متحدث الخارجية: هناك خطوط حمراء في التعامل مع الملف السوداني لا يمكن تجاوزها

وصف السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، الوضع السوادني بالمؤسف والخطير، نظرًا لتهديده مصالح ومستقبل الشعب السوداني، وأيضًا تهديده للأمن القومي المصري، وبالتالي تعاملت مصر بجدية منذ اليوم الأول لهذه الأزمة.

ونوه خلال حوار خاص له ببرنامج «من مصر»، تقديم الإعلامي عمرو خليل، والمذاع على قناة «سي بي سي»، مساء الإثنين، إلى أن هناك خطوطًا حمراء في التعامل مع الملف السوداني لا يمكن تجاوزها، نظرًا لأن الخرطوم هي العمق الاستراتيجي والأمن القومي المصري، متمثلة في وحدة السودان وسلامته الإقليمية، ومنع أي تدخل خارجي سلبي في الشأن السوداني، لأنها مرتبطة باستقرار دول الجوار لسنوات وعقود قادمة، ولأن استقرارها هو استقرار لمصر.

وعن الدور المصري في الأزمة السودانية على المستوى الإنساني والسياسي، تمثل في الدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار، الدعوة لتقديم المساعدات الإنسانية، فتح أبوابها أمام الفارين والنازحين من ويلات الحرب، مؤكدًا أن مصر تحركت قبل أن تتحدث تجاه الملف السوداني، انطلاقًا من الالتزام الأخلاقي والتاريخي وإيمانها بالوقوف بجوار الشعب السوداني الذي يمر بهذه المحنة.

وفيما يتعلق بالتحرك المصري على المستوى السياسي، أوضح أن مصر تواصلت مع جامعة الدول العربية على الفور، وتم تشكيل لجنة اتصال عربية، بالإضافة إلى عقد قمة دول جوار السودان، وتكليف وزير الخارجية السفير سامح شكري، بزيارة تشاد وجنوب السودان في تحرك استهدف إنشاء آلية دول الجوار؛ لأنها الأكثر حرصًا على استقرار السودان وسلامة أراضيه.

وأشار إلى أن ما شهدته قمة دول جوار السودان من توافق وسهولة في الحوار، وتحديد الأولويات يعكس حد أدنى من المصالح المشتركة التي يتفق عليها جميع دول الجوار، موضحًا أن النقاط التي كانت محل توافق تمثلت في ضرورة الحفاظ على الدولة السودانية وإيجاد حل سياسي شامل، وإطلاق حوار وطني شامل لا يستثني أي طرف بهدف الوصول إلى رؤية واضحة لمستقبل السودان.

وشدد أن مباردة قمة دول جوار السودان تتكامل مع الجهود والمبادرات الأخرى، وأنها لم تكن محل تنافس أو محاولة لاقتناص فرص أو الاستئثار بملف من أي طرف آخر، مؤكدًا أن هناك وضعية خاصة لدول الجوار تسعى للتحرك من خلالها.

ونوه على استمرار التواصل من خلال اللجنة الوزارية التي شُكلت على هامش القمة؛ مع أطراف الأزمة والتحدث حول الملامح العامة للحل، معربًا عن أمله في أن تدرك الأطراف السودانية خطورة الموقف في أسرع وقت ممكن، والبدء في التحدث عن حلول يمكن أن تُخرج السودان من هذا المأزق الشديد.