مهرجان الفنون الشعبية بمراكش يستعين بالجيل الجديد فى دورته الـ52

واصل مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، عروض دورته الـ 5٢ التى شهدت هذا العام نهجا جديدا فاجأ الآلاف من جمهوره بساحة جامع الفنا، حيث استعان بالمطرب الشاب غانى القباج، ليكون نجم الدورة الحالية من الأجيال الجديدة، ليقدم حفلين فى محاولة للمزج بين الموروث الغنائى والموسيقى، والغناء المعاصر وهى التجربة التى استقبلها الجمهور بتجاوب كبير، خاصة أن المطرب غانى، الذى يسير على خطى الانتشار العالمى، هو ابن مدينة مراكش.

وفى الحفل امتزجت موسيقى غانى القباج مع بعض الأعمال التراثية، وقدم القباج أغنيته الجديدة «تسلم لى يا الغالى» كمفاجأة للجمهور، كما قدم مجموعة من أشهر أغانيه منها ماميا، داك زمان، جابنى مجيبة، زينك، بنت لجار، خلونى، محبوب خاطرى بلادى لغالية، دنيا فانية، الصراحة راحة، مولانا.

وقال «غانى القباج»: «يشرفنى أن أكون جزءا من هذا الاحتفال العظيم بتراثنا، المهرجان الوطنى للفنون الشعبية هو منبر رائع يسلط الضوء على جمال وتنوع ثقافتنا، وكم تطلعت إلى مشاركة موسيقاى مع الجمهور وأن أكون جزءا من هذا العرس الثقافى المهم.

وأضاف: مراكش مدينتى فيها ذكريات الطفولة كان والدى يصطحبنى فى سن 5 سنوات لحضور حفلات مهرجان الفنون الشعبية وكنت أستمتع بها مع الناس البسطاء، وفخور بالغناء واختيارى نجم الدورة الحالية وهو شرف كبير لى.

وكشف غانى عن أنه يقوم بالتحضير لمجموعة أغانٍ مميزة للحفل، وأنه لأول مرة يغنى للجمهور أغنيته الجديدة تسلم لى يا الغالى، على خشبة المسرح، وهى من كلمات وألحان خالد سلام، وهى مزيج من الإيقاعات المغربية بلمسة أفريقية.

وأشار إلى أنه مؤمن بأن الأصل فى الموسيقى هو الفلكلور وتطوير الأغنية يكون بالاعتماد على موسيقى الموروثات الغنائية، بالنسبة لى مهرجان الفنون الشعبية هو الرجوع للأصل، قيمة الفنان فى عودته إلى أصله وملامحه، ترعرت وكبرت فى مدينة مراكش، أعشق الموسيقى والفلكلور وأتمنى أن يصل للناس بشكل مختلف، عبر حفلات المهرجان الجماهيرية، وهناك مؤشرات بدليل ارتباط الجمهور به.

وأكد: لا أشعر بغربة مع هذا الفن والفلكلور هو أساس كل الإيقاعات فى الموسيقى، وحلمى أن الموسيقى فى العالم تقرب بين الشعوب، التفاعل مع الجمهور البسيط هو شىء مهم للفنان، لا أؤمن بدعاية مبالغة ليرى الجمهور أعمالى، أفضل أن يشاهد أعمالى من يقدر ويعى أهمية الفن وقيمة اللون الذى أقدمه، التعامل مع جمهور واعٍ هو الأفضل بالتأكيد، من الوصول لمتلقى غير مهتم».

وعن تقديم عمل يمزج بين الفنون الشعبية والأغنية العصرية قال: الأمر يحتاج لدراسة وعمل متواصل، وصعب جدا حصول هذا التوافق.

وكشف المطرب غانى القباج: أن الغناء بالنسبة لى كان فى الترتيب الثانى، فدراستى كانت المسرح وكنت أحب أقلد الشخصيات أمام عائلتى، وبعدها ركزت على الموسيقى احترفتها وقضيت فيها سنوات طويلة، وأخيرا بحثت عن العودة لتحقيق حلمى الأول فى التمثيل وكانت الحمدلله تجرية ناجحة من خلال مسلسل «٢ فى الصندوق».

من جانبه قال محمد الكنيدرى، مدير المهرجان: «هدف المهرجان استقطاب الجمهور لمراكش، وقررنا إضافة لمسات وأمسيات متجددة، لجذب الشباب، وهذا العام وقع الاختيار على غانى القباج لأنه نجم مغربى مراكشى، فى حفلين بساحات مفتوحة لاستقطاب عدد أكبر من الجماهير بدلا من الأماكن المغلقة».

وأضاف الكنيدرى نسعى لدخول الموسيقى العصرية مع التراث، هذا التقارب بين الفن التقليدى والمعاصر بات أمر مهما جدا، نحاول عصرنة الفنون الشعبية لمسايرة التطور مع الحفاظ على إيقاعاتها، شرط أن يحبها الناس والشباب، باستقطاب موسيقيين شباب يعكسون هذا التطور فى الموسيقى بالمزج مع الفنون الشعبية.

وتابع: كم كبير من المطربين حققوا شهرة واسعة بعد مشاركتهم بالغناء فى المهرجان، التنوع الغنائى فى إيقاعات الموسيقى الشعبية المغربية غير موجود فى أى بلد آخر، الموسيقى العصرية تستفيد من الفلكلور، كما الموسيقى الشعبية تحتاج لمجهود كبير فى تعلمها، فأداؤها صعب لا يستطيع أن يقدمها أى فنان.