باربي وكين.. شخصيات الفيلم العالمي المثير للجدل تحت مجهر المتخصصين

لا يزال فيلم باربي يصنع حالة من الجدل، والنقاشات المختلفة حول المنع والعرض في دول بعينها، وحول أيضًا ما يقدمه من رسائل حول المرأة والصور النمطية للنساء، فقد لقي الفيلم بعض الهجوم من شخصيات نسوية، وعلى الجانب الآخر يحاول المتخصصون النفسيون وخبراء في علم الاجتماع تقديم تفسيراتهم حول شخصيات الفيلم الرئيسية "باربي و كين".


ونشر الدكتور نيكولا باليسيس، معالج نفسي ومتخصص في العلاقات الزوجية في تورنتو، مقالاً عن تصورات الذكورة لأنفسهم بعد مشاهدته لفيلم "باربي".


وقال: "أثناء مشاهدة الفيلم خلال عطلة نهاية الأسبوع، فوجئت بالتصوير الدقيق نسبيًا للذكورة، والذي كان له صدى مع المشكلات والمخاوف الحقيقية التي رأيتها كثيرًا في ممارستي المهنية مع الحالات التي تعاملت معها، من خلال شخصية كين حبيب باربي".


وأضاف باليسيس: "في بداية الفيلم، يقدم الراوي هذا التمييز الأساسي بين كين وباربي، ونرى وجه كين يضيء عندما تنظر إليه باربي، وتعترف بوجوده، وتظهر الاهتمام به، وعندما لا تنظر إليه أو عندما يبدو أنها تفضل أصدقاء عليه ، ينزلق كين في حزن فيما يبدو وكأنه خجل عميق وكراهية للذات"، بحسب مجلة سيكولوجي توداي.


وتابع: "يتعلق الأمر بالمبالغة في تقدير نظرة المرأة واهتمامها بإحساس الرجل بتقدير الذات، وحتى الإحساس الوجودي بالهوية ، نظرة باربي واهتمامها هما كل شيء بالنسبة لكين، وعندما لا تنظر إليه أو تعطيه أي اهتمام يبدو الأمر كما لو كان وحيدًا في الكون".


ويشبه بالسيس تصرفات كين بأغلب الرجال، من خلال خبرته في التعامل مع كثير من الحالات، حيث يقول: "يجسد الفيلم هذه الديناميكية بشكل جيد من خلال إظهار انجراف كين إلى الرغبة في الهيمنة الذكورية والتعبير الأبوي السلطوي لوجوده، لذلك نجده إذا لم يستطع جذب انتباه باربي ونظراتها نحوه، نجده يمارس رغبته في الوجود عبر الهيمنة وغيرها من ادعاءات القوة والسلطة على من حوله من رجال أو نساء أو أشياء حتى".


فيما ركزت الدكتورة كارين ديل شاكلفورد، أخصائية علم نفس اجتماعي في جامعة فيلدنج، على نظرة النساء إلى باربي، وحالة التناقض اللاتي يشعرن بها تجاه هذه الشخصية "الدُمية"، حيث قالت في مقال آخر بنفس المجلة: "قد تكون مشاعر النساء الأمريكيات تجاه باربي مزيجًا من الحنين إلى الحب والماضي لأننا نشأنا معها كأصدقاء، ولكن شعرنا بعدم ارتياح لتصويرها النمطي للنساء".


كما ركزت شاكلفورد على المونولج القوي –على حد وصفها- في الفيلم الذي أدته شخصية فيرارا، حيث يعبر هذا المونولوج في رأيها عن كم الضغوط التي تقع على عاتق المرأة الأمريكية والأنماط التي توضع داخلها ويطالبها المجتمع بأدائها طول الوقت.


وذكرت جزء منه: "لقد سئمت جدًا من مشاهدة نفسي وكل امرأة أخرى تربط نفسها بأخرى وتقارن نفسها حتى يحبنا الناس، عليك الرد على سلوك الرجال السيء، لكن إذا أشرت إلى ذلك فأنتِ متهمة بكثرة الشكوى، ومن المفترض أن تظل جميلة بالنسبة للرجال، لكن ليس جميلة لدرجة أنك تغريهم".


وعلقت شاكلفورد: "وهكذا عشرات التناقضات التي تحيط بنا وغيرها عبر عنها هذا المونولوج الطويل".