بولندا تحتج على تهديد بوتين بإرسال مرتزقة فاجنر لغزوها

قدمت بولندا احتجاجا شديدا إلى روسيا، ضد ما وصفته وارسو بأنه تهديدات من موسكو ضد دولة ذات سيادة.

جاء الاحتجاج ردا على تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ضد بولندا، ووصفهما لها بأن لديها طموحات في أراضي بيلاروسيا وأوكرانيا.

وقال الرئيسان خلال اجتماعهما في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، يوم الأحد، إن مجموعة مرتزقة فاغنر أرادت الانتقال إلى وارسو، في تهديد مبطن لبولندا بإرسال فاغنر إليها.

وكان بوتين قد قال خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي، يوم الجمعة، إن "بولندا حصلت على أراض كبيرة في المناطق الغربية بفضل ستالين، ولكن إذا نسيت وارسو ذلك، فإن روسيا تذكّرها بهدية ستالين لها".

وردت بولندا على تصريحات بوتين بأنها تمثل تحديا لشرعية حدودها المعترف بها دوليا، مضيفة أن آخر تغيير لحدودها كان نتيجة لصفقة الكرملين السرية مع النازيين.

وعن الوضع العسكري في أوكرانيا، قال بوتين لحليفه لوكاشينكو، خلال مباحثات يوم الأحد والتي تستمر على مدار يومين، إن الهجوم المضاد الذي شنته كييف "فشل".

وأضاف بوتين "لا يوجد تأثير للهجوم الأوكراني المضاد"، موضحا أنه تم "تدمير عدد قياسي من المعدات الغربية خلال اليوم الماضي خلال عملية خاصة".

وتعد زيارة لوكاشينكو إلى حليفه بوتين في روسيا هي الأولى منذ نجاح رئيس بيلاروسيا في الوساطة لإنهاء تمرد مرتزقة فاغنر ضد قيادات الجيش الروسي الشهر الماضي، والذي كان بمثابة أكبر تهديد لحكم بوتين المستمر منذ أكثر من عقدين.

والتقى الرئيسان في مدينة سانت بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، بعد ساعات من قصف الجيش الروسي لميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود.

وفي إشارة إلى أهمية الاجتماع، قال بوتين لقد "غيرتُ بعض خططي" حتى تستمر المحادثات مع لوكاشينكو ليومين، كما أننا سنناقش "الأمن في منطقتنا".

يستضيف لوكاشينكو حاليا مقاتلي فاغنر على أراضيه، بعد التوسط في صفقة أقنعت زعيم المتمردين يفغيني بريغوزين، بإنهاء زحفه نحو العاصمة موسكو والقبول بالمنفى في بيلاروسيا.

وقال لوكاشينكو إن بلاده "تسيطر" على الوضع مع مقاتلي فاغنر سيئي السمعة، وتجبرهم على البقاء في وسط الدولة المنعزلة.

وأثار وجود فاغنر في بيلاروسيا قلق بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، مما دفعها لتعزيز الأمن على حدودها.

وقال لوكاشينكو في تهديد مستتر، "إنهم (فاغنر) يطلبون الذهاب إلى الغرب وطلبوا الإذن مني... للذهاب في رحلة إلى وارسو وإلى مدينة رزيسزو". "لكن بالطبع، أنا أبقيهم في وسط بيلاروسيا، كما اتفقنا"، ورد بوتين بابتسامة خفيفة.

وقال: "نحن نتحكم في ما يحدث (مع فاغنر)" ، مضيفا: "إنهم في حالة مزاجية سيئة".