"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
في ذكرى ميلاده.. كواليس فريد شوقي مع فيلم بورسعيد لفضح العدوان الثلاثي

تحل اليوم (30 يوليو) ذكرى ميلاد الفنان فريد شوقي، الذي ولد في مثل اليوم من عام 1920، بحي السيدة زينب في القاهرة، لأسرة من الطبقة الثرية؛ حيث يرجع أجداده لأصل تركي، وكان والده محمد عبده شوقي يشغل وظيفة رئيس أملاك مصر.
وتعلق فريد شوقي بالتمثيل منذ صغره، وكوّن مسرحا هو بطله الوحيد؛ حيث كان يجمع زملائه وجيرانه ويقسم عليهم مصروفه من أجل أن يشاهدوه وهو يقلد مسرحيات الريحاني، ويصفقون له بعد نهاية المشهد، ما كان يمنحه شعورا مبكرا بالنجومية.
قدم فريد شوقي عطاء فنيا ثريا ومنوعا بين السينما والدراما والمسرح، وإلى جانب التمثيل، كان له تجارب مع التأليف والإنتاج والإخراج.
وكان فريد شوقي، مرتبطا بجمهوره وقضايا مجتمعه، لذا مع تعرض مدن القناة للعدوان الثلاثي، قدّم بالتزامن مع الحرب فيلم "بورسعيد"، الذي وثّق الكفاح والنضال الشعبي ضد العدوان.
وما مثل خصوصية لذلك الفيلم، أن تصويره كان تحت طلقات الرصاص في بورسعيد، وجاء الترتيب له بأمر وتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر.
*موعد في مكتب عبد الناصر
يقول فريد شوقي: "أنا الممثل الذي أُجيد التحكم في نظراتي لم أقدر على النظر في عينيه أكثر من ثوانٍ، فمدَّ يده ومددتُ يدِي أُصافح الرئيس جمال عبد الناصر الذي قال وهو يجلس أمام مكتبه، أنا بعت لك يا فريد".
*رسالة ناصر لأهل الفن
ويتابع نقله عن الرئيس عبد الناصر، بقوله: "إن لكم رسالة يا أهل الفن لا تقلُّ أبدًا عن رسالتنا نحن رجال الثورة، إنت شايف العدوان اللي حصل ضدَّ مصر، أنا عايزك تعمل فورًا فيلم عن الحرب والمقاومة في بورسعيد"، وذلك وفقا لما رواه في مذكراته "ملك الترسو: فريد شوقي"، وحررتها الكاتبة والناقدة إيريس نظمي.
*الجيش والطيران تحت أمرك
ويكمل: "ابتسم الرئيس جمال عبد الناصر قائلًا: "أنا اخترتك أنت بالذات لهذا الفيلم الوطني؛ لأني أعلم أنك البطل الشعبي المحبوب الذي يُحب الناس أن يشاهدوه، أريد أن أعرض هذا الفيلم على العالم كله لأكسب به الرأي العام العالمي وتحت أمرك الجيش والطيران".
*مغامرة في الطريق لبورسعيد
وعن كيفية الوصول لبورسعيد وما خالطه من كواليس، يقول فريد :"كان ذلك عن طريق بحيرة المنزلة؛ هذا هو الحل الوحيد وارتدَينا ملابس الصيادين، ووضعنا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل مشنَّات السمك وغطيناها بقطع من القماش، واجتزْنا بحيرة المنزلة حتى وصلنا إلى نقطة التفتيش، وعشنا لحظاتٍ عصيبة جدًّا عندما تقدَّم الجندي الإنجليزي ليُفتِّشنا؛ ماذا سيحدث لو اكتشفوا هذه الكاميرا التي أخفيناها داخل مشنَّة السمك؟
*القدر أنقذه
ويصف المشهد: "وارتعد جسدي كله عندما مدَّ الجندي الإنجليزي سونكي البندقية التي يحملها نحوَ المشنة التي ترقد في أعماقها مُعدات التصوير لكن شخصًا ذكيًّا حاول أن يُشتِّت انتباه وتركيز الجندي الإنجليزي، فناداه في تلك اللحظة: سير، سير فتطلع إليه الجندي صاحب السونكي ومررْنا بسلامٍ".
وواصل: "لم نصدق أن الجندي الإنجليزي لم يكتشِف أن هؤلاء الصيادين ليسوا إلَّا مجموعة من الفنانيين جاؤوا إلى بورسعيد لكي يُسجلوا ويصنعوا فيلمًا سينمائيًّا، يفضح ذلك العدوان الثلاثي الغادر، ويكشف عن بطولة أبناء بورسعيد الشجعان".
*نجاح كبير ونسخة في منزل الرئيس
يتم روايته قائلا: "وانتهَينا من تصوير فيلم بورسعيد بسرعة قياسية ونجحنا في تسجيل القوات المعتدية، وعُرض الفيلم في مُعظم بلاد العالم وحقَّق نجاحًا خرافيًّا في مدينة دمشق، وجاء السوريون من القرى البعيدة لكي يُشاهدوا الفيلم الذي يُعبر عن المقاومة المصرية، ونفس النجاح حقَّقه قبله في لبنان، وشكرني الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، واحتفظ بنسخة من فيلم بورسعيد في بيته".