"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
"الاستخدام الآمن والفعال لمبيدت الآفات الزراعية"

بقلم..الأستاذ الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة
مقدمة عن مكافحة الآفات
تعرف الآفة Pest بأنها عبارة عن أى كائن حى يسبب أضراراً للإنسان وممتلكاته. وتسبب هذه الأضرار نقصاً فى قيمة وكمية مصادر ومقومات حياه الإنسان الهامة نتيجة للتأثير على إنتاجية ونوعية المحاصيل المختلفة والمواد الغذائية والألياف، وذلك من خلال نقل مسببات الأمراض، أو إحداث خلل فى النظام البيئى. وتشمل الآفات مدى واسعاً من الكائنات الحية، فهي تضم الحشرات Insects، والحلم Mites، والقراد Ticks، والنيماتودا Nematodes، والفطريات Fungi، والبكتريا Bacteria، والڤيروسات Viruses، والحشائش Weeds، والقوارض Rodents والطيور Birds والرخويات Molluscs، والقشريات Crustaceans وغيرها. ويتوقف تصنيف الكائن الحى تحت قسم الآفات على مستوى إحداثه للضرر، فقد لا يبدو الكائن الحي في صورة آفة تحت ظروف المعيشة المناسبة، ولكنه يتحول إلى آفة عندما يواجهه الإنسان ويحتدم الصراع بينهما ومن ثم يختل التوازن. وقد ظهرت الآفات قبل الإنسان بملايين السنين وأثبتت الحفريات ظهور النباتات أولاً، ثم الحيوان، ثم الإنسان.
وتسبب الآفات خسائر بالغة للمحاصيل الزراعية، حيث بلغت حوالى50% وفقاً للبيانات التى نشرتها منظمة الأغذية والزراعة (FAO) عام 1967 وتعتبر الحشرات من أخطر أنواع الآفات، فقد سجل منها حوالى10 آلاف نوعاً كآفات هامة على المحاصيل، والحيوانات النافعة، والإنسان، والمنتجات المخزونة. ويوجد بالولايات المتحدة الأمريكية وحدها حوالى150- 200 نوعاً من الآفات الحشرية الخطيرة، وحوالى400-500 نوعاً آخر تندرج تحت الآفات المؤقتة حيث تحدث أضراراً اقتصادية خطيرة فى بعض الأحيان. كما يوجد حوالى ثلاثين ألف نوع من النباتات تندرج تحت الحشائش، منها1800 نوع تسبب أضراراً اقتصادية هامة وخطيرة ضد المحاصيل الزراعية المصاحبة لها، وذلك بالإضافة إلى النباتات الدنيئة، مثل: الطحالب، والنباتات الطفيلية، والنباتات المفرزة للسموم. كما بلغ عدد الأمراض النباتية المتسببة عن الفطريات والمسجلة بالولايات المتحدة الأمريكية حوالى مائة ألف مرض نباتى تحدث بواسطة 8000 نوع من الفطريات، 500 نوع من النيماتودا، و250 نوعاً من الڤيروسات، و150 نوعاً من البكتريا.
وفى العادة تتم مكافحة الآفة علاجياً إذا أحدثت ضرراً بسيطاً للمحصول، حتى لا يستفحل الضرر، وأحياناً تتم المكافحة الوقائية حتى مع غياب الآفة كإجراء وقائي ضماناً لعدم حدوث الإصابة. وفى معظم الأحيان قد يكون الإفراط فى إستخدام المبيدات الكيميائية وقاية للمحصول من أى إصابة متوقعة، أو إستخدامها دون خطة مدروسة وبأسلوب غير علمى عملاً له آثار سلبية من الناحية الإقتصادية والبيئية والصحية. وبوجه عام.. تعتمد عملية المكافحة الكيميائية على تقدير مدى الفقد فى المحصول، وعلاقته بتعداد الآفة المستهدفة. وقد يرجع الضرر الواقع على المحصول فى معظم الأحيان إلى تراكم الضرر لمجموعة من الآفات المختلفة. ولذا فإنه من الضروري دائماً دراسة تأثير المعقد الآفى Pest Complex
على إنخفاض إنتاجية المحصول، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى حتمية وضروة مكافحة الآفات من أهمها النمو السكاني المتزايد ومحدودية مصادر الغذاء، بالإضافة إلى حاجة الإنسان الماسة إلى الطاقة، وسوف يتم مناقشتها جميعاً في المقالات القادمة.
اعداد الدكتور سامي عبدالمنصف شاهين