سوق المال ترحب ببرنامج الطروحات الحكومية: سيجذب كبرى المؤسسات العالمية


أبدى محللو سوق المال ترحابهم ببرنامج الطروحات الجديدة التى أعلنت عنه الحكومة المصرية أخيرا، لاسيما الشركات التى سيتم طرحها فى البورصة المصرية، مؤكدين أن ذلك سيساهم فى عودة المؤسسات وصناديق الاستثمار العالمية ومن ثم زيادة رأسمال السوقى لمستوقيات قياسية.


وقال هانى جنينة، المحاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الحكومة ركزت فى برنامج الطروحات الحكومية على الشركات الجاذبة للمستثمرين، سواء ذات الإيرادات الدولارية مثل الموانئ والأسمدة والبتروكيماويات، وكذلك الشركات المعفاة من الضرائب لكونها تقع فى مناطق حرة مثل بورسعيد ودمياط لتداول الحاويات، مشيرا إلى أن ذلك بمثابة طمأنة للمستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار فى الطروحات.


وتابع جنينه أن طرح 3 بنوك للاستثمار يُعد إيجابيا للغاية للمستثمر سواء الأجنبى أو المحلى، كونه قطاعا محدد المنافسة فى ظل عدم طرح البنك المركزى رخص جديدة، فضلا عن وجود نمو كبير فى حجم الودائع والإقراض فى السوق المصرية فى ظل اتجاه الدولة للشمول المالى.


وحول تأثير الطروحات المرتقبة على الشركات المدرجة فى سوق المال، قال جنينة إنه يتفاوت ما بين الإيجابية والسلبية، موضحا: «على سبيل المثال عند طرح بورسعيد ودمياط لتداول الحاويات بنسب أعلى من الإسكندرية لتداول الحاويات، فإن السيولة ستتجه فى البداية نحو الشركتين الجديدتين وهو ما سيؤثر سلبا على الإسكندرية، إلا أنه لاحقا ستتجه الإسكندرية فى غالب الأمر على زيادة رأسمالها، وهو ما سيحدث حينها ارتداده فى السهم وإعادة لتقييمه».


ولفت جنينة إلى أن المستثمرين سيتجهون فى البداية إلى الشركات المقيدة حديثا، وستقل السيولة نسبيا فى الشركات المقيدة للقطاع ذاته ، ولكن نجاح الطرح سيستبب فى إعادة تقييم القطاع ككل ومن ثم ارتداد الأسهم لمستوياتها التاريخية.


وشدد جنينه على أن الطروحات الجديدة ستجذب المؤسسات وصناديق الاستثمار العالمية الضخمة، والتى خرج غالبيتها من السوق المصرية فى السنوات الماضية، لاسيما على خلفية ضعف السيولة، حيث تفضل تلك المؤسسات الاستثمار فى أسواق تنفذ تداولات بأحجام فى حدود 30 مليار دولار، لافتا إلى أن دخول مستثمرين أجانب جدد سواء أفرادا أو مؤسسات سيساهم فى رفع تقييمات السوق والشركات المقيدة ومن ثم زيادة مضاعفات الربحية والقيم الدفترية.


وأشار جنينه إلى أن البورصة المصرية قادرة على استيعاب الطروحات الجديدة بسهولة؛ إذ إنها ستعوض الشركات العملاقة التى تخارجت من بورصة مصر طوال السنوات العشر الماضية، لافتا إلى أن تفعيل آلية الشورت سيلينج سيجذب المستثمرين المراهنين على الهبوط.


من جانبه، يرى محمود عطا مدير الإستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، أن نجاح برنامج الطروحات الحكومية فى سوق المال يتوقف على القيام بعدة إجراءات منها ضرورة العمل على تأجيل فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية خاصة هذا العام، والعودة لنطبيق ضريبية الدمغة بدلا منها، فضلا عن القيام بحملات إعلانية مبسطة تشرح لعموم المواطنين والقيمين ماهية سوق المال والقوة المالية للشركات المطروحة والمقيدة فى بورصة مصر.


ونوه عطا بأن برنامج الطروحات الحكومية سيساهم فى إعطاء عمق كبير للسوق، لاسيما طرح شركات تأمين فى سوق المال بحجم شركتى مصر لتأمينات الحياة، ومصر للتأمين، إذ سيساهم ذلك فى انتعاش قطاع التأمين الذى لا يضم حاليا سوى شركتين مقيدتين فقط هما المهندس للتأمين، والدلتا للتأمين، وكذا طرح شركة صافى لتعبئة المياه حيث لا تضمن البورصة المصرية ثمة شركات مقيدة عاملة فى هذا القطاع.