في ذكرى وفاة الشعراوي.. كيف كانت علاقته بمحمد حسني مبارك؟

تحل اليوم 17 يونيو، ذكرى وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي رحل في مثل اليوم من عام 1998، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد صراع مع المرض، لازمه في السنوات الأخيرة من عمره.


وشيع الآلاف من المواطنين جنازة الشعراوي من مسقط رأسه بقرية دقادوس، في مشهد مهيب؛ حيث يراه البعض رمزًا من رموز الحركة الفكرية الإسلامية، وأبرز دعاة عصره، وذلك بما قدمه من إسهامات أثرت المكتبة الإسلامية، ودوره في تقديم تفسير للقرآن الكريم يقوم على الناحية اللغوية والإعجاز البلاغي المحكم لآياته.


وكانت للشعراوي اهتمامات بالمشهد السياسي المصري منذ سنوات شبابه في العهد الملكي، وارتبطت صلته برؤساء مصر بعد الثورة، وكان أبرزهم الرئيس محمد أنور السادات الذي اختاره بمنصب وزير الأوقاف، ثم كانت سنواته الأخيرة في عهد محمد حسني مبارك، التي شهدت علاقته بمبارك وعائلته الود، حيث تحدث عنها بمواقف عديدة.


* تواصل دائم


يقول عبدالرحيم الشعراوي: "كان الشيخ على تواصل دائم مع الرئيس مبارك، فكان هناك اتصال تليفوني من وقت لآخر، أحيانًا كان الرئيس يطمئن على صحته عندما يكون مريضًا، وأحيانًا كنا نلاحظ وهو خارج من البيت دون أن يخبر أحدًا، وكنا نسأله عن وجهته، فلا يخبرنا، لكنه يطلب من السائق أن يجهز له السيارة، وعندما يعود وتأتي الفرصة للحديث يقول لنا: "كنت في زيارة للرئيس مبارك، وقد تكون الزيارة رسمية في بعض الأوقات، وقد تكون خفية لا يعلمها الكثيرون، وكان الرئيس أحيانًا يرسل سيارة للشيخ لتأخذه من البيت".


ويؤكد عبدالرحيم، مكانة والده عند الرئيس الراحل مبارك: "كان من المعتاد عندما يحضر الرئيس لقاءً في أي حفل، فممنوع لدواعٍ أمنية أن يخرج أحد قبله أو يدخل أحد بعده، لكن كان مسموحًا للشعراوي لظروفه الصحية في السنوات الأخيرة من عمره أن يدخل أو يخرج بعده في أي مناسبة تجمعهما، حسب كتاب "إمام وزعيم.. ما خفي بين الشعراوي وعادل إمام"، للكاتب محمد الباز.


*عهده فألا من اسمه


يقول الشعراوي في حوار له بمجلة آخر ساعة في عام 1995: "يشهد الله أنه أول ما اختير كانت الكلمة التي قلتها أمام إخواننا هي "اللهم اجعل لعهده فألًا من اسمه" أي أن يكون مباركًا، هذه واحدة، والثانية أنه لما عمل عيد الأزهر- العيد الألفي للأزهر- وأعطاني الوسام شعرت يومها بالامتنان لهذا التكريم الذي يفوقه تكريم الجمهور لي، وأنا واقف لاستلام الوسام، أخذ الجمهور يصفق لي أكثر من عشر دقائق، وقد تأثرت بذلك كثيرًا، وأقسم لك بالله أنني قلت يومها "اللهم أعني على رد هذه التحية".


ويضيف الشعراوي بحواره: "لقد ادخر الله لحسنى مبارك أوزار الثورات ليعالجها، وأنا كلما دعوت له أسأل الله أن يعينه على حمله الثقيل، فأنا لما باشوف التعب والشقا اللي هو فيه، بقول كان الله في عونه، وأستعجب إزاي إن فيه ناس غاوية تستشرف الحكم، لأن هؤلاء يستشرفون للحكم لا يرون من الحكم إلا شرف الحكم فقط، أما تكاليفه الثقيلة فهي غائبة عنهم، ولو وضعوا التكاليف والأعباء الثقيلة أمام شرف الحكم لزهدوا فيه".