"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
تفاصيل معالمه وتفنيد ادعاءات الاحتلال.. ندوة بجمعية الفنون الجميلة عن تاريخ المسجد الأقصى

عقدت جمعية "محبي الفنون الجميلة"، مساء أمس، ندوة بمقرها في جاردن سيتي، وذلك تحت "الأقصى ومسجد الصخرة وحائط البراق.. بين الحقائق والأكاذيب"، وتحدث خلالها الدكتورعادل غنيم، خبير الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأدار النقاش الكاتب الصحفي محمد نوار رئيس الجمعية.
وبدأ غنيم حديثه، بأن الكثيرون يظنون أن المسجد الأقصى يمثل المسجد ذا القبة ذهبية اللون (مسجد قبة الصخرة) والذي في الحقيقة لا يعد كونه جزءا من حرم المسجد الأقصى وأحد معالمه والتي تبلغ نحو 200 مَعلم تم إنشائها على امتداد التاريخ الإسلامي.
واستعرض غنيم بعضا من تلك المعالم وتاريخها؛ فالجامع القبلي يرجع إلى العصر الأموي، حيث شرع ببنائه الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمه ابنه الوليد وله قبة مرتفعة داخلية مصنوعة من الخشب تعلوها القبة الرئيسية الخارجية المغطاة بألواح الرصاص، ويبلغ طوله نحو 80 مترا.
وأشار إلى أن موقع المسجد القبلي هو المكان الذي صلى به الخليفة عمر بن الخطاب، فهو يبعد أمتارا قليلة عن كنيسة القيامة والتي عرض على عمر أن يصلي بداخلها؛ لكنه رفض ذلك حتى لا يكون ذلك سببا وذريعة في أن يتخذها المسلمون مسجدا.
وواصل غنيم، أن من أبرز معالم المسجد الأقصى هو "المصلى المرواني" وبنى في البداية لاستخدامه تسوية لهضبة بيت المقدس للبناء عليها، وفي العهد الصليبي حوّله الصليبيون إلى إسطبل للخيول، ومع تحرير القدس على يد صلاح الدين اُعيد المكان إلى استعماله السابق تسوية ومخزنا، واستمر ذلك لفترة طويلة حتى عهد قريب؛ فمع الرغبة الصهيونية في السيطرة عليه عقب الاحتلال، سارعت مؤسسات إسلامية ودائرة الأوقاف إلى ترميمه وافتتاحه عام 1996، وأثناء الترميم كشف عن 7 بوابات قديمة مغلقة فتحت اثنتان منها، وتبرعت مصر بفرش المصلى بالسجاد، كنت شاهدا على تلك العمليات بوصفي خبيرا أثريا.
وأكد غنيم كذب الادعاءات الإسرائيلية بشأن وجود هيكل بناه النبي سليمان تحت المسجد الأقصى، موضحا أن النبي سليمان أقام بمدينة القدس لفترة لم تزد عن 25 عاما ولم يثبت خلالها أنه قام ببناء أي معلم ديني؛ فجميع زوجاته حينها لم يؤمنوا بنبوته وكانوا على الوثنية.
وذكر غنيم أن الكثير من الباحثين اليهود والغربيين، أكدوا عدم وجود أي أثر لهيكل سليمان تحت الحرم القدسي، ولا تحت المسجد الأقصى، ولا تحت قبة الصخرة وشاركهم الرأي، مما دفع بعضهم إلى أن يقول إن الهيكل قصة خرافية ليس لها وجود.
ورأى غنيم بأن قرار غالبية العرب والمسلمين بعدم زيارة المسجد الأقصى ومدينة القدس، واقعة تحت الاحتلال ليس قرارا صحيحا، فتأكيد الحق في تلك المقدسات يلزمه زيارات منتظمة وبمجموعات كبيرة، وترك الساحة مفتوحة أمام إسرائيل في صالحها وليس في صالح قضيتنا.
وقال غنيم إنه زار المسجد الأقصى وآثار ومعالم القدس القديمة، وقام بتصوير العشرات من بها وذلك دون الحصول على تأشيرة إسرائيلية، حيث عبر من الحدود المملكة الأردنية وهو الأمر المتاح للجميع.
ويعود تاريخ "جمعية محبي الفنون الجميلة" لأكثر من 100 عام، حيث أنشئت في عام 1922، من قلب "معرض الربيع"، فقبل قيام الجمعية، كانت المساعي تتواصل من جانب سيدات مصر المهتمات بالفن ودروبه؛ ليكون هناك جهة وآلية لتنظيم المعارض الفنية لفناني مصر ونظائرهم من زوار مصر الفنانين، وكان على رأس هذا الفريق الشغوف، الأميرة سميحة، نجلة السلطان حسين كامل، وهدى شعراوي، وفقًا لما نشرت الأهرام.
وارتبط اسم الجمعية برموز سياسية واجتماعية مهمة، ومنهم محمد محمود خليـل، رئيس مجلس الشيوخ المصري ما بين عامي 1939 و1940، وصاحب المتحف الشهير بالقاهرة، وكان أول أمين عام لها، قبل أن يتولى رئاستها خلفاً لـيوسف كمال، وكذلك شريف صبري باشا، عضو مجلس الوصاية على العرش في الثلاثينات وخال الملك فاروق، الذي كان نائباً لرئيسها، كما كانت السيدة هدى شعراوي، رائدة الحركة النسائية، والأميرة شويكار من بين ممثلات اللجنة النسائية المشرفة على تنظيم المعارض الأولى للجمعية، وفقا لمجلة فنون الصادرة عن وزارة الثقافة.