البابا تواضروس يفتتح كنيسة القديس يوحنا المعمدان في الخَيَّالَة

افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم السبت، كنيسة القديس يوحنا المعمدان بمدينة الخَيَّالَة، بحي البساتين التابعة لقطاع كنائس مصر القديمة، ودشن مذابحها وأيقوناتها لتصل عدد الكنائس التي تدشن بيد قداسته منذ تنصيبه بطريركًا 181 كنيسة.


وتحل اليوم، الذكرى الحادية عشرة لتنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريركًا على كرسي القديس مارمرقس الرسول ليصبح البابا الـ118 في سلسلة باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.


ودقت أجراس الكنيسة؛ ترحيبًا بقدوم قداسة البابا، واستقبلته طفلة بباقة من الزهور، وأزاح قداسته الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشين الكنيسة.


والتُقطت له صور تذكارية أمام اللوحة وإلى جواره صاحبي النيافة الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس قطاع مصر القديمة، وكاهني الكنيسة، ومجلسها.


ثم دخل قداسة البابا، إلى الكنيسة يتقدمه خورس الشمامسة، وهم يرتلون ألحان استقبال الأب البطريرك، وسط عبارات الترحيب والزغاريد من قبل شعب الكنيسة.


وصلى قداسته والآباء المطارنة والأساقفة، صلاة البخور الثالث للتدشين، حيث جرى تدشين المذبح الرئيس بالكنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان، والمذبح البحري على اسم القديسين القوي الأنبا موسى والأنبا كاراس السائح، والمذبح القبلي على اسم الشهيدين أبسخيرون القليني ومار بقطر بن رومانس.


ودُشِنَت أيقونة البانطوكراطو في شرقية الهيكل، وأيقونات حامل الأيقونات "الأيكونوستات" والأيقونات الموجودة في صحن الكنيسة.


وألقى قداسة البابا، كلمة عقب التدشين قدم في بدايتها الشكر لله قائلا: "نشكر لله الذي يعطينا نِعم جديدة في كل صباح ويبارك حياتنا بأعماله، ونشكره على السلام الذي في بلادنا وعلى المحبة التي تربط كل المصريين معًا".


وأضاف: "محبة في أرض هذا الوطن وفي تراب هذا الوطن، ونعلم أن مصر هي التي علمت العالم فن الأعمدة، ففي عصر الفراعنة أقامت المسلات وكانت المسلّات في كل ربوع مصر، وفي العهد المسيحي والأزمنة المسيحية كانت المنارة، المنارة التي تُعبر عن الكنيسة، ثم في العصور الإسلامية كانت المئذنة، ومن هذا الفن فن الأعمدة انتقل إلى كل العالم، فلم يكن معروفًا في أي مكان آخر في العالم سوى في مصر".


وعن حياة المصريين، قال قداسته: "المصريون أحبوا أن يعيشوا حول نهر النيل، ومن نهر النيل تعلمنا كيف نعيش في وحدة وطنية ومحبة وطنية لتراب هذا البلد العزيز والغالي على الله، ودائمًا أقول أن كل بلاد العالم هي في يد الله أما مصر فتتمتع أنها في قلب الله، والعائلة المقدسة جاءت وسكنت في مصر وباركت أرض مصر أكثر من 3 سنوات كانت فرصة ونعمة وبركة كبيرة لكل المصريين".


وأشاد البابا، بالإنجازات الجارية حاليًا على أرض مصر، وقال: "نحن نشهد في السنوات الأخيرة إنجازات كثيرة على أرض مصر في كل مكان وفي المجالات كافة، ومن هذه النِعم الكبيرة أن الدولة أصدرت منذ حوالي سبع سنوات قانون لبناء الكنائس، وهذا القانون كان بعيدًا عن المصريين عشرات السنين؛ لأن مصر كانت ترتبط في بناء الكنائس بقانون قديم جدًّا من أيام الحكم العثماني ويُسمى (الخط الهمايوني)، وكان هذا يُسبب عارًا لمصر على مستوى العالم كله.


وأضاف: "كما أنه يثير مشكلات وأزمات وضيقات وفتن، ولكن بعدما قامت الثورة في 2013 وبدأ يعتدل ميزان الحياة المصرية، فكان قرار القيادة السياسية بإصدار هذا القانون في سبتمبر 2016، وصار بناء الكنيسة هو عمل له قانونه وله فاعلياته وله صورته، وصار عملاً من أعمال السيادة في مصر، وهذا أمر في غاية الأهمية، ومنذ ثورة 2013 اهتمّت مصر والقيادة السياسية والقوات المسلحة والهيئة الهندسية والحكومة المصرية، ببناء المساجد والكنائس التي تساهم في إعداد المواطن الصالح".


واستكمل: "ولعل من المعالم الجميلة أنه حينما فكرت الحكومة في إنشاء عاصمة جديدة لمصر وهي العاصمة الإدارية، بدأت بالعمل الروحي، فأنشات مسجد كبير وكنيسة كبيرة، وتفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاحهما في يوم واحد، وهذه كلها علامات قوية على أن الحياة المصرية تُبنى لكيما تكون دولة قوية، بالعمل الروحي، ثم بدأت كافة المشروعات".