"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
الفاو: التوسع الحضري بالمنطقة العربية يلتهم الأراضي الزراعية.. ويهدد بمزيد من الفقر

تتزايد المناطق الحضرية في المنطقة العربية وتلتهم الأراضي الزراعية، فيما يعيش حوالي 63% من السكان الحاليين في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 73% بحلول عام 2050، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية، وفق عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
جاء ذلك خلال فعالية إقليمية لمدة يومين، أطلقتها المنظمة، اليوم في القاهرة، بعنوان: "إشراك المدن في تحويل النظم الغذائية الزراعية المستدامة والشاملة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا".
وقال الواعر، إن المدن تعد مراكز الاستهلاك في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، لكن قدرة البلدان على الاستجابة بشكل مستدام للطلب المتزايد على الغذاء في المناطق الحضرية تتأثر بندرة الموارد الطبيعية وتغير المناخ والنزاعات.
وتابع أن 37% من سكان المنطقة يعيشون بالفعل في مناطق حضرية كبيرة، ويعيش أكثر من 50% في مدن وبلدات حضرية وريفية أصغر حجما، والتي تتلقى عادة استثمارات أقل في البنية التحتية واهتماما أقل بكثير من السياسات والبحوث.
وأضاف الواعر: "في هذا السياق، من المهم أن ندرك التحديات المشتركة والمتنوعة التي تواجهها المدن في المنطقة.. تتمتع المدن الصغيرة والمتوسطة بإمكانات هائلة لتوفير فرص العمل وتوليد الدخل للشباب والنساء والمساهمة في التغذية والأمن الغذائي. وهذا يعني أنه بالإضافة إلى الحكومات الوطنية، يمكن للحكومات والسلطات المحلية أن تلعب دورًا رئيسيًا في تصميم وتنفيذ السياسات التي تعكس احتياجات وأولويات المواطنين بشكل أفضل".
وبدوره، وصف عاصم أبو حطب أستاذ مساعد بقسم الاقتصاد في الجامعة السويدية للاقتصاد الزراعي، التوسع الحضري في المنطقة "بغير الحضري"، كونه يفرز أنظمة غذائية غير مستدامة، ويؤدي إلى مزيد من نقص الغذاء وسوء التغذية، ويخلق نوعا من الجوع غير الواضح.
وأضاف أبو حطب، أن من الآثار السلبية أيضا، معاناة النطام الغذائي في المنطقة من عدم المرونة، وضعف القدرة على مواجهة الصدمات، وكان هذا واضحا بشدة خلال أزمة وباء كورونا، ومن بعدها الحرب في أوكرانيا.
وأوضح أن النمو الحضري في المنطقة يحدث منذ 70 عاما، وينمو عدد السكان بسرعة تفوق المتوسط العالمي.
ويعني التنمية المستدامة للمدن، الحفاظ على الموارد الزراعية كما وكيفا، بمعنى توفير غذاء بمواصفات صحية وعدم إهدار الغذاء، وحماية البيئة المحيطة.
وعرضت أنا سكافوزو نائبة عمدة ميلانو في إيطاليا، نموذجا نفذته المدينة للتنمية المستدامة للمدينة، مشيرا إلى تنفيذ الخطة من خلال 3 مستويات، الزراعة والكانتين بالمدارس، والطعام.
وأوضحت أنه من خلال 5 أحياء زراعية محيطة بالمدينة أنتجنا الأرز، ووضعنا وضمانات وصوله للمناطق الحضرية، ونقدم وجبات لكانتينات المدارس، يبلغ عددها 83 ألف وجبة طازجة يوميا، كما دشنا 5 مراكز لباقي الطعام لتجنب الإهدار، ونغلف الصالح منه، وقد يعرض في محلات السوبر ماركت، أو يقدم للأسر الهشة اقتصاديا، مشيرة إلى أن ذلك خفض الانبعاثات في المدينة بنسبة 42%.
وقال الدكتور علاء محمد سعيد، استشاري التنمية الريفية في محافظة بني سويف ومدير وحدة التنمية الاقتصادية بوزارة التنمية المحلية، إن برنامج "حياة كريمة" الذي تطبقه الدولة المصرية، يعمل على التنمية المستدامة، مضيفا أن من التحديات التي تواجه المحافظة التعديات على الأراضي الزراعية.
وتابع أن تغير المناخ أثر سلبا، وهجر من المناطق الريفية نحو 100 ألف شخص للحضر، فيما يبلغ حجم إهدار الغذاء 40%.
واستعرض تجربة بني سويف التي عملت على 6 محاور للعلاج، منها دعم المشروعات الزراعية، وتطوير الأسواق الغذائية والتثقيف الوعي ودعم التقنيات؛ مما أسفر عن زيادة إنتاجية المحاصيل 10%، وتحسن صحة الغذاء بنسبة 5%.