تحيرت الطفلة "ر" التي لم تتجاوز الـ17 عاما، بين إبلاغ والدتها بما حدث لها من اعتداء جنسي؛ خوفا من العواقب، وبين إيجاد حيلة للتخلص من "الفضيحة" التي تسبب فيها "م" تاجر مواد غذائية يحمل جنسية إحدى الدول العربية ويقيم في منطقة العجوزة.

أفكار شيطانية سيطرت على التاجر فخطط للإيقاع بصبية ترعى أطفاله الثلاثة، فأرسل في طلبها لمنزله، وفور دخولها الشقة لم تجد الأبناء، ليفاجئها التاجر بطلب الزواج "أنا عايز أتزوجك"، لترد عليه بأن ذلك الحديث لابد أن يكون مع والديها، محاولة ترك الشقة عقب شعورها بغدر المتهم، فوجدت بابها مغلقا فانهارت في البكاء.

لم ينظر التاجر إلى دموع الطفلة وتوسلاتها للتراجع عن جريمته، بل استل سلاح أبيض "سكين" وهددها حتى أنصاعت له خوفا بأن يلحقها ضرر، وأقامت علاقة غير شرعية معه تسببت في فقد عذريتها.

رفضت الطفلة العودة إلى المنزل خوفا من علم والديها بما حدث وقررت الإقامة مع التاجر ليومين متتاليين، وقتها أوهمها بالزواج منها حتى تقع في شباك غرامه وإقامة علاقة غير شرعية معه للمرة الثانية.

شعرت أم الطفلة بتغيبها عن المنزل فاتصلت هاتفيا بالتاجر لسؤاله عن ابنتها، فأخبرها بأنه حجز لها إقامة في فندق مع أبنائه لرعايتهم حتى الانتهاء من أعماله، بحسب التحقيقات.

عادت الطفلة إلى المنزل بعد يومين ودخلت غرفتها تبكي، فدب الشك في داخل الأم قررت عرض ابنتها على طبيب مختص لفحصها، فكانت الصدمة للأم عندما أخبرها الطبيب بفقدان الطفلة عذريتها. استفاقت الأم من صدمتها لتحاول حل تلك المشكلة بعرض الزواج على التاجر خوفا من أن يلحقهما العار، لكنه رفض عرضها، لتلجأ الأم لإبلاغ الأجهزة الأمنية التي ضبطت التاجر وحققت معه النيابة العامة التي أحالته إلى المحاكمة الجنائية.

وجهت النيابة للتاجر المتهم "م"، 30 عاما، أنه في يوم 29 إبريل 2023 هتك عرض المجني عليها الطفلة "ر"، 17 عاما، من غير قوة أو تهديد، بأن استغل حداثة عهدها موهما إياها بالزواج منه، وتمكن بذلك من حضورها لمسكنه، وأقام معها علاقة جنسية أفقدتها عذريتها.

نظرت محكمة جنايات جنوب الجيزة برئاسة المستشار جلال عبد اللطيف محمد، وعضوية المستشارين محمد حامد فريد، حسين محمود فخري، أسامة الامير تادروس، وأمانة سر صلاح السيد، وممدوح عبد الرشيد، القضية التي حملت رقم 9334 لسنة 2023 جنايات العجوزة، وقضت بمعاقبة التاجر المتهم بالسجن المشدد 3 سنوات.