بعد مقتل ضابط درزي إسرائيلي.. محطات تاريخية لقتال الدروز مع الاحتلال

أعاد مقتل الضابط القيادي الدرزي، سلمان حبكة، في قطاع غزة، الحديث عن خدمة المقاتلين الدروز بالجيش الإسرائيلي، لكونها القوة العربية الكبرى الوحيدة التي تشارك بالقتال ضد الفلسطينيين، وذلك بعد عقود من الشد والجذب بين المجتمع الدرزي الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، بشأن الخدمة العسكرية للشباب الدرزي.
ننشر أهم محطات العلاقة العسكرية بين دروز الأراضي المحتلة والحكومة الإسرائيلية.
- بين الحياد والخيانة
تعاملت مجتمعات الدروز المتمركزة حول الجليل وحيفا، بحياد عن الصراع الدائر بين الفلسطينيين من جهة والبريطانيين والعصابات الإسرائيلية من جهة، خلال العقدين الأولين من الانتداب البريطاني.
بدأ أول تعاون درزي إسرائيلي عام ١٩٣٩، بين قيادة القرى الدرزية وعصابة الهاجاناه، ولكنه كان تأييدا سياسيا أكثر من كونه مشاركة عسكرية؛ إذ كان بعض الدروز يعيشون بالقرى المسلمة ويرغبون بالحياد عن الصراع.
شاركت قوات درزية سورية في حرب ١٩4٨، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكانت ممثلة بـ٣ كتائب لجيش الإنقاذ الدرزي قوامها نحو ١٠٠٠ مقاتل.
هزم جيش الاحتلال كتيبة جبل العرب التابعة لجيش الإنقاذ السوري الدرزي في حرب التطهير العرقي، ما أدى لانسحاب الكتيبة وانشقاق عدد من ضباطها بقيادة إسماعيل قبلان للانضمام لاحقا للجيش الإسرائيلي.
قاوم عدد من الدروز الفلسطينيون في قريتي يانوح وجت شمال فلسطين، الجيش المحتل وقتلوا ١7 جنديا معظمهم من الدروز المنضمين لإسرائيل.
وقع ثاني تعاون عسكري درزي إسرائيلي عام ١٩4٩ بتشكيل وحدة الأقليات والتي ضمت الدروز والمسيحيين الشركس والموارنة، وكانت مهمتها منع الفلسطينيين المهجرين العودة لقراهم.
- التجنيد إجباري
رفض الدروز رغم ولائهم لإسرائيل، قرار التجنيد الإجباري الصادر ١٩54، ونظموا عدة مظاهرات ضمن ما يعرف بهبة التجنيد.
استمر التجنيد الإجباري رغم المعارضة الدرزية، وقد ذكرت وكالة فرانس برس، أن العديد من الشباب الدرزي يلفق تقارير طبية بإعاقات عقلية للتهرب من التجنيد.. وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عام ٢٠١4، بأن نحو 7٠٠٠ درزي يخدمون بالجيش الإسرائيلي.
- قتال الدروز للفلسطينيين
اشتهر من بين الدروز المقاتلين بالجيش الإسرائيلي، قائد لواء جولاني غسان عليان، وهو أول قائد درزي بذلك المنصب، وقد أشرف على مجزرة الشجاعية بقطاع غزة عام ٢٠١4، التي راح ضحيتها أكثر من 7٠ فلسطينيا.
وأصيب عليان خلال اجتياح ٢٠١4 لقطاع غزة، وعاد عقب تلقي العلاج، للقتال، وذلك رغم معارضة أقرباء له مشاركته في قتال الفلسطينيين وفقا لتصريح صحفي لعمه زاهر عليان.
وسقط شرطيان درزيان قتلي عام ٢٠١7، بعملية إطلاق نار فلسطينية في باحات المسجد الأقصي استهدفت الشرطة الإسرائيلية ما أدى لاشتباكات بين الدروز وعرب إسرائيل.
يذكر أن مجتمعات الدروز كانت تعاني الفقر والأمية حتى الألفينيات، حين تحسنت أوضاعهم وزاد الاهتمام الإسرائيلي بهم.
يشار إلى أن وهبي مجلي وهو درزي، تولى رئاسة إسرائيل بشكل مؤقت عام ٢٠٠7 في دلالة علي نفوذ الأقلية الدرزية بالكيان الإسرائيلي.