استمرار أزمة حزب الوفد بعد الإصرار على عدم عقد اجتماع الهيئة العليا

تستمر أزمة حزب الوفد بشأن الدفع بمرشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وذلك مع الإصرار على عدم عقد اجتماع الهيئة العليا للحزب واتباع الإجراءات اللائحية والاحتكام للهيئة الوفدية بشأن خوض انتخابات الرئاسة، بالرغم من مطالبة بعض أعضاء الهيئة بضرورة عقد الاجتماع. وأوضح عباس حزين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن رئيس الحزب عبدالسند يمامة لا يرغب فى عقد اجتماع الهيئة لأنه يعلم أنه سيحدث صدام معه داخل الاجتماع، مؤكدا أن الاستمرار فى عدم عقد الاجتماع مخالف للائحة الحزب ولكن للأسف اللائحة لا تتضمن عقوبة فى حال مخالفتها.

وأشار حزين إلى أن رئيس الحزب يردد دائما أن من حقه الترشح للانتخابات الرئاسية وآخرها كان فى اجتماع سكرتيرى العموم بالمحافظات، الذى أوضح فيه أنه فى حال فوزه بانتخابات الرئاسة سيقدم استقالته من الحزب. وذكر عضو الهيئة العليا للحزب، أن رئيس الحزب سيستصدر خطابا من الحزب بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية وأنه يمثل الحزب بالإضافة إلى حصوله على تزكية عشرين عضوا من أعضاء مجلس النواب بالهيئة البرلمانية للحزب.


وقال رئيس الحزب، إن الاجتماع الذى جمع سكرتارية عموم اللجان العامة بالمحافظات، بحضوره وعدد من أعضاء الهيئة العليا، كان مهما فى توقيته وموضوعه، وأكد أن الانتخابات الرئاسية هى الاستحقاق الأكبر ومن حسن الطالع أن النظام السياسى الحالى، مشيرا إلى أن إجراء انتخابات شفافة ونزيهة ونحن فى ظل نظام سياسى يعنيه الأمن القومى ولذلك لن تترك المسألة لجماعة إرهابية أو جماعة مدفوعة من الخارج بأن تقفز على حساب الأمن القومى أو شخصية الدولة.


وأضاف رئيس حزب الوفد، فى بيان، أن قرار خوض الوفد للانتخابات الرئاسية اتُخذ من الهيئة العليا للحزب وانتهى الأمر، وسوف نخوض هذه الانتخابات بكل قوة، وطبقا للمادة 19 من لائحة الحزب التى تحدد اختصاصات رئيس الوفد وتجعله الممثل الوحيد للحزب أمام القضاء والجهات العامة والخاصة، وطبقا لرغبة 53 عضوا من أعضاء الهيئة العليا، مشيرا إلى الحديث عن وجود مرشح آخر من الهيئة العليا طبقا للمادة 19 مكرر غير صحيح بالمرة لأن هذه المادة هى تكرار للمادة 19 فى حالة عدم إعلان رئيس الوفد عن رغبته فى الترشح، وطالما عبر رئيس الوفد عن رغبته فى الترشح فهو طبقا للائحة ليس عضوا بالهيئة العليا وإنما هو هيئة بذاته ويرأس جميع هيئات الحزب. وفى المقابل، أعلن فؤاد بدراوى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إصراره على الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية ممثلا عن حزب الوفد، وحذر من خطورة الإصرار على منع الهيئة العليا من الاجتماع، وعدم مشروعية تعطيل الاحتكام للهيئة الوفدية لتسمية مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية.


جاء تحذير بدراوى؛ ردا على اجتماع رئيس الحزب أخيرا، مع سكرتيرى عموم الوفد فى المحافظات، وإعلان تأييد ترشح رئيس الحزب عبدالسند يمامة فى هذه الانتخابات، ممثلا لحزب الوفد، وفقا لبيان أصدره الحزب عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك». وأشار بدراوى، إلى أن أى تغيير يطرأ على الهيئة الوفدية «الجمعية العمومية» بالمخالفة للائحة الحزب، التى تنص على ضرورة تشكيل لجان المراكز والأقسام والمحافظات بالانتخاب، وليس بقرار منفرد من رئيس الحزب وبما يؤثر على هوية الوفد، فهى تغييرات باطلة بطلانا قانونيا وسياسيا وستؤثر على مشروعية ترشح ممثل حزب الوفد فى الانتخابات الرئاسية التى لا تحتمل عوارا ولا تستحق إهمالا.


وقال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الإجماع الوفدى على اختيار رئيس الحزب لتمثيل الوفد فى الانتخابات الرئاسية، وحتى وإن حدث يكون من خلال الاحتكام للهيئة الوفدية «الجمعية العمومية»، وليس عن طريق جمع سكرتير عام كل محافظة للتحدث باسم أعضاء الهيئة الوفدية فى محافظته، فاختيار ممثل الحزب يكون عن طريق الانتخابات، وليس عن طريق جمع سكرتيرى عموم المحافظات الذين لا يحمل أحد فيهم توكيلا عن أبناء محافظته للتصويت بدلا منهم، بالإضافة إلى عدم مشروعية هذا التصرف الذى لا محل له فى اللائحة.