"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
مقتل القادة لن يؤثر في كتائب القسام.. ما جدوى محاولات إسرائيل التخلص من السنوار

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الظهور في شكل المُهدد لمقاتلي حركة المقاومة حماس وكتائب القسام في لقاءاته الأخيرة، من خلال توجيه نداءات إلى الجنود بـ "عدم الموت من أجل السنوار"، على الرغم من خروج كثير من التقارير الإعلامية ومن بينها عبرية التي تشير إلى الفشل الكبير الذي يلاحقه نتيجه عدوانه على قطاع غزة.
وفي تقرير جديد للجارديان حول "مدى فاعلية البحث عن قادة حماس، وهل قتلهم سيدمر المقاومة ويفقد الجنود قدراتهم القتالية العالية"، جاء فيه أن حركة حماس مصممة بشكل يجعلها تتفادى سقوط أي من أفراد قادتها الرئيسيين، وأن فقدان القادة غير مؤثر بالشكل الذي تروج له إسرائيل لتبرير ما تقوم به في غزة.
يشير تحليل لحركة حماس أجراه معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إلى أن "هذا التنظيم العسكري مصمم خصيصًا للنجاة من فقدان الشخصيات القيادية الرئيسية"، وذلك ما قاله الكاتب عاموس هاريل في مقال نهاية الأسبوع لصحيفة هآرتس – متمسكًا بالدليل على بقاء حماس- إنه "حتى عندما تم اغتيال كبار القادة مثل ياسين والرنتيسي فإنه ليس من الواضح ما هو التأثير الذي سيتركه مقتل السنوار أو الضيف على الحركة".
وما يقصده هاريل، هو نجاح الاحتلال الإسرائيلي في الماضي في اغتيال شخصيات بارزة في حماس، مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وهما من مؤسسي حماس، فقد تمت عمليتا القتل في عام 2004، ما يشير إلى الاحتياطات التي اتخذتها لحماية من هم على قمة الجماعة بعيدًا عن الأذى حتى في خضم العدوان العنيف.
ظل قادة الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر يروجون للإشاعات حول مجمع الشفاء وأن مقر قادة حماس يقع أسفله لأسابيع، وانتقلت هذه الادعاءات الآن إلى خان يونس، حتى تكون تلك الأقاويل غطاء لقتل المدنيين.
وفق الجارديان "ادعى نتنياهو أن زعيم حماس كان في مرمى أعينهم. مرددًا شائعات سابقة لا أساس لها من الصحة مفادها أن السنوار كان محاصرًا في مخبأ في بداية الحرب، وقال نتنياهو إنهم الآن يحاصرون منزل السنوار و مسألة وقت فقط قبل أن نقبض عليه"، لكن مسئولون إسرائيليون آخرين قدموا تقييما أكثر واقعية، وذكروا أن السنوار ليس فوق الأرض، وقال المتحدث العسكري الأدميرال دانييل هاجاري إن "السنوار تحت الأرض".
والمدقق في أفعال وتصريحات قادة الاحتلال سيجد أن "هذه الوعود قد تم تقديمها من قبل، وأن إسرائيل كافحت، خلال صراعاتها المتعددة في غزة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، للعثور على كبار قادة حماس وقتلهم"، ولكن ما نتيجة ذلك؟.
وبحسب مركز دراسات الحرب "لقد قام قادة حماس بتنظيم كتائب القسام لتتمكن من الصمود في وجه العدوان العسكري الإسرائيلي من خلال بناء منظمة عسكرية مرنة ذات مستويات وحدة صحيحة عقائديًا وتسلسلات هرمية للقيادة لتسهيل التعافي في مواجهة فقدان القادة أو تدمير عناصر الوحدات"، كما كتب المحلل بريان كارتر في ورقة بحثية جديدة: "يقوم القادة بإعداد مرؤوسيهم في جميع أنحاء سلسلة القيادة لاستيعاب واجبات القيادة في حالة مقتل القائد أو إصابته، وبالتالي فإن عمليات القتل التي تعلن عنها إسرائيل لن تؤدي إلى إضعاف حماس أو تدميرها بشكل دائم".
وأكد كارتر: "من المرجح أن تحتفظ حماس بمجموعة كبيرة من القادة العسكريين ذوي الخبرة، وسيكون معظمهم على استعداد لإعادة بناء المنظمة وتدريب قادة جدد على المستوى التكتيكي في حالة خسارة أي من قادتها الحاليين".
كان نتنياهو قد قال في أحدث تصريحاته: "الحرب ما زالت متواصلة لكنها بداية النهاية لحماس. أقول لإرهابيّي حماس: انتهى الأمر لا تموتوا من أجل السنوار، استسلموا الآن"، في إشارة إلى زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار.