توقع مربون ومتخصصون فى القطاع الداجنى والحيوانى، أن ترتفع أسعار اللحوم والدواجن بنسبة تتراوح بين 3 و5% خلال شهر رمضان المقبل، نتيجة لارتفاع أسعار مدخلات إنتاج الأعلاف عالميا مثل الفول الصويا، حيث تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة تتجاوز الـ60% عالميا، نتيجة للجفاف الذى عانت منه بلدان عديدة، والاحتباس الحرارى وحدوث العديد من الحرائق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن، مما أدى إلى زيادة فى سعر المحاصيل الزراعية بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب، وأثر على أسعار أعلاف البقر والدواجن عالميا.

وارتفع سعر الفول الصويا عالميا، ليصل إلى أعلى مستوى فى ثمانية أشهر، حيث كان من المتوقع زيادة المحصول فى البرازيل والأرجنتين والباراجواى، أكبر منتجى فول الصويا فى العالم، بنحو 205 ملايين طن، ولكن اجتاحت المنطقة ظاهرة مناخية تدعى «لانينا» أصابت المنطقة بالحرارة والجفاف، مما أدى إلى نقص المحصول، فأصبح من المتوقع أن تصدر الثلاث دول نحو 20 مليون طن فقط للعالم، وفقا لوكالة بلومبرج.

وقال حسين عبدالرحمن، نقيب الفلاحين، إن مصر تستورد 4.5 مليون طن فول صويا سنويا بنسبة 97% من احتياجاتها، من عدة دول أهمها الأرجنتين والبراجواى، مضيفا أن ارتفاع أسعار الفول الصويا عالميا، أدى إلى اهتمام وزارة الزراعة بتشجيع الفلاحين على زراعته هذا الموسم، والتعاقد على شراء المحصول منهم بـ9000 جنيه للطن، مشيرا أن الفدان الواحد ينتج ما يتراوح بين 800 كيلو وطن فول صويا.

وقال محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ارتفاع أسعار مدخلات الأعلاف، وأهمها الفول الصويا، سيؤثر على أسعار اللحوم فى مصر، والتى من المتوقع أن ترتفع بنسبة تتراوح بين 3 و5% خلال شهر رمضان المقبل.

وأضاف وهبة، أن تغير المناخ أدى إلى نقص المحاصيل الزراعية حول العالم، بنسبة تتجاوز 60%، ما أثر على أعلاف المواشى، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن 7 أضعاف عما كانت قبل جائحة كورونا، مشيرا إلى أن مصر تستورد أكثر من 97% من احتياجها من مدخلات الأعلاف، مؤكدا أن ارتفاع أسعار اللحوم فى شهر رمضان، عادة ما يكون وفقا للعرض والطلب، ولكن هذا العام الأمر مختلف، بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، متوقعا أن تستمر الزيادة فى الأسعار حتى نهاية العام الحالى.

وقال محمد ريحان، عضو شعبة القصابين، إن أسعار الأعلاف مرتفعة ولو كان الأمر مقتصرا على الفول الصويا، لم يكن يحدث تأثير على أسعار اللحوم، لكن تغير المناخ أدى إلى نقص جميع مدخلات الأعلاف حول العالم بنسبة تجاوزت الـ50% بالتزامن مع زيادة الطلب، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار والذى من المتوقع أن يستمر حتى رمضان المقبل.

وأضاف ريحان، أن شهر رمضان كل عام ترتفع فيه أسعار اللحوم بنسبة 2 إلى 3% ولكن هذا العام الارتفاع لا يرجع لقانون العرض والطلب فقط، ولكن بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، واستمرار ارتفاع تكاليف الشحن، متوقعا زيادة أسعار اللحوم بنسبة 5% خلال شهر رمضان، ومن الممكن استمرار الزيادة فى الأسعار طوال عام 2022.

وقال محمود العنانى، رئيس الاتحاد العام لمنتجى الدواجن، إن أسعار الفول الصويا ارتفعت عالميا بسبب نقص المحصول بسبب تغير المناخ، ما أدى إلى نقص المعروض مقابل الطلب، مشيرا إلى أن ارتفاع تكاليف الشحن أضاف عبئا على أسعار الأعلاف.

وتابع العنانى، أن موجة البرد الشديد التى شهدتها مصر أدت إلى ارتفاع تكاليف تدفئة الغرف الخاصة بتربية الدواجن، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الموسمية، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف تربية الدواجن هذا الموسم وزيادة أسعارها بنسبة تتراوح بين 3 و5%، مضيفا أن الإنتاج المحلى من الدواجن يكفى 100% من الاستهلاك المقدر بـ1.5 مليار دجاجة سنويا.

وقال عادل الألفى، العضو المنتدب لمجموعة القاهرة للدواجن، إن تكلفة تربية الدواجن ارتفعت خلال هذا الموسم، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، مشيرا إلى أن جميع خامات الأعلاف يتم استيرادها من الخارج بالإضافة إلى زيادة أسعار الشحن.

وتوقع الألفى، زيادة أسعار الدواجن بنسبة 5% خلال شهر رمضان المقبل، بسبب ارتفاع تكلفة التربية، مضيفا أن زيادة الأسعار ستستمر حتى نهاية عام 2022 بسبب نقص المعروض من الأعلاف عالميا.