بدء مؤتمر البحر الأحمر للنقل البحري واللوجستيات RSMTL

انطلقت فعاليات مؤتمر البحر الأحمر للنقل البحري واللوجستيات RSMTL، بهدف تكوين مجتمع اقتصادى واستثماري في منطقة البحر الأحمر، بتنظيم جامعة الجلالة، ومشاركة عدد من وزراء النقل وممثلين تجاريين للدول المُطلة على ساحل البحر الأحمر.


وقال المهندس وجيه عزايزة، وزير النقل الأردني، إن البحر الأحمر شريان العالم ومطل على كل موانئ العرب، الذى يعنى تكامل العرب عبر التاريخ؛ ولذلك ننظر لأهمية البحر بأنه داعم لاستراتيجية العمل العربى المشترك، وعلى الرغم من أن منطقة العقبة تأتى فى نهاية البحر الأحمر لكنها نقطة البداية للوصول بأوروبا وما بعد أوروبا، وحاليا ننظر فى وزارة النقل لربط العقبة بخط سكة حديد يمتد إلى عمان ثم خط إقليم لما له من أهمية كبرى فى مجال النقل واللوجستيات.


وأضاف: "عندما نأتى إلى مصر، نقول حضارة وتاريخ وعروبة، واليوم نقول نهضة ومستقبل، وكل الشكر لمن يبنى فى مصر ويعمل فى مصر لأن فيها رفعة العربة وقدوتهم".


وتابع: "علينا واجب تجاه البحر الأحمر بالحفاظ عليه، ولدينا تجربة سابقة فيه من 35 عاما وهو الجسر العربى، وستكون التكاملية هى نظرتنا إلى المستقبل، ولذلك عندما نتحدث عن ضرورة إيجاد مشروعات مشتركة، أهمية كبيرة ويجب التركيز عليها، وهذا العمل محل تطلع قيادتنا فى دولنا لأهمية تعزيز العمل العربى المشترك لما فيه خير ورفعة".


• البحر الأحمر بوابة لإفريقيا


وقال الدكتور هشام علي أبو زيد، وزير النقل المكلف بجمهورية السودان، إن هناك تطويرا للنقل البحري وذلك بعد وضع استراتيجيات على المستوى الإقليمي والدولي والأنشطة اللوجيستية، مشيرا إلى تطوير البنية التحتية وآليات جذب الاستثمار، وأن البحر الأحمر بوابة لإفريقيا وركيزة للنقل المستدام لجنوب إفريقيا وذلك ينعكس على الدول المجاورة.


وأضاف أن السودان أصبح من الدول الحديثة للنقل البحري المستدام، مشيرا إلى أن النقل يمثل 70%؜ من الدخل المادي في إفريقيا، لذلك لابد من اتخاذ قرارات للنقل التكنولوجي والمستدام ومراجعة مؤشرات الأداء للنقل البحري.


وقال السفير شريف عيسى، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، إن المؤتمر فرصة مهمة لتطوير التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأحمر، وقاطرة لتعزيز التعاون الإقليمي، وأن توفير خطوط شحن آمنة في البحر الأحمر يمثل حجر زاوية لتنمية التبادل التجارية بين إفريقيا والعالم أجمع.


وأشار إلى أن أزمة السفينة الجانحة "إيفرجفن" عكست أزمة دولية في الملاحة، وهو ما يعني حجم العمل التجاري المتعلق به؛ لذلك مصر تولي أهمية لتأمين الملاحة في البحر الأحمر من ميناء السويس في الشمال إلى موانئ إفريقيا لتعزيز التجارة البينية.


ولفت إلى تعزيز إجراءات الملاحة عبر اتفاق صدق عليه 4 دول لمواجهة الأخطار الأمنية في البحر الأحمر لتأمين تداول البضائع.


من جهته، أكد نائب وزير التعليم العالي، الدكتور محمد أيمن عاشور، تطوير منظومة التعليم العالي وتبني فكرة ربط التعليم بالصناعة وتقديم برامج جديدة ترتبط بالتغيرات المستقبلية لسوق العمل، ومن أهمها النقل البحري باعتباره شريان الحياة العالمي.


وأوضح أنه يتم إنشاء جامعات في مناطق جديدة تنعكس على الطلاب والمجتمع بخدماتها، من بينها جامعة الجلالة، مؤكدا تقديم المساعدة وتدعيم التعاون الاقتصادي واللوجستيات.


فيما أكد اللواء رضا إسماعيل قائد قطاع النقل البحري بوزارة النقل، أهمية المؤتمر وأنه حيوي لمناقشته تطورات كبرية في منطقة حوض البحر الأحمر ويعزز قناة السويس أهم مجرى ملاحي.


كما أكد أهمية التوافق على العمل الجاد لزيادة اقتصاديات منطقة البحر الأحمر، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي سببتها أزمة كورونا بتعميق التعاون الاقتصادي والتكامل التجاري مع منطقة إفريقيا وحوض البحر الأحمر.


وأضاف: نظرا لأن حوالي 90% من التجارة المتنقلة تتم بحريا، فإن مصر اهتمت وشرعت في رفع كفاءة الموانئ وبناء 4 أحواض جديدة وأرصفة للموانئ على مساحة 9.6 مليون متر مربع، وتطوير ميناء سفاجا بـ3 مليارات جنيه، فضلا عن تدشين شبكة من السكك الحديدية لنقل البضائع لميناء الإسكندرية وباقي أرجاء الجمهورية.


في سياق قريب، قالت غادة شلبي، نائب وزير السياحة، إنه سيتم استقطاب الراغبين في سياحة السفن والبحر خلال الفترة المقبلة، بهدف استغلال كل الفرص المتاحة للدولة من مقومات سياحية.


وأوضحت أن تسويق الموانئ البحرية سيتم بوصف كل الموانئ البحرية وما يقابلها من ظهير ثقافي سواء على النيل أو البحر، مؤكدة أن تطوير البنية الأساسية من قبل وزارة النقل يدعم السياحة ومن ثم اقتصاد الدولة.


من ناحيته، قال الدكتور عادل العدوي، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الجلالة، إن الجامعة مستقبلا ستكون حاضنة الأعمال، وأن ترسيخ التعاون المشترك بين كل المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة أمر هام، حيث إن التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والأخرى يتيح التبادل بين الخبرات وتحقيق الهدف الاستراتيجي الأساسي في تأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل عبر التدريب.


وأكد أن جامعة الجلالة تسعى إلى تفعيل الصناعة عبر برامج دراسات بينية متعددة كبرامج في العلوم الإدارية وبرامج الذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الجغرافية وبرامج تطوير منظومة المكينة والمجلات الهندسية المتخصصة، وأن الجامعة بصدد تقديم برامج تطبيق المعايير الدولية في التعليم والبحث العلمي والمساهمة في تحقيق التنمية العربية في المنطقة، مشيرا إلى إنشاء ووضع دراسات استراتيجية لخدمة منظومة لوجستيات منطقة البحر.


وقال الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية البحرية، إنه لا سبيل للجامعات والمؤسسات الأكاديمية إلا التكامل لخدمة المجتمع جميعا، وأن المؤتمر يأتي في ظل سياسات الإغلاق في الشركات في بعض مناطق العالم ونقص الحاويات وازدحام الموانئ وتأثير ذلك على الاقتصاد.


وأشار إلى أن النقل البحري يمثل 90% من إجمالي النقل التجاري المتبادل على مستوى العالم، بينما الدول الإفريقية تساهم في هذه النسبة بحوالي 6%، في حين وجود 176% زيادة في ارتفاع النقل البحري من شنغهاي إلى دبي، و400% من شنغهاي إلى أحد الدول الأخرى.


وأكد أنه لولا النقل البحري لكانت هناك كارثة تحيط بالبشرية فهو أحد أهم أنشطة النقل، ومن هنا لابد من رفع كفاءة النقل والسكك الحديدية وإنشاء المراكز اللوجستية والموانئ الجافة ويأتي البحر الأحمر بمكانه الفريد.