كيف يؤثر انهيار سد نوفا كاخوفكا في مسار الهجوم الأوكراني المضاد؟

تساءلت صحيفة "تايمز" البريطانية عما يعنيه الهجوم المضاد الأوكراني بالنسبة لمسار الحرب ضد روسيا، مشيرة إلى أن انهيار سد نوفا كاخوفكا لن يعرقل هجوم كييف الكبير، لكن يتعين على جنودها الانتباه لما وصفته بـ"أفخاخ موسكو".


وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه بينما انخرطت القوات الأوكرانية في هجمات استكشافية في هجومها المضاد الذي طال انتظاره، عصف بالبلد كارثة إنسانية وبيئية عندما فاضت المياه بسبب انهيار سد نوفا كاخوفكا.


واستبعدت "تايمز" فكرة أن تكون أوكرانيا وراء الحادث، مشيرة إلى أنها لم يكن لديها الدافع أو الوسيلة، أما روسيا لديها كلاهما إذ أنها تسيطر على السد، على حد تعبيرها.


لكن الصحيفة استدركت قائلة بأن "ما حدث بالضبط يظل غير واضح"، متساءلة: "عما إذا كان هذا سوء إدارة أم ضغينة متعمدة، لافتة إلى أن الأمر قد يكون مزيجا: محاولة لإطلاق كمية كبيرة من المياه للتداخل مع أي تحركات أوكرانيا لاستعادة الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون ولكنها سارت بشكل سيء تماما".


ورأت الصحيفة البريطانية أن التداعيات لا تساعد روسيا على المدى الطويل؛ إذ أن عبور النهر لم يكن ليكون أولوية مبكرة لأوكرانيا لكن مع انحسار المياه وجفاف الأرض، ربما تصبح مثل هذه الخطوة أسهل بالنسبة لكييف، إذ أزال الفيضان الخط الأول للدفاعات الروسية.


وبالإضافة إلى ذلك، ستتأثر إمدادات المياه العزبة إلى شبه جزيرة القرم، والتي كانت مصدر قلق كبير بشدة للكرملين. ورأت الصحيفة البريطانية أن اختراق السد أحدث اختلافا بسيطا في كيفية شن الهجوم الأوكراني.


ولفتت "تايمز" إلى أن هذا الهجوم لا يجب اعتباره عمل منفرد ولكنه ضمن سلسلة من الخطوات المترابطة التي تستهدف إقناع روسيا بأن موقفها غير مقبول على نحو متزايد.


وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الهجمات الروسية ستتواصل، وسيتمثل الهدف في إبقاء الوحدات الأوكرانية ملتزمة بالمهام الدفاعية وتركيز دفاعاتها الجوية على حماية المدن بدلا من دعم القوات التي تقاتل على الخطوط الأمامية.


ونوهت بأن أوكرانيا تبحث بشكل متزايد على سبل لتولي زمام المبادرة، إذ يبدو أن بعض الخطوات مصممة بهدف إحراج وإثارة حفيظة الكرملين، مثل هجمات الطائرات بدون طيار على موسكو في نهاية مايو الماضي.


وأشارت الصحيفة إلى تكتيك آخر أقل وضوحا ولكن أكثر أهمية، والمتمثل في سلسلة من الهجمات باستخدام الأنظمة الأوكرانية الأكثر دقة وطويلة المدى، بما في ذلك صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لتدمير الأصول الروسية خلف الخطوط الأمامية.


وأشارت الصحيفة البريطانية إلى استهداف مستودعات الذخيرة والوقود، بالإضافة إلى بعض تجمعات القوات، إلى جانب تخريب خطوط السكك الحديدية، إذ أن كل ذلك مصمم بهدف تخريب اللوجيستيات الروسية وزيادة صعوبة تعزيز المواقع الأمامية تحت الضغط.


كما استغلت أوكرانيا إنهاك القوات الروسية في المناطق التي شهدت بعض من أعنف القتال، وحيث لم تعزز روسيا دفاعاتها بعد.


واعتبرت "تايمز" أن هذه عروضا جانبية مقارنة بالمبادرات الأكثر أهمية التي تنطوي على الكتائب الأوكرانية الجديدة، والتي تبقى منفصلة عن المعارك الدفاعية الأخيرة، والمزودة بمركبات المشاة القتالية والدبابات الغربية.


وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر سيستغرق وقتا حتى تتضح صورة المعارك الجارية، وأن الأوكرانيين بحاجة للتعلم من المواجهات المبكرة حتى يمكنهم التكيف تكتيكيا وإظهار المرونة التي ستمكنهم من استغلال "الفرص غير المتوقعة"، على حد تعبيرها.