نيويورك تايمز: الحجم الحقيقي للدمار في غزة مستحيل فهمه

بالنسبة لكثير من الناس خارج غزة، تومض الحرب كسلسلة من العناوين الرئيسية وعدد الضحايا وصور أطفال يصرخون، وأجزاء دموية من آلام شخص آخر.


قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الحجم الحقيقي للموت والدمار في غزة من المستحيل فهمه، بسبب حالات التعتيم المفروضة من قبل سلطات الاحتلال على الاتصالات، والقيود المفروضة على الصحفيين أثناء عملهم، والتي تهدد حياتهم.


وأضافت الصحيفة، أنه بالرغم من وجود منافذ للنشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام، إلا أن الحقيقة تتوارى عندما يغادر الصحفيون الذين يوثقون الحرب أو يموتون أثناء تغطيتهم.


ونقلت الصحيفة، شهادة أحد المراسلين في غزة، وهو إسماعيل الدحدوح، قائلًا عبر إنستجرام: "لقد نجوت من الموت مرات عدة وعرضت نفسي للخطر لتوثيق الحرب"، مضيفة أنه أعلن اعتزال الصحافة بسبب الظروف غير الإنسانية في غزة.


وقُتل ما لا يقل عن 122 صحفيًا فلسطينيًا في غزة منذ 7 أكتوبر، وتقول لجنة حماية الصحفيين إن عدد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام - بما في ذلك موظفو الدعم الأساسيون مثل المترجمين والسائقين والمنسقين - قُتلوا خلال الأسابيع الستة عشر الماضية أكثر من أي صراع آخر منذ عام 1992.


وأحصت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ما لا يقل عن 25 صحفيا في غزة، تقول إنهم قتلوا وهم يرتدون سترات واقية تحمل كلمة "صحافة".


وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط في المجموعة: "مع مقتل كل صحفي، نفقد قدرتنا على توثيق وفهم الحرب".


وأجلت صحيفة «نيويورك تايمز» وغيرها من وسائل الإعلام الدولية الكبرى الصحفيين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون لصالحها في غزة، على الرغم من أن بعض وكالات الأنباء الغربية لا تزال لديها فرق محلية هناك.


وتقول «نيويورك تايمز» إن جميع الصحفيين الذين لقوا حتفهم في غزة منذ 7 أكتوبر، قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية، وفقاً للجنة حماية الصحفيين، 38 منهم قتلوا في منازلهم أو في سياراتهم أو إلى جانب أفراد عائلاتهم.


وقالت خولة الخالدي، 34 عاماً، وهي صحفية في قناة العربية، إن "إسرائيل تخشى الرواية الفلسطينية والصحفيين الفلسطينيين، ويحاولون إسكاتنا بقطع الشبكات."


يقع على عاتق الصحفيين في غزة، الذين يعملون في الغالب في وسائل إعلام فلسطينية أو إقليمية ناطقة باللغة العربية مثل قناة الجزيرة، أو الصحفيين المستقلين، نقل قصاصات من واقع غزة إلى الخارج.


جدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي منع معظم إمدادات الكهرباء في غزة، كما دمر شبكات الاتصالات، مما جعل من المستحيل تقريباً على معظم سكان غزة إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.