"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
بوتين: العودة إلى اتفاق الحبوب يتوقف على تلبية المطالب الروسية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا استعداده لاستئناف اتفاق تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية بأمان عبر البحر الأسود، ولكن بعد تلبية كل المطالب الروسية.
وخلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود، قال بوتين إن العقوبات الغربية على روسيا تعيق صادراتها من الحبوب والأسمدة والتكنولوجيا الزراعية.
وقال بوتين إنه عندما يتم رفع تلك القيود على صادرات المنتجات الزراعية الروسية، سيكون منفتحا على استئناف الاتفاق، الذي يعرف باسم "مبادرة حبوب البحر الأسود".
ويقوم اردوغان بدور الوسيط في الحرب الروسية ضد أوكرانيا ويحتفظ بعلاقات وثيقة مع الطرفين. ولا تشارك تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في العقوبات الغربية على روسيا.
وهذا هو أول اجتماع بين بوتين واردوغان منذ إعادة انتخاب اردوغان رئيسا لتركيا لولاية ثالثة في مايو الماضي.
وبعد الاجتماع، أعرب اردوغان عن ثقته في التوصل إلى حل قريبا، قائلا "نرى أن المبادرة يجب أن تستمر من خلال علاج أوجه القصور".
وتقول موسكو إنها ترغب في رفع العقبات أمام صادرات الأغذية الروسية مقابل مزيد من التعاون وتسعى إلى تخفيف العقوبات الغربية على المدفوعات واللوجيستيات والتأمين على الشحن.
ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شكاوى موسكو واعتبروا أنها لا أساس لها، وقالوا إن عقوباتهم لا تستهدف الحبوب والأسمدة الروسية.
ويعد اتفاق الحبوب، الذي ساعد اردغان في التفاوض بشأنه، ضروريا للتصدي لإنعدام الأمني الغذائي العالمي واحتواء أسعار الحبوب. كما تعتمد أوكرانيا التي مزقتها الحرب على الدخل الذي تحصل عليه من صادرات الحبوب.
وفي يوليو الماضي، قالت موسكو إنها قررت وقف مشاركتها في الاتفاق الذي تم إبرامه العام الماضي، والذي أسفر عن إقامة ممرات لتصدير عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب والأسمدة، على الرغم من الحصار البحري الروسي لأوكرانيا.
كما أدان الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين الهجمات التي شنتها روسيا مؤخرا على البنية التحتية الأوكرانية ودعا موسكو للعودة إلى الاتفاق من أجل شحن الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود.
وقال متحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن مهاجمة منشآت تصدير الحبوب الأوكرانية تظهر مجددا أن أفعال روسيا تتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء في العالم وتعرض ملايين الأشخاص الضعفاء في مختلف أنحاء العالم للخطر.
وقال المتحدث إن أفعال روسيا ذات "طبيعة بشعة" حيث تستفيد موسكو من الأسعار المرتفعة في السوق العالمية من جهة ومن حقيقة أنها تصدر حاليا المزيد من الحبوب من جهة أخرى.
وأضاف المتحدث أن روسيا استهدفت مؤخرا منشآت لتصدير الحبوب الأوكرانية، ومن بينها البنية التحتية في الموانئ في دلتا الدانوب.
في غضون ذلك، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك اليوم الاثنين الرئيس الروسي بشدة بسبب عرقلته لاتفاق الحبوب الأوكرانية وشن هجمات على البنية التحتية للموانئ في منطقة الدانوب.
وفي أعقاب لقاء مع نظيرتها الرومانية لومينيتا اودوبيسكو، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر الألماني في برلين ، إن "لعب بوتين باتفاق الحبوب مسألة مثيرة للسخرية".
في الوقت نفسه، لفتت بيربوك إلى أهمية الجهود التي يبذلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماعه مع بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود من أجل "إعادة الاتفاق إلى مساره مرة أخرى".
وأضافت بيربوك أن "سير الشاحنات بحرية مرة أخرى فشل بسبب بوتين فقط"، وتابعت أن "روسيا تفاقم الجوع العالمي"، وصرحت الوزيرة الألمانية بأن العمل على إيجاد مسارات بديلة جارٍ "الآن أكثر من أي وقت مضى".
ووصفت بيربوك ممرات التضامن الأوروبية لتصدير الحبوب عبر خطوط سكك حديدية وطرق بحرية وطرق برية بأنها "شرايين حياة للإمدادات العالمية من الحبوب"، ووجهت الشكر إلى رومانيا لاعتزامها مضاعفة القدرة التصديرية للحبوب الأوكرانية لتصل بحلول نهاية العام إلى 4 ملايين طن في الشهر.
وقالت بيربوك إن روسيا توجه مدافع سفنها الحربية في البحر الأسود على الحبوب والشحنات وتقصف نقاط الشحن والتفريغ "أحيانا على مسافة قريبة جدا من الحدود الرومانية لدرجة وصلت إلى تحطيم نوافذ في قراكم".
وأضافت بيربوك أن الموانئ على نهر الدانوب تحولت إلى محاور ذات أهمية هائلة بالنسبة لملايين الأطنان من الحبوب وقالت إن "روسيا تريد أن تمحو هذه الموانئ من على وجه الأرض عن طريق المسيرات والقنابل".
وبدورها أدانت أودوبيسكو الهجمات على منطقة الدانوب ووصفتها بأنها خرق للقانون الدولي، لكنها صرحت في الوقت نفسه بأن هجمات المسيرات لا تمثل خطرا مباشرا على الأراضي أو المياه الرومانية.