خبراء أمنيون يحذرون من فخ النصابين في جريمة تجارة العملة خارج السوق المصرفي

حذر خبراء أمنيون من جريمة الاتجار بالعملة خارج السوق المصرفي، لوقوع العديد من المواطنين ضحايا للنصب والاحتيال من قبل مزوري العملات الأجنبية، وذلك في ظل جهود أمنية تحارب هذه الجرائم وضبط العديد من مرتكبيها خلال الشهور الماضية.

 

وأعلنت وزارة الداخلية خلال الأشهر المُنقضية من العام الجاري 2023 عن ضبط أكثر من 100 جريمة اتجار بالعملة خارج السوق المصرفي بالمخالفة للقانون، من بينها وقائع نصب على المواطنين بعملات أجنبية مزورة والإيقاع بضحاياهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وتوزعت هذه الجرائم في عدد من المحافظات أبرزها القاهرة والجيزة.

 

وقال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إنه يجب على كل من يحاول توفير الدولار تحري الدقة بسبب انتشار أزمة السوق السوداء والتي تظهر كلما توقفت المصارف الرسمية عن توفير المعلة الأجنبية، وبالطبع يظهر المزورين والتجار الذي يستغلون الأزمة ويضعون دولارات مزورة وسط العملات، مشيرًا إلى أن العديد من الضحايا يقعون فريسة لتلك الأعمال على الرغم من صعوبة تزوير الدولار بسبب العلامة المائية الموجودة به والملمس أيضاً.

 

وأضاف نور الدين في تصريحات صحفية أن المستوردين والأفراد يلجأون إلى السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم من الدولار، وهذا يحدث مع أي سلعة عندما ينقص المعروض منها ويزيد سعرها، منوهًا بتصدي الأجهزة الأمنية بكل قوة لهذه الظاهرة، مع اتجاه القيادة السياسية إلى الاهتمام بالتصنيع وانشاء المصانع في مصر حتى لا نعتمد على الاستيراد الذى يحتاج الى توفير الدولار والعملة الصعبة.

 

من جانبه، قال اللواء فاروق المقرحي، إن التعامل في النقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفي أو الجهات المرخص لها بذلك قانوناً، يعد جناية ويجب التصدي الحازم لمثل هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها وهو ما تفعله الأجهزة الأمنية والقضائية، مشيرًا إلى أن تعامل المواطنين بشكل غير قانوني في العملة، يؤدي أيضًا إلى وقوع العديد منهم في فخ النصابين.

 

وأضاف المقرحي  أن المستشار النائب العام وجه كل النيابات على مستوى الجمهورية بالتصدي لمثل هذه الجرائم بكل حزم وملاحقة مرتكبيها، وأمر مكتب الفني بمتابعة مجريات التحقيق في تلك القضايا على مستوى الجمهورية، وإعداد دليل إرشادي بخطوات وإجراءات التحقيق المتبعة في هذه الجرائم.

 

وعن التحليل النفسي لمرتكب جرائم تزوير العملة، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الشخص المزور شخص ذكي ودائم الاطلاع بالجديد ويمتلك أحدث التقنيات مثلا "الفرن والرملة" لتسخين العملات، وله طرق بارعة لتزوير العلامة المائية، والمزور يجيد قراءة المتجمع وبسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد يختار عملائه للنصب عليهم ويعطي لهم مبرراً على صدق كلامه.

 

وأشار هندي أن المزور يقنع عملائه بوجود كميات كبيرة من الدولار يريد بيعها بسعر أقل من سعرها الحقيقي في البنوك نظرًا لحصولها عليها بطريق غير شرعي، فيطمع العميل ويشتري كمية كبيرة من الدولار، وبعدها يكتشف أنها مزورة فيرفض الذهاب إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بسبب خوفه من اتهامه في جريمة مخالفة للقانون كالاتجار في الآثار أو غسل الأموال.