"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
علاء عبدالخالق.. نجم الجيل الذى فتح الحدود للأغنية الشبابية فى الثمانينيات والتسعينيات

رحل بعد رحلة غنائية استمرت 28 عاما بدأت مع عمار الشريعى والأصدقاء وانتهت بـ«حب مش عادى»
ورقة جديدة من شجرة ذكريات جمهور الكاسيت والأغنية فى الثمانينيات والتسعينيات سقطت. المطرب علاء عبدالخالق صورة من ألبوم حكايات طفولة وصبا عدد من الأجيال، ورغم أنه ذهب بجسده، إلا أن صوته وأعماله استقرت فى أرشيف الوطن مع أسماء كثيرة ودعها الوسط الغنائى عبر تاريخه.
المطرب علاء عبدالخالق واحد من المطربين الذين تركوا مساحة كبيرة من الحب فى قلوب زملائه وجمهور الأغنية بصفة عامة. شيعت جنازته بعد ظهر أمس من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، بعد رحلة طويلة من المرض أدت إلى ابتعاده عن الساحة.
ويعد «عبدالخالق»، أبرز مطربى جيل الأغنية فى الربع الأخير من القرن الماضى وبداية القرن الحالى. كان النجم الأول لجيل ضم عشرات المطربين إن لم يكن المئات لانه ظهر فى وقت انتشرت وانتعشت فيه صناعة الاغنية، وسوق الكاسيت، فهذا الجيل الذى يعتبر علاء نجمهم الأول، كان سببا مباشرا ورئيسيا فى ازدهار تلك الصناعة فى الثمانينيات والتسعينيات، ويعد الألبوم الذى قدم فيه أغنيته الشهيرة «سلم ده السلام لله.. سلم مشتاقين والله»، التى حققت مبيعات كبيرة، ولفتت الأنظار إلى امكانية ظهور جيل جديد يلحق بجيل الوسط الذى كان يضم وقتها هانى شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير، خاصة أن علاء كان له خلفية مهمة جدا مع فرقة الأصدقاء التى أسسها الفنان الكبير عمار الشريعى عام 1980، وضمت إلى جانب علاء كلا من منى عبدالغنى وحنان، وكذلك دراسته بمعهد الموسيقى العربية «الناى»، وقدمت الفرقة عددا من الأغانى التى كان لها تأثير كبير داخل الوسط الغنائى أبرزها أغنية «الحدود» و«مع الايام»، و«حبيبتى بتعلمنى أحب الحياة»، و«الموضات»، و«الى كل طير مهاجر»، و«ح نغنى»، و«مطلوب موظف»، و«نفسى أنا»، و«ح يجوزونى»، و«تحت العشرين»، و«حا أعيش»، و«نفسى أنا».
ونجح علاء فى ألبومه الأول «مرسال» عام 1985 والذى ساهم المطرب حميد الشاعرى فى توزيعه وإصداره، وشاركه فى أداء أغنية «حبك كون»، وفى عام 1987 قدم ألبوم «وياكى» الذى تضمن أغنية «سلم» كلمات عبدالرحمن أبوسنة وألحان حميد الشاعرى، وهى الأغنية التى أكدت نجاحه كمطرب وفتحت الطريق لعدد كبير من المطربين، أبرزهم حنان ومنى عبدالغنى، ثم لحق أو تزامن معهم عدد من الأسماء منهم محمد فؤاد وعمرو دياب وهشام عباس وإيهاب توفيق وفارس ومصطفى قمر وعلى حميدة وابراهيم عبدالقادر وسيمون وأغلب هؤلاء ظهروا بتوقيع حميد الشاعرى.
احتفظ علاء بعلاقة صداقة وحب مع كل نجوم جيله، وخلال فترة مرضه كان الجميع بجواره، لدرجة انهم كانوا يلتقون فى منزله فى عيد ميلاده من كل عام، وكان آخر ظهور له مع اصدقائه مصطفى قمر وحميد الشاعرى وهشام عباس وايهاب توفيق كان فى حفل ابنته فى مايو الماضى، الجميع ظهر يلتف حوله، الجميع كان دائما حريصا على ان يخرج علاء من حالته النفسية التى صاحبته بعد مرضه، كل هذا يعكس حالة الحب التى يكنها نجوم الغناء لعلاء عبدالخالق.
ومع انتشار خبر رحيله تحولت صفحات الفنانين على السوشيال ميديا إلى دفتر عزاء، الكل حرص أن ينعيه بكلمات مؤثرة أبرزهم صديق عمره الفنان حميد الشاعرى، عبر حسابه الرسمى بموقع فيسبوك، كتب: «لا حول ولا قوة الا بالله وفاة أخى وصديق العمر الفنان علاء عبدالخالق.. وجعت قلبى يا علااااء … إنا لله وإنا إليه راجعون». كما نعاه بكلمات مؤثرة، منى عبدالغنى، وهدى عمار وطارق فؤاد وأحمد إبراهيم ومحمد الحلو وآمال ماهر وفارس وعمرو دياب وعلى الحجار وفارس، ورامى صبرى.
على مدى رحلته، تعاون علاء مع عدد من الملحنين ابرزهم أحمد منيب الذى قدم معه عددا لا بأس به من الاغانى أبرزها «الحب ليه صاحب» و«يا ليل» و«الحب بحر» و«بناديلك» و«أسمر» و«دلى» و«قلبك قارب». كما تعاون مع أبناء جيله منهم على حميدة فى اغنية «وصانى الهوى».
كما لحن له حميد الشاعرى عددا كبيرا من أعماله، وتعاون مع صلاح الشرنوبى فى أغنية «مكتوب» و«غيابك طال». وكذلك تعاون مع رياض الهمشرى فى اغنية «بحرى» و«يا سيدى قلبك» كما تعاون مع الملحن مدحت الخولى فى ألبوم «قلبى طيارة ورق».
ومن أشهر الأغانى التى لحنها علاء لنفسه أغنية «دارى رموشك» التى حققت نجاحا كبيرا وقت طرحها، والتى لحنها فى أيام معدودة، ونالت انتشارا كبيرا وقتها، وحققت نجاحا لم يكن يتوقعه، ويعد هذا العمل من أحب الأغانى إلى قلبه، ولها طابع ورؤية خاصة لديه، خاصة أن الأغنية تتضمن كلاما راقيا ولحنا ينتمى لنوعية الموسيقى الغربية والشرقية فى آن واحد.
ويعد علاء من أكثر المطربين مشاركة لزملائه فى الدويتو الغنائى ابرزهم حميد الشاعرى فى أكثر من عمل ابرزها «حبيبة يا حبيبة» ورغم أن العمل باللهجة الليبية الا ان علاء نال استحسان المصريين والليبين، كما غنى مع حميد ايضا دويتو «بجيلك من ورا الاحزان ولسه فاكر العنوان»، ثم أصدر أغنية يا مصر وقفنا فى ميدانك، مع حميد الشاعرى تأييدا لثورة 25 يناير.
ثم عاد لحميد فى ديو آخر، منذ عدة سنوات تقريبا بعنوان «حبك» تحدث عنه ايضا فى لقاء له، قائلا: أن حميد يعد من أبرز نجوم الأغنية المصرية والعربية، فضلا عن أنه الصديق المقرب فى أغلب مراحل حياته، موضحا أن ديو «حبك»، من ألحان حميد الشاعرى.
كما شارك تامر حسنى فى دويتو رسمى فهمى نظمى (لولا الهوى)، وتحدث علاء فى لقاء صحفى له عقب دويتو تامر مؤكدا، أن هذه التجربة تعد مميزة على حد وصفه، خاصة أنه كان بعيدا عن الساحة بشكل كبير منذ عام 2009، منذ تقديم ألبوم «حب مش عادى»، موضحا أن أغنية «رسمى فهمى نظمى» حققت نجاحا كبيرا وقت طرحها، خاصة أن تامر نجم كبير وله جمهوره فى مصر والوطن العربى، وهو ما ساعد فى انتشارها بشكل كبير، ووصف الأغنية بـ«خفيفة الظل»، لذلك وصلت للناس بشكل كبير، مشيرا إلى أن تامر طلب منه أن يقدم معه أغنية على طريقة «الديو»، وأن يضع صوته على الأغنية معه، وبالفعل تمت بسرعة كبيرة، ووضع صوته، لتحقق نجاحا كبيرا وقتها.
شارك علاء فى عدة ألبومات مع نجوم آخرين مثل نجوم الشرق بجميع أجزائه، وجميع أجزاء لقاء النجوم وهاى كواليتى (الجزء الخامس فقط) 1996 وميجا ستار وغيرها.
من أشهر أغانيه «سلم» و«مكتوب» و«بحبك باستمرار ودارى رموشك عنى ودارى، قلبى طيارة ورق، وبحبك باستمرار وكلمة وداع وياكى وجمالك والحب بحر ويا وقت وراجعلك. كما شارك حميد الشاعرى فى دويتو حبيبة يا حبيبة أحد أشهر أعمال حميد، الحب له صاحب وانا ع الوعد متصاحب.
علاء عبدالخالق قدم سلسلة حفلات غنائية على المسرح المكشوف بالأوبرا وعلى مسرح ساقية الصاوى، أما آخر ألبوماته كان «حب مش عادى» والذى صدر بمنتديات الإنترنت فقط فى 2008.