"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
د. محمد عبد المجيد يكتب: الإنتاج الغذائي – المصادر ومعوقات الإنتاج

استكمالاً للمقالين السابقين من هذه السلسلة الهامة من المقالات حول الاستخدام الآمن والفعال لمبيدات الآفات الزراعية، حيث تعرضنا لتعريف الآفة وما يمكن أن تسببه من ضرر وصولاً إلى حتمية وضرورة مكافحتها، كما تعرضنا إلى النمو السكاني ومصادر الغذاء والإمداد الغذائي والحاجة للطاقة، وسوف نتناول في هذا المقال بشيء من التفصيل تقييم مصادر الغذاء وزيادة الإنتاج الغذائي كما نتعرض إلى مشاكل ومعوقات الإنتاج.
تقييم مصادر الغذاء
من الأهمية بمكان تقييم المصادر الأولية حيث أنها تعتبر البنية الأساسية لتقدير مدى مقابلة الإمداد الغذائي بالمتطلبات المستقبلية، كما أنه من الضروري حساب وتقدير عناصر مساحة الأراضي القابلة للزراعة - الأرض الخصبة- المواصفات الغذائية المثلى.
تبلغ مساحة الأرض التي يمكن زراعتها على المستوى العالمي حوالى6‚3 ألف مليون هكتار وتمثل الدول المدارية (الإستوائية) الجانب الأكبر من هذه المساحة وتندرج حوالي 45% من هذه الأراضي تحت المرتبة الرابعة حتى السادسة والتي تصل فيها القدرة الإنتاجية إلى حوالي 15 طن حبوب لكل هكتار سنوياً. يوجد حوالى17% من هذه الأراضي فى أوروبا وشمال ووسط أمريكا وأستراليا ونيوزيلندة بدرجات من الرابعة حتى السادسة بينما توجد 83% من هذه الأراضي الجيدة فى أفريقيا وأسيا وأمريكا الشمالية.
بناء على المستوى القياسي للإستهلاك وهو1000 كيلو جرام حبوب لكل فرد سنوياً يمكن أن يتغذى حوالى 8‚49 مليار نسمة بإستخدام نفس هذه القيمة وبالتالي يمكن أن نتوقع تغذية 5‚11 مليار نسمة تقطن كوكب الأرض عام 2100 على حوالى23% من الإنتاج الغذائى بقيمته القصوى فى العالم.
ومن الجدير بالذكر أن الحسابات السابقة لم تأخذ فى الإعتبار بعض المشاكل المرتبطة بالإنتاج، والتى تمثل على سبيل المثال تآكل التربة- الفيضانات- نقص خصوبة التربة بزيادة الإستزراع وعدم قدرة البيئة على إمتصاص المخلفات. وهناك مشاكل أخرى مثل إنخفاض الإسـتثمار ونقص رؤوس الأموال اللازمة لتطوير الإنتاج الزراعي خاصة في الدول النامية.
زيادة الإنتاج الغذائي
يعتبر توفر المعلومات والطاقة من أهم المدخلات الضرورية لزيادة الإنتاج الغذائي، كما أن إيجاد بدائل لمصادر الطاقة أمر هام وضرورى للمحافظة على مصادر الطاقة.
إن صيانة الطاقة في الإنتاج الزراعي بمعدل2-3% من إجمالي الطاقة المستهلكة تبدو أمراً غاية فى الصعوبة، وتتركز الفرص المتاحة فى السلسة الغذائية الكلية بداية من إنتاج المدخلات الصناعية إلى الإستهلاك المنزلي والذي يمثل20-25% من إجمالي الطاقة المستهلكة فى الدول المتقدمة.
تكمن زيادة الإنتاج الغذائي فى الانسياب الثابت والاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتكنولوچى، وهذه قد تزيد من مساحة الأراضي المنتجة كما تزيد من الإنتاج لوحدة المساحة.
هناك عدة عوامل تلعب دوراً هاماً في هذا الإتجاه منها تحسين الطرق الزراعية وميكنة الوسائل الزراعية والرى والتقاوى المحسنة والأسمدة الجيدة، وعموماً فإنه من الأرخص والأسهل تكثيف الإنتاج الرأسى عن زيادة مساحة الأراضي المنزرعة. وتتعاظم هذه الميزة مع تحسين قدرة الدولة فى الإستفادة من العلم والتكنولوچيا.
وتتركز مخاطر زراعة مساحة أكبر من الأراضي فى المناطق المدارية الرطبة حيث يؤدى ذلك إلى انخفاض مساحة الغابات وتآكل الأراضي وإنخفاض الخصوبة مع بعض المشـاكل الخاصة بالفيضانات والتصحر. كما أن رى أراضى زراعية أكثر يحمـل كثير من المخاطـر مثل إطماء الأنهار والتصحر وتملح التربة وزيادة مستوى الماء الأرضي.
هناك عوامل ضاغطة على التوسع فى مساحة الأراضى المنزرعة منها زيادة مشاكل مصادر المياه والإستنزاف الإستثمارى لمشاريع الري، وتؤدى زيادة استخدام بعض عناصر ومدخلات الإنتاج الزراعى مثل المخصبات والكيميائيات الزراعية إلى حدوث استجابة سريعة وهى عناصر أقل خطورة لزيادة الإنتاج الغذائى.
مشاكل ومعوقات الإنتاج
تعانى الدول النامية من العديد من الصعوبات والمشاكل والتى ترجع إلى إنخفاض البنية والهيكل العام للإنتاج الزراعى. وفى المتوسط فإن حوالى60% من السكان ترتبط بالعمل الزراعى وفى كل عام تزداد الحاجة إلى عمالة أكثر لزراعة نفس المساحة.
ومن أهم المعوقات الرئيسية لتقدم الإنتاج الزراعي إنخفاض الاستثمار الزراعي وإنخفاض الدعم الحكومى وعدم تكامل قطاع الزراعة مع غيره من القطاعات، كما أن الإنتاج المحصولى الطبيعي منخفض ولا يحقق الإكتفاء. ونظراً لأن أكثر من 60% من الإنتاج يوجه إلى الاحتياجات المنزلية للغذاء، فإن زيادة دخل الفرد يؤدي إلى زيادة المتطلبات مما يؤدى إلى إرتفاع الطلب.
وللحديث بقية، حيث نتعرض في المقال القادم إلى مدخلات صيانة والحفاظ على الأرض وحماية المحصول وغيرها من النقاط الهامة ذات الصلة في هذا السياق.
عداد المهندس سامي عبدالمنصف