريكية التى باتت تملك الآن وكالة IHS Markit ماركت أنه من المتوقع أن ينخفض الإنتاج العالمى من السيارات إلى 81.6 مليون وحدة خلال العام الحالى، مقارنة مع 84.2 مليون مركبة العام الماضى، والذى قفز خلاله بأكثر من %6 بالمقارنة مع عام الوباء.
ويرى المحللون فى وكالة IHS Markit ماركت أن أسباب خفض توقع إنتاج السيارات فى العالم هذا العام ترجع إلى هبوط الطلب من روسيا وأوكرانيا، والذى سيتسبب فى انخفاض حوالى مليون وحدة والباقى سيتوزع بالتساوى نتيجة استمرار أزمة نقص أشباه الموصلات اللازمة للمركبات الكهربائية وذاتية القيادة والهجين والسمارت وهبوط إنتاج وتوريد العناصر النادرة والثمينة، ومنها البالاديوم الذى تهيمن روسيا على %40 من إنتاجه العالمى والنيون الذى تصدر منه أوكرانيا 50 من المستخدم منه فى الإنتاج على مستوى العالم.
وكانت صناعة السيارات العالمية قبل غزو روسيا لأوكرانيا تتوقع ارتفاع الإنتاج بحوالى %12 أو 10 ملايين وحدة زيادة على العام الماضى، ولكن الضعف المفاجئ فى ثقة المستثمرين والمستهلكين بالاقتصاد العالمى أدت إلى هبوط الطلب على شراء السيارات الذى من المتوقع أن ينخفض بحوالى %33 مع نهاية العام الحالى.
وتشهد شركات السيارات العالمية أزمة نقص أشباه الموصلات منذ أكثر من عامين، بسبب الأعطال الناجمة عن وباء فيروس كورونا، والتى جمدت توريدها لصناعة أجزاء حيوية فى المركبات، ثم جاءت الحرب الروسية التى أوقفت توريد البالاديوم الذى يستخدم %66 منه فى تصنيع السيارات، وجمدت توريد غاز النيون الذى تورد أوكرانيا حوالى %50 من الإنتاج العالمى والذى يستخدم فى تصنيع أشباه الموصلات التى تستخدم فى العديد من الأجهزة الإلكترونية مثل الموبايلات والكمبيوترات بجانب المكونات اللازمة للسيارات.
وتواجه شركات السيارات على مستوى العالم أيضًا أزمة عدم توفر البالاديوم الذى تهيمن عليه روسيا وارتفاع أسعار بسبب العقوبات الغربية على حكومة موسكو، والذى يستخدم فى صناعة رقائق أشباه الموصلات، كما أن ارتفاع حالات الإصابة بمرض كوفيد 19 فى الصين جعل حكومة بكين تفرض حجرًا صحيًا، وتغلق محطات إنتاج البالاديوم لمنع تفشى العدوى بفيروس كورونا فى المدن.