فريدة فهمي فنانة استعراض كسرت نمط الراقصة

تصدر اسم الفنانة فريدة فهمي، محرك البحث "جوجل"، بعد ظهورها في احتفالية لتكريمها أعدها قصر السينما برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وصرحت خلال الحفل بأنها قررت الاعتزال بعد مسيرة دامت 43 عاماً؛ لأنها وجدت أن الوقت الذي أمضته في الرقص كافيًا كما تحدثت عن زوجها المخرج علي رضا.


وانتقدت فريدة ما اعتبرته تجاهلاً من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بسبب عدم تكريم زوجها المخرج علي رضا، وتحدثت في ذلك الإطار عن فرقة رضا وأهميتها والأفلام التي قامت ببطولتها الفرقة.


وشاركت فريدة في عدد من الأفلام مثل "جميلة، وساحر النساء، وإسماعيل يس في البوليس الحربي"، لكن أبرز أفلامها هما "غرام في الكرنك، وإجازة نصف السنة"، حيث كانت فرقة رضا الجزء الأساسي في الفيلم، وقدمت عددًا من الاستعراضات والأغاني التي أصبحت جزء مهم من السينما المصرية.


رجلان وراء نجاح فريدة فهمي


"صنعني أبي كإنسانة، ثم وهبني الله علي رضا"، فكان كل من حسن فهمي، والد فريدة، وعلي رضا جزءً ضخماً من أسباب نجاحها كفنانة استعراضية لمعت وتميزت وكسرت كثير من المفاهيم عن الرقص، بعرض وجه آخر له مختلف وبعيداً عن الإغراء والأدوار التقليدية التي كانت تظهر فيها الراقصات، كمعاونات لتجار المخدرات أو خائنات، فظهرت فريدة كطالبة وفتاة ارستقراطية ضمن فرقة رضا وتخرج عن هذا النمط.


وقالت فريدة عن والدها، في حوار سابق لها ظهر ضمن كتاب "هؤلاء حاورتهم" لمفيد فوزي: "كان بابا حسن كالنسر الذي يحمي صغاره ولم يكن فنانا فحسب كان أباً عظيماً عرف كيف يكتشف ذاتي وأين أخفى مواهبي وأعطاني الثقة ومنذ أول يوم دفعني فيه للرقص سلحني بنصيحة هامة لاتزال تطن في أذني بصوته الحبيب حتى الآن وهي ألا أجعل جسمي يوما ما يسيطر على عقلي، فالجسم يرشو أحيانا صاحبه ويقنعه بأنه متعب فيتعطل العقل عن العمل ويتبلد ليكن عقلي دائماً يا عصارة، وفق وصفه، هو الذي يوسوس جسمي".


وطافت فريدة وعلي ومحمود، قرى مصر وسافروا لمسارح العالم ورقصوا أمام شعوب مختلفة، فيما صادفتهم عقبات وقفزوا على كثير من المتاريس، هكذا تتحدث فريدة عن الفرقة.


وأضافت: "حوربنا أحياناً ولم نسقط قتلى وأتذكر كلمة كتبها المخرج العالمي الياكازان في اليوم الذي زار الفرقة وقال عني هذا الرقص الذي رأيته الليلة فيه نقاء الرمال وحلاوة الصدق، واحتضن الأب علي ومحمود وفريدة وقال لهم نجحنا في الامتحان يا أولاد".


والتقت فريدة بعلي رضا على شاطئ بلطيم، وكانت في عمر الثالثة عشر، وهو يكبرها بأعوام قليلة، بحسب مفيد فوزي، وتعلق قلب الصغيران منذ البداية، وشهد الشاطئ قصة حبهما.


ويقول علي رضا عن ذلك: "في الرابعة عشر علمتها الرقص في النادي وكنت أشعر أنها تستجيب للموسيقى فالرقص كفن لا يحتاج إلى أداة خارجية لا يحتاج لفرشاة وألوان كفن الرسم، أداة الرقص في داخل الجسم نفسه وبالجسد يمكن أن أروي لك حكاية تفهمها وتقتنع بها وكانت ميلدا –اسم فريدة الأصلي- ترقص وهي تتكلم ترقص وهي تأكل كان قوامها النحيل يهتز طرباً إذا سمعت موسيقى، وكأن القدر دبر لنا هذا اللقاء فوق الرمال لنهدي للناس هذا التراث".


وأضاف: " وكان والدها رجل معجزة سبق زمانه والتقط الحس الذي كان يسكن فريدة ولم يصادره كالأباء المتشنجين بل شجعه ورعاه وعلى يديه ولدت فرقة رضا التي زظهورها عام 1959 كان حدثاً اجتماعياً هز المجتمع وصار تيار سرى في نفوس الشباب".


الإشادات بفريدة كانت واسعة النطاق في الوسط الثقافي، وجميعهم يركز على ظهورها كراقصة بشكل مختلف، حيث قال عنها إحسان عبدالقدوس: "كلما رأيت فريدة ترقص تنيت أن تكون أخت كل منا أو بنت كل منا".


فيما قال أنيس منصور: "فرقة رضا نموذج محترم للهواية والاحتراف والمجهود الفردي والروح الجماعية"، وكتب أحمد بهاء الدين في يومياته: "لقد جعلت هذه الشاشة الموهوبة من الرقص فنا محترما لا يخجل الانسان أن يصفق له".