الفاو ترصد جهود حماية نباتات غابات في آسيا والمحيط الهادي

رصدت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو"، في مطبوعة بعنوان "الجمال الطبيعي: مستحضرات ومنتجات التجميل المستمدة من الغابات"، 4 مستحضرات تجميل، تُصنع من نباتات غير خشبية في آسيا والمحيط الهادي، وكيف يؤدي الاستخدام الجائر إلى تهديد وجودها، ومجهودات حمايتها.


وتعمل المنظمة وبرنامج التبادل المعني بالمنتجات الحرجية غير الخشبية على لفت الانتباه إلى الدور الذي تؤديه الغابات في توفير منتجات التجميل.


وتشمل زيت خشب الصندل في إقليم آسيا والمحيط الهادئ ، إذ شكّل زيت الصندل مصدرًا بالغ الأهمية للدخل والتجارة في إقليم المحيط الهادئ لأكثر من 200 عام. ويتم استخراج زيت خشب الصندل بالتقطير من جذور الشجرة، وبفضل عطره المنشود، يضاف إلى منتجات تجارية كالصابون والشموع والعطور والبخور.


وبسبب الإفراط في حصد هذه الأشجار، تمّ القضاء على الأرصدة، وكادت تجارة خشب الصندل أن تنعدم. ومع ذلك، فإن إمكاناته لجهة توليد الدخل تشجع المجتمعات المحلية حاليًا على إنشاء مزارع جديدة لخشب الصندل في أستراليا وبذل جهود أفضل لإدارة التجارة في فانواتو. وتشجع المنظمة المجتمعات العالمية على تحسين إدارة أشجار الصندل وصونها من أجل الاستفادة بصورة مستدامة من مصدر الدخل المحتمل هذا والحفاظ على أهميته الثقافية.


وفي كمبوديا، يستخدم الراتنج المستخرج من أشجار الديبتيروكارب، والمعروف عادة ببلسم الغرجوم، كعامل تغييم في مواد الصقل والطلاء أو في المظلات والسلال المقاومة للماء. ويمكن أيضا تجهيزه لتحويله إلى زيت أساسي، وهو يستخدم بشكل رئيسي في صناعة العطور. ويعمل الكثيرون في مجتمعات السكان الأصليين على جمع راتنج بلسم الغرجوم بصفته مصدرًا هامًا للدخل.


ومنذ عام 2003، أدى قطع الأشجار غير المشروع والحصاد المدمر إلى انخفاض الإنتاج. وأدت قلة الإمدادات وانخفاض الطلب العام عليه إلى تعريض صناعة الراتنج للخطر في البلاد. وقدمت المنظمة توصيات في مجال حماية الموارد الطبيعية في الغابات الكمبودية وإحياء نشاط جمع الراتنج هذا بصورة مستدامة. ويشمل هذا تدريب الناس على جمع الراتنج على نحو أكثر فعالية وتعلم تقنيات التصفية التي من شأنها أن تضيف قيمة إلى المنتجات وجمع الراتنج في حاويات جديدة لخفض الشوائب وزيادة قيمته في السوق.


وفي إقليم سابا شمال فييت نام، لدى شعب الريد دزاو في قرية تا فين ممارسة تقليدية لحمام طبي يعرف بـ "ديا داوو شين".

كجزء من ثقافتهم، يستحم أفراد الريد دزاو باستخدام نباتات عشبية مكونة من 5-10 أصناف مختلفة، فيقومون بغلي هذه النباتات ويسكبون ماءها في براميل ينقعون أجسامهم بداخلها. ويُعتقد أن هذه الحمامات الطبية تساعد في معالجة التعب وتحسين الدورة الدموية. بالإضافة إلى ذلك، يزيل هذا العلاج البشرة الميتة ويفتح المسام.


ويقدم أفراد المجتمع هذه العلاجات للسياح الذين يقيمون في منازل عائلات مضيفة في تا فين ويبيعون رزمًا من المساحيق التي تم خلطها مسبقا للزوار والفنادق. ومع ذلك، فإن عمليات الحصاد غير المستدامة للنباتات واستغلالها من قبل الغرباء تهدد أعمالهم التجارية المحلية. وقد أنشئت في عام 2006 شركة مُساهمة مجتمعية للتصدي لهذه التحديات. وقد ابتكر نموذج الشركة هذا علاجات ومنتجات طبية حاصلة على شهادة، وخلق فرصًا للعمل ومصادر دخل مستقرة لأكثر من 100 أسرة ما ساعد أيضًا على توحيد المجتمع.

بينما توجد نبتة الناردين في منطقة الهيمالايا، وتعرف أيضًا باسم الجاتامنسي في نيبال وهي تستخدم لصنع زيت موجود في منتجات مثل العطور والمستحضرات السائلة وكريمات مكافحة الشيخوخة ومزيل رائحة الجسم ومستحضرات التبرج في الصناعات التجميلية الدولية. ويؤمّن جمع نبتات الناردين والاتجار بها فرص عمل للفقراء في المناطق الريفية المرتفعة في نيبال. بيد أن نبتة الناردين مدرجة كإحدى "النباتات المهددة بشدة بالانقراض" على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية.

وقد أدى ارتفاع الطلب والقيمة الاقتصادية العالية إلى الحصاد المفرط أو غير الملائم للنبتات غير الناضجة منه، ناهيك عن أن تشييد البنية التحتية والمستعمرات البشرية من العوامل التي زادت من خسارة موئل نبتة الناردين.


غير أن قيمتها الاجتماعية والاقتصادية قد عززت جهود الحكومة والعديد من المنظمات لتحسين إدارة الموارد وتنظيم ممارسات الحصاد. وتشجع منظمة الأغذية والزراعة المشاركة المحلية في سلسلة القيمة لتعزيز الأعمال التجارية المجتمعية. وسوف تعمل تنمية الأسواق أيضًا على تعزيز القدرات الاقتصادية لزيت الناردين.



ومن خلال مساعدة المجتمعات المحلية على إدارة الغابات بصورة مستدامة واستكشاف فرص كسب العيش في مجال المنتجات الحرجية غير الخشبية، تساعد المنظمة على حفز الاقتصادات المحلية وتعزيز جهود صون الغابات على الصعيد العالمي.