"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
زميل معهد ماساتشوستس الأمريكي: مصر لديها مقومات أعلى من أوروبا لإنتاج الهيدروجين الأخضر

قال الدكتور علي عبد الحفيظ، الزميل بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إن مصر لديها من المقومات لإنتاج الهيدروجين الأخضر أعلى بكثير من دول عديدة، مما يتطلب ضرورة العمل لإنتاج كميات كبيرة من هذه الطاقة وتصديرها مستقبلا.
جاء ذلك خلال الملتقى العلمي، الذي نظمته كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى بجامعة القاهرة، وألقى محاضرة بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود".
وأضاف عبد الحفيظ أن دول العالم تتعرض حاليا لأزمتين، وتتمثل أول تلك الأزمات في الطاقة، والتي تتمركز في أن المصدر الأهم لهذه الطاقة هو البترول والتي تتحكم به مجموعة معينة من الدول تتحكم في سعر إنتاجه عالميا مما يعطي الأفضلية لبعض الدول وتعرض دول أخرى للضرر، وتعتبر مصر من الدول المستهلكة وليس المنتجة لهذه الطاقة، وهو ما يعرضنا كثيرا للضرر، بسبب تغيرات سعر الصرف الخاص بالدولار بالإضافة إلى التغيرات العالمية لسعر البترول.
واستكمل أن الأزمة الأخرى تتمثل في مشكلات التلوث والانبعاثات الحرارية الناتج عن ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون والذي يصاحبه ارتفاع درجات الحرارة، حيث من الممكن أن تزداد درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل 5 درجات كل مائة عام وهو يمثل خطرا كبيرا لتأثيره على عمليات ذوبان الجليد ومن ثم ارتفاع معدلات منسوب البحار وهو ما سيؤدي لغرق مدن بأكملها.
وتابع: "وعلى الرغم من أن ذلك الخطر قد يبدو بعيدا، أي من الممكن أن يتم خلال الـ60 عاما المقبلة، إلا أنه يحتم علينا سرعة البدء في التحرك من الآن لإيجاد مصادر طاقة بديلة لا يصدر عنها ثاني أكسيد الكربون والذي يزيد من هذه الانبعاثات"..
وأشار إلى أن العالم يتجه حاليا لإنتاج الطاقة الكهربائية تكون خالية تماما من غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى خفض معدلات ثاني أكسيد الكربون الموجودة حاليا.
وأكد أن هناك دول أوروبية بدأت بالفعل في إقرار التشريعات التي تشجع على التحول من مصادر الطاقة البترولية إلى إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، مثل الطاقة الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، مثل قرارات إنتاج السيارات الكهربائية فقط بدءا من عام 2030، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تمنح الحكومة دعم من 5 - 6 آلاف دولار لكل فرد يقوم بشراء سيارة كهربائية في صورة خصم من ثمن السيارة.
وأوضح أن دول الشرق الأوسط ومن ضمنها مصر، بالإضافة إلى دول الخليج بشكل عام، لديهم ميزة كبيرة وهي أن لديهم أعلى معدلات لسطوع الشمس طوال العام خاصة مصر، والتي تتمتع بمعدل سرعة كبيرة للرياح خاصة في منطقة جنوب سيناء، رأس محمد، رأس غارب، الأمر الذي يستلزم استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية البديلة للطاقة البترولية.
ولفت إلى أن التوجه العام لدولة مثل السعودية، هو كيفية استغلال الطاقة الشمسية أو الرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة خلال السنوات المقبلة، بحيث تصبح هذه الطاقة مصدرا للدخل لأن أغلب اقتصاد السعودية ودول الخليج قائم على البترول.
ونوه إلى أن هناك مشكلة وهي مصادر هذه الطاقة، لا نستطيع تخزينها أكثر من 8 ساعات مما يتطلب ضرورة استغلال هذه الطاقة سريعا في نفس وقت إنتاجها وهو أمر غير منطقي، ولذلك نلجأ لحيلة أن نأخذ الطاقة الكهربائية الناتجة من الرياح ونقوم بفصلها عن طريق المياه إلى هيدروجين وأكسجين، ويسمى الهيدروجين الذي ينتج من المياه بالهيدروجين الأخضر، لأن العملية الإنتاجية الخاصة به خالية تماما من ثاني أكسيد الكربون ونستطيع تخزينه لمدة طويلة بالساعات والأيام والشهور في محطات التخزين الخاصة به، حتى يتم استخدامه وقت الاحتياج عن طريق إعادة تفاعل الهيروجين مع الأكسجين الموجود في الهواء لتوليد الكهرباء التي نستطيع استخدامها في جميع استخدامات الطاقة كالسيارات والإنارة عن طريق خلايا الطاقة التي تساعد على عدم إنتاج ثاني أكسيد الكربون.
وتحدث عن أن هناك بعض التحديات التي تواجه تحقيق هذه العملية، والتي تتمثل في أن نقص كفاءة عملية تحويل الطاقة إلى هيدروجين تؤثر على سعر الهيدروجين الأخضر حاليا في السوق، مما يجعل سعره مقارنة بالبترول مرتفع للغاية يتخطى 3 أضعاف سعر المواد البترولية، مشيرا إلى أن المستهدف خلال الفترة المقبلة هو تخفيض سعر الهيدروجين الأخضر، حتى يصبح نفس سعر المواد البترولية لتستطيع هذه التكنولوجيا الدخول في الأسواق ويتم وقتها استبدال كل مصادر الطاقة سواء البترولية أو الغاز الطبيعي بطاقة الهيدروجين المتجدده، وتمثل الدور الذي نقوم به حاليا في البحث العلمي في اكتشاف وإيجاد المواد المحفزة لهذه التفاعلات بحيث تستطيع زيادة الكفاءة الخاصة بعملية إنتاج الهيدروجين وفي نفس الوقت تكون هذه المواد التفاعلية ناتجة من مواد رخيصة الثمن حتى نستطيع خفض التكلفة اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.