"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
ذكرى ميلاد علي الكسار.. كيف تابعت الصحافة صعود تجربته المسرحية؟

تحل منتصف يوليو من كل عام وبالتحديد في 13 يوليو، ذكرى ميلاد الفنان علي الكسّار؛ إذ ولد عام 1887 في حي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ بين الطبقات الشعبية المصرية البسيطة، وامتهن والده مهنة «السروجي»، وكانت العادة أن يسلك طريق مهنة والده؛ لكنها لم تنل رضاه ولم يستطع أن يتقنها بالشكل المطلوب، وجرب عملاً آخر من أعمال أسرته، ورافق خاله وعمل طاهيا، وكانت تلك التجربة أكثر ثراء، فاختلط خلالها بالنوبيين واتقن لهجتهم؛ ما أفاده في مسيرته الفنية من خلال دوره الأشهر «عثمان عبدالباسط».
ويعد الكسار من بين أصحاب التجارب الرائدة في المسرحي المصري، مع بدايات القرن العشرين، ولاقت فرقته المسرحية نجاحا جماهيرا وشعبية كبيرة، ووثقت الصحافة لتلك الحركة الجديدة من تطور المسرح الكوميدي بمصر.
* زقزوق وظريفة
نشرت جريدة "الأفكار" في أكتوبر 1916 إعلانا يفيد بأن علي الكسار مضحك الجمهور سيمثل في هذا اليوم دور البربري عثمان، في مسرحية «زقزوق وظريفة» ذات فصل واحد، ضمن برنامج جوق الأوبريت الشرقي لصاحبه مصطفى أمين بكازينو دي باري.
وشكل إعلان المسرحية ربما يدل على أنها ليست أول مسرحية يقوم الكسار ببطولتها، كما يدل أيضًا على أن الكسار قام بدور البربري كثيرًا، وأنه على قدم المساواة مع صاحب الجوق نفسه، بدليل أن حجم الخط ونوعه واحد في الاسمين، وهذا أمر معروف في أسلوب الإعلانات المسرحية في هذا الوقت، وفقا لدراسة قدمها الدكتور سيد علي إسماعيل تحت عنوان "مسرح علي الكسار.. ومرحلة الصمود الفني".
* حسن سرق المعزة
وتكمل الدراسة تتابعها لرحلة الكسار، حيث نتج عن نجاح الكسار في هذه العروض الكوميدية، أن أصبح شريكًا لمصطفى أمين في إدارة الجوق الشرقي بكازينو دي باري، ابتداءً من منتصف ديسمبر ١٩١7، وأول عرض تمَّ بعد هذه الشركة، كان مسرحية «حسن أبو علي سرق المعزة» تأليف يونس القاضي.
* هجوم على التجربة
وعلى الجانب المقابل، نالت تجربة الكسار والمسرح الكوميدي في ذلك الوقت بعضا من الهجوم، حيث نشرت صحيفة المنبر مقالا جاء به، أن تهافت الجمهور عليها إلا نوع من اضطراب الأخلاق وفساد الأذواق. فالجمهور المشاهد لهذه المسرحيات، لا يرى إلا المواقف المعيبة، والتهتك والخلاعة والمعاني المريبة.
* دوافع الهجوم
ويرى الكاتب في دراسته، أن هجوم الصحافة على الفرق الكوميدية في هذه الفترة لم يكن هجومًا على ما تقدمه من مسرحيات، بقدر ما كان هجومًا من أجل إيقاف تقدمها ونجاحها الذي أثَّر سلبًا على بقية الفرق التراجيدية والغنائية في هذا الوقت، وكفى بنا أن نعلم أن الفرق غير الكوميدية مثل سلامة حجازي، وأولاد عكاشة، ومنيرة المهدية، وجورج أبيض لم تستطع الوقوف بثبات أمام موجة الكوميديا التي انتشرت ونجحت.