خبراء يؤكدون أهمية التحول الرقمي للنهوض بقطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي

أكد خبراء اقتصاديون ومسئولون في قطاع الصناعات الغذائية والزراعة على أهمية التحول الرقمي للنهوض بقطاع الزراعة في مصر وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع والمنتجات الزراعية والغذائية.


جاء ذلك في فعاليات الجلسة الثانية من قمة الصناعات الغذائية التي انطلقت، اليوم الاثنين، تحت عنوان "الاستثمار في تحقيق كفاءة واستدامة الزراعة"، واستعرض المشاركون في الجلسة احتياجات قطاع الزراعة وسبل النهوض به، والتحديات والفرص في نحو تحقيق الأمن الغذائي، والتنمية الزراعية المستدامة وتحدياتها، وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وتسعيرها بالسعر العادل.


وقال علاء دياب، الرئيس التنفيذي لشركة بيكو، إنه يجب التركيز على ما يحتاجه السوق الأجنبي، لافتًا إلى وجود جهات للدعم والإرشاد موجودة في بعض الجمعيات التي يمكنها تقديم المعونة والمساندة الفنية خلال كافة مراحل الإنتاج، بالإضافة إلى أهمية توافر الخبرة والتدريب.


ومن جانبه ، قال الدكتور أيمن عياد، مدير برامج المياه والمرافق بوفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، إن الاتحاد الأوروبي لا يعمل فقط على البرامج الثنائية لكن هناك منح واستثمارات، بالإضافة لسلاسل الإمداد وسلاسل القيمة، ويجري التركيز على أولويات الدولة للتنمية الزراعية وترشيد المياه، وما يتبعها من تعديلات على منظومة الري، وطريقة تنفيذ المشروعات القومية في بعض الأماكن، وتطوير الري الحديث، وتحديث أنواع الزراعات، ووجود الثقافة والآليات وكل مكون على حدة.


وأضاف أن الاتحاد الأوروبي نفذ دراسات مع مصر في هذا الشأن، مشددًا على أهمية التكاتف بين الوزارات المختلفة في مصر للوصول إلى خطة رئيسية متكاملة يمكن التحرك من خلالها في نطاق جغرافي، وكذلك الأقمار الصناعية، ومعرفة احتياجات السوق، والميزة التنافسية في مصر، ونوع الأراضي، والقدرة التصديرية، وبرامج الدعم، والبنية التحتية، والتعاونيات.


ومن ناحيته، قال المهندس محسن البلتاجي، رئيس مجلس إدارة جمعية "هيا"، أنه يجب التركيز على نقل التكنولوجيا، لافتًا إلى أنه في الوقت الحالي لا يتم إرجاع شحنات فراولة بعد تصديرها نظرا لجودتها، موضحًا أنه يتم التركيز حاليًا على تدريب مهندسين وفنيين على عمليات التلقيح والتسميد والجمع؛ من أجل النهوض بالزراعة في مصر.


وأشار البلتاجي إلى أنه بالنسبة للتمور هناك مشكلة كبيرة تواجه المغرب والسعودية في الوقت الحالي؛ بسبب عدم استهداف أماكن معينة لزراعة التمور، مضيفًا أنه في مصر هناك خطة لزراعة 5 ملايين نخلة.


وأوضح أنه لا بد من القضاء على البيروقراطية الموجودة في بعض المصالح الحكومية، مطالبًا بسرعة تطبيق الرقمنة نظرا لتحرك العالم بسرعة من حولنا، فالتصدير سلسلة وليست زراعة فقط، ولابد من النظر في النقل البحري، مع ضرورة وجود حوار مفتوح مع الحكومة لتحقيق نهضة مصر.


وتطرق البلتاجي إلى قضية المزارع الصغير، مؤكدًا أن معظم الدول الأوروبية تقوم بعمل جمعيات لهم، حيث يجري إرشاد المزارع عن المطلوب منه لتصدير منتجه، وبالتالي يمكن الحصول على منتج قابل للتصدير.


وأضاف أن دور البرلمان مهم أيضًا، وسوف يقوم بعمل جولة في المزارع بحضور عدد من النواب، للوقوف على المشاريع على أرض الواقع.


وحول تصدير الحاصلات الزراعية، قال طارق أبو بكر، وكيل المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ورئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس، إنه لابد من العمل على إرضاء توفير منتجات ترضي المستهلك خاصة في الأسواق الخارجية حتى تزيد الصادرات.


ولفت إلى ضرورة التركيز على المتغيرات ومعرفتها لسرعة توفير الجودة والسعر والخدمة، وبالتالي زيادة الصادرات؛ لذا هي مسئولية مشتركة، لتكوين نقطة وصل بين المصدر والمزارع والمستورد، مما يتطلب تعاون كامل بين جميع حلقات السلسلة.


وعن التكنولوجيا والاهتمام بالمزارع الصغيرة، قال حلمي عيسى، عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية والعضو المنتدب لشركة نهضة مصر، إن هناك تجربة تم تنفيذها على منتج البطاطس، وتم اكتشاف وجود حاجة كبيرة لإيصال التكنولوجيا إلى المزارعين، وهناك مشاريع ألمانية موجودة في وزارة الصناعة، يمكن إدراجها ضمن البرنامج الذي سيطبق قريبا لاستخدام تكنولوجيا التصوير بالأقمار الصناعية لمساعدة الفلاح، وكذلك المصدرين، مضيفًا أن مشكلة مصر تكمن في الإنتاج، فكلما زاد الإنتاج قل السعر وزاد التصدير.


وتناول المؤتمر كيفية توفير مستلزمات الإنتاج من أسمدة وتقاوي ومبيدات وعودة الإرشاد الزراعي، وتطبيق التحول الرقمي والتكنولوجيا الرقمية في قطاع الحاصلات الزراعية، مع إلقاء الضوء على قضايا الاستدامة وتأثير التغيرات المناخية على قطاع الحاصلات الزراعية، والتحديات في اللوجستيات وأخيرا البنوك والتمويل.