سد النهضة بعد 12 عاما.. استمرار البناء والأزمة دون اتفاق (تسلسل زمني)

في الثاني من أبريل عام 2011، أعلن رئيس وزراء إثيوبيا الراحل، ميليس زيناوي، إطلاق مشروع سد النهضة "الألفية"، وفي أبريل 2023 أكملت أديس أبابا 90% من أعمال البناء وشغّلت توربينتين لتوليد الكهرباء، حسبما صرّح مسؤولون حكوميون.. وبين التاريخين استمر "بناء الأزمة" وتوقفت المفاوضات دون الوصول إلى اتفاق.


وتتمسك مصر بالتوصل إلى "اتفاق قانوني عادل وملزم" بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، بينما تشكو "التعنت الإثيوبي"، الذي أوصل المفاوضات، التي توقفت بشكل رسمي في أبريل عام 2021، إلى "طريق مسدود"، لتصرّح على لسان وزير الخارجية، سامح شكري، مؤخرا، بأن "كل الخيارات مفتوحة" في هذه الأزمة.


وتتخوّف القاهرة من تأثير سد النهضة، المقرر أن يحجز 74 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق المصدر الرئيسي لنهر النيل، الذي يمثل نحو 98% من موارد مصر المائية المتجددة، بينما تعاني عجزًا يصل إلى 55% من احتياجاتها المائية التي تبلغ 120 مليار متر مكعب.


وبصورة منفردة، أعلنت أديس أبابا، في 12 أغسطس الماضي، عن اكتمال الملء الثالث، الذي وصل بحجم المياه المخزّنة في بحيرة سد النهضة إلى 22 مليار متر مكعب، بحسب تقديرات إثيوبيا، فيما بدأت الشهر الماضي في تعلية الممر الأوسط، تمهيدًا للملء الرابع، بحلول الصيف المقبل.


"خطر وجودي"


وتحدّث وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، بوضوح أمام مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، أواخر مارس الماضي، عن "خطر وجودي" تشكله التحركات الأحادية في سد النهضة على 150 مليون مواطن (في مصر والسودان)، مشيرًا إلى أن تزامنها مع "جفاف مطوّل" (مستمر لعدة سنوات) قد يؤدي إلى خروج أكثر من مليون ومئة ألف شخص من سوق العمل (أغلبهم من العاملين في الزراعة)، وفقدان ما يقارب 15% من الرقعة الزراعية في مصر، وهما عامليْن يترتب عليهما مخاطر ازدياد التوترات الاجتماعية والاقتصادية وتفاقم الهجرة غير الشرعية، كما يمكن أن تؤدي تلك الممارسات إلى مضاعفة فاتورة واردات مصر الغذائية.


وأشار سويلم إلى أن قطاع الزراعة يمثل مصدر الرزق لأكثر من 50% من السكان، وأخذا في الاعتبار أن مصر لديها عجز مائي يصل إلى 55% من احتياجاتها المائية التي تبلغ 120 مليار متر مكعب، لافتا إلى أن مصر تضخ استثمارات هائلة لرفع كفاءة منظومة المياه لديها تعدت 10 مليارات دولار خلال الخطة الخمسية السابقة، كما تعيد استخدام المياه عدة مرات في هذا الإطار، وتضطر لاستيراد واردات غذائية هائلة بقيمة حوالي 15 مليار دولار.


وبينما توقفت مفاوضات سد النهضة في أبريل 2021، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، تحدث مسؤولون سودانيون عن جولات تفاوضية بين الدول الثلاث استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، دون مزيد من التفاصيل عن مستوى التمثيل لكنها لم تصل أيضًا إلى اتفاق.


 التقرير تسلسلًا زمنيًا لأزمة سد النهضة في عامها الثاني عشر.


- فبراير 2011، أعلنت إثيوبيا عزمها إنشاء سد الألفية (الذي تحول لاحقًا إلى سد النهضة).


- أبريل 2011، وضع رئيس الوزراء الإثيوبيا الراحل، ميليس زيناوي، حجر أساس السد.


- سبتمبر 2011، الاتفاق على تشكيل لجنة دولية لدراسة آثار سد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان).


- مايو 2012، بدأت اللجنة أعمالها بفحص الدراسات الإثيوبية الهندسية وتأثير السد على مصر والسودان.


- مايو 2013، شرعت إثيوبيا في تحويل مجرى نهر النيل الأزرق للبدء فعليا في البناء.


- أصدرت لجنة الخبراء الدوليين تقريرها بضرورة إجراء دراسات تقييم لآثار السد على دولتي المصب.


- يونيو 2014: الاتفاق على الاستئناف الفوري للمفاوضات التي توقفت إزاء ثورة 30 يونيو.


- أغسطس 2014: الاتفاق على تنفيذ توصيات اللجنة الدولية من خلال مكتب استشاري عالمي، وتشكيل لجنة خبراء رباعية من الدول الثلاث.


- سبتمبر 2014: انعقاد الاجتماع الأول للجنة الخبراء الفنية الثلاثية، والاتفاق على قواعد عملها، وعلى معايير اختيار المكتب الاستشاري العالمي.


- أكتوبر 2014: الاستقرار على شركتين استشاريتين لإجراء الدراسات الفنية التي دعت إليها اللجنة الدولية.


- مارس 2015: توقيع إعلان اتفاق المبادئ بين الرئيسين المصري والسوداني ورئيس الوزراء الإثيوبي.


- سبتمبر 2015: انسحاب المكتب الاستشاري الهولندي لعدم وجود ضمانات لإجراء الدراسات في حيادية.


- ديسمبر 2015: عقد اجتماع لوزراء المياه والخارجية في مصر والسودان وإثيوبيا للمرة الأولى.


- التوقيع على وثيقة الخرطوم، والاتفاق على اختيار مكتب استشاري فرنسي ثانٍ، وعلى توقيع عقد الأعمال الاستشارية في الأول من فبراير 2016 لتنتهي الدراسات خلال 8 أشهر.


- فبراير 2016: تأجيل توقيع العقود مع المكتبين الاستشاريين؛ لإجراء مزيد من التشاور حول صيغته.


- سبتمبر 2016: توقيع العقود مع المكتبين الاستشاريين بحيث ينهيا الدراسات خلال 11 شهرا، مع إرسال تقرير ربع سنوي عن سير العمل.


- مايو 2017: الانتهاء من التقرير الاستهلالي وسط خلاف بين الدول الثلاث حول بنوده.


- نوفمبر 2017: مصر تعرب عن قلقها من مطالبة إثيوبيا والسودان إدخال تعديلات على التقرير الاستهلالي "تعيد تفسير بنود أساسية ومحورية على نحو من شأنه أن يؤثر على نتائج الدراسات ويفرغها من مضمونها" وما ينطوي عليه من "تعثر للمسار الفني".


- أكتوبر 2017، وزير الري المصري يزور موقع السد الإثيوبي لمتابعة الأعمال الإنشائية.


- يناير 2018: إثيوبيا ترفض مقترحا مصريا بمشاركة البنك الدولي في أعمال اللجنة الثلاثية.


- أبريل 2018: عقد اجتماع لوزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة المخابرات في مصر والسودان وإثيوبيا لأول مرة.


- مايو 2018: الاجتماع التساعي الثاني ينتهي إلى توجيه ملاحظات الدول إلى المكتب الاستشاري بشأن التقرير الاستهلالي، وعقد القمة الثلاثية كل 6 أشهر، وإنشاء صندوق للاستثمار المشترك، وتشكيل مجموعة علمية مستقلة لتحقق التقارب حول السد.


- يونيو 2018: أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في مؤتمر صحفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالقاهرة أن بلاده لن تلحق ضررا بالشعب المصري.


- عقد أول اجتماع للمجموعة العلمية المستقلة، في العاصمة السودانية الخرطوم لمناقشة خيارات واستراتيجيات ملء بحيرة سد النهضة.


- سبتمبر 2019: مصر تدعو إثيوبيا للانخراط في مفاوضات فنية جادة للتوصل لاتفاق في أقرب فرصة ممكنة.


- أكتوبر 2019: الولايات المتحدة تعلن دعمها للمفاوضات للوصول إلى اتفاق مستدام يحقق تبادل المنفعة.


- مصر تعلن وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود.


- أكتوبر 2019: الولايات المتحدة تدعو مصر والسودان وإثيوبيا لاجتماع في واشنطن على مستوى وزراء الخارجية.


- نوفبر 2019: الاتفاق على عقد أربعة اجتماعات عاجلة للدول الثلاث على مستوى وزراء الموارد المائية، بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة والبنك الدولي، للوصول إلى اتفاق بحلول 15 يناير 2020.


- يناير 2020: «الري» تعلن انتهاء الاجتماع الرابع دون اتفاق.


- إثيوبيا تستبق «اجتماع واشنطن» بالترحيب بجنوب إفريقيا وسيطا في مفاوضات سد النهضة.


- اجتماع وزراء الخارجية والري في واشنطن لتقييم مفاوضات سد النهضة.


- التوصل لاتفاق مبدئي يتضمن 6 نقاط تتعلق بكيفية الملء والتشغيل.


- الاتفاق على توقيع الاتفاق النهائي خلال 30 يوما.


- فبراير 2020: الاتفاق على تسهيل الولايات المتحدة إعداد الاتفاقية النهائية.. والتوقيع عليها نهاية فبراير.


- إثيوبيا تعلن عدم المشاركة في الاجتماعات المقررة لتوقيع الاتفاقية النهائية في واشنطن.


- مصر توقع بالأحرف الأولى على مسودة اتفاقية سد النهضة.


- مارس 2020: إثيوبيا تعلن منفردة بدء المرحلة الأولى من عملية الملء بحلول يوليو متوقعة حجز 4.9 مليار متر مكعب بنهاية الشهر.


- السودان يتحفظ على قرار الجامعة العربية الداعم لمصر في قضية سد النهضة.


- رئيس وزراء السودان يعلن اعتزامه زيارة مصر وإثيوبيا لحث الطرفين على استئناف مفاوضات سد النهضة


- أبريل 2020: رئيس وزراء إثيوبيا يجدد التصريح باعتزام بلاده ملء خزان سد النهضة في موسم الأمطار المقبل، الذي يتزامن مع الفترة بين يونيو وسبتمبر المقبلين.


- وزير المياه الإثيوبي يعلن إنهاء 72.4% من إنشاءات سد النهضة ويؤكد أن الأعمال في المشروع "تجري على قدم وساق".


- يونيو 2020: مصر تدعو مجلس الأمن الدولي إلى التدخل من أجل استئناف مفاوضات سد النهضة.


- استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.


- عقد قمة إفريقية مصغرة بشأن سد النهضة.. والرئاسة المصرية تؤكد التوافق على الامتناع عن القيام بأية إجراءات أحادية، بما في ذلك ملء السد، قبل التوصل إلى هذا اتفاق، وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن.


- يوليو 2020: السودان يعلن خروج عدد من محطات الشرب عن الخدمة لانحسار مفاجئ في مياه النيل.


- إثيوبيا تنفي ثم تؤكد إتمام الملء الأول لسد النهضة، بنحو 4.9 مليار متر مكعب.


- يناير 2021: تعثر الاجتماعات التي دعت إليها جنوب إفريقيا في التوصل لاتفاق حول كيفية استئناف المفاوضات.


- السودان يقترح وساطة رباعية تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الإفريقي.. ومصر تؤيد وإثيوبيا ترفض.


- إثيوبيا تعلن اكتمال 78.3% من أعمال بناء السد.


- مارس 2021: مصر والسودان يؤكدان في بيان مشترك أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة.


- السيسي يؤكد أن المساس بحق مصر في مياه النيل خط أحمر وسيكون له تأثير على استقرار المنطقة.


- أبريل 2021: إثيوبيا تدعو إلى الاتفاق على الملء الثاني لخزان سد النهضة ثم الشروع في اتفاق شامل بشأن "استخدام مياه النيل".. ومصر ترفض.


- مصر تعلن أن اجتماعات كينشاسا لم تحقق أي تقدم ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات.


- مصر تخطر مجلس الأمن بتعثر مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.


- يونيو 2021: مصر والسودان يعلنان وصول المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي.


- مصر تعترض لدى مجلس الأمن على إعلان إثيوبيا نيتها الملء الثاني وتودع ملفا كاملا عن رؤيتها تجاه الأزمة.


- الجامعة العربية تعلن دعم موقف مصر والسودان وتدعو مجلس الأمن لبحث أزمة سد النهضة.


- يوليو 2021: الأمين العام للأمم المتحدة يحث مصر والسودان وإثيوبيا على الامتناع عن أي أفعال أحادية الجانب.


- إثيوبيا تخطر مصر ببدء الملء الثاني.. والقاهرة ترد: إجراء أحادي مرفوض.


- مجلس الأمن ينعقد لبحث أزمة سد النهضة.


سبتمبر 2021: مجلس الأمن يصدر بيانا رئاسيا يشجع الدول الثلاث على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة.. ومصر ترحب.


- رئيس الوزراء يؤكد حرص على استئناف المفاوضات في أقرب وقت للتوصل لاتفاق يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.


فبراير 2022: إثيوبيا تعلن اكتمال 80% من سد النهضة.


- إثيوبيا تحتفل ببدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة.


أغسطس 2022: إثيوبيا تعلن اكتمال الملء الثالث.


- مصر تسجيل لدى مجلس الأمن اعتراضها ورفضها التام لاستمرار ملء سد النهضة بشكل أحادي دون اتفاق.


مارس 2023: إثيوبيا تعلن انتهاء 90% من أعمال البناء.00