"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
توقعات بتراجع أسعار الزيوت فى السوق المحلية بداية مارس

توقع عدد من العاملين بقطاع الزيت بالسوق المحلية، انخفاض الأسعار بنسبة كبيرة بداية الشهر المقبل، مرجعين ذلك إلى انخفاض الأسعار العالمية، بعد التخلص من البضاعة المفرج عنها أخيرا من الموانئ المصرية، والتى تم استيرادها بأسعار مرتفعة، وأُضيف عليها تكاليف غرامات الأرضية التى تجاوزت قيمة الشحنة فى بعض الحاويات.
واستدل بعض التجار فى توقعاتهم، إلى انخفاض العديد من الأصناف بالفعل بنسب تراوحت بين 8 و16%، فى الأسبوع الأول من الشهر الحالى.
وكشف تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، الصادر فى بداية الشهر الحالى، عن انخفاض مؤشر أسعار الغذاء العالمية للشهر العاشر على التوالى، خلال يناير الماضى، ليسجل انخفاضا بنحو 18% عن أعلى مستوى سجله فى مارس الماضى، بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب «الفاو»، فإن انخفاض مؤشر الأسعار العالمية، جاء بدعم من تراجع أسعار الزيوت النباتية، ومنتجات الألبان والسكر.
من جانبه، قال زكريا الشافعى، رئيس شعبة الزيوت بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إن أسعار الزيوت العالمية مستمرة فى الانخفاض التدريجى منذ عدة أشهر، مضيفا أن مشكلة ارتفاع الأسعار المحلية كانت بسبب عدم وجود بضائع فى السوق واحتجازها بالموانئ.
وكان البنك المركزى ألغى العمل بمستندات التحصيل فى مارس 2022، وأقر العمل بالاعتمادات المستندية فقط فى العمليات الاستيرادية، ما أدى إلى توقف دخول الشحنات المستوردة لعدم توفير الدولارات اللازمة لفتح تلك الاعتمادات والإفراج عن البضائع من الجمارك، ما أدى إلى تكدس شحنات فى الموانئ بأكثر من 18 مليار دولار، قبل العودة للعمل بمستندات التحصيل فى ديسمبر الماضى.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولى، بنهاية يناير الماضى، عن انتهاء أزمة «تراكم البضائع» فى الموانئ وعودتها إلى «معدلاتها الطبيعية»، بعد عودة العمل بمستندات التحصيل مرة أخرى فى ديسمبر 2022، مشيرا إلى أن عجلة الإنتاج عادت إلى الوضع المستقر الذى كان قبل فبراير 2022 وحدوث الأزمة الاقتصادية.
ولجأت مصر لصندوق النقد الدولى، لدعم مواردها الدولارية التى تأثرت عقب اندلاع الحرب الروسية، لتحصل على تمويل بقيمة 3 مليارات دولار على مدى 48 شهرا، بالإضافة مليار دولار من صندوق الاستدامة التابع لصندوق النقد، وتمويلات تصل إلى 14 مليار دولار من شركاء التنمية.
وأضاف الشافعى، أن سعر زيت الصويا سجل 1300 دولار للطن خلال الشهر الحالى، مقابل 1600 دولار مقارنة بنهاية العام الماضى، وتراوح سعر زيت النخيل بين 950 و110 دولارات، مقابل 1500 دولار.
وتعليقا على ارتفاع أسعار الزيوت إلى مستويات قياسية فى شهرى يناير الماضى قال الشافعى، إن تلك الزيادات كانت مؤجلة من العام الماضى، موضحا أن الشركات أعلنت عن زيادة فى الأسعار يوم 1 ديسمبر ثم اجتمعت وزارة التموين والتجارة الداخلية مع الشركات مطالبة بعدم رفع الأسعار خلال الفترة الحالية نظرا للظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، موضحا أن الشركات استجابت لطلب الحكومة وتم إعلان قوائم أسعار جديدة يوم 5 ديسمبر 2022، بأسعار أقل من بداية الشهر.
واتفق معه عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، قائلا إن شركات الزيوت اجتمعت مع وزارة التموين فى بداية شهر ديسمبر 2022، بعد رفع الأسعار يوم 1 من الشهر نفسه، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تخفيض الأسعار مرة أخرى حتى نهاية العام، على أن يتم الإفراج عن الزيوت بالموانئ المصرية.
وبحسب عصفور، كانت الشركات قد رفعت على سبيل المثال علبة السمن زنة 11 كيلو إلى 600 جنيه يوم 1 ديسمبر، وبعد الاجتماع تراجع سعرها مرة أخرى قبل الزيادة مسجلة 454 جنيها، ثم توالت الارتفاعات خلال العام الجديد إلى أن وصلت 674 جنيها.
وكذلك أسعار الزيوت، فعلى سبيل المثال كرتونة الزيت (12 زجاجة) ارتفعت قبل الاجتماع مسجلة 420 جنيها، ثم تراجعت مسجلة 355 جنيها، ويسجل سعرها الآن 465 جنيها.
وذكر زكريا الشافعى، أن اتفاق الشركات مع الحكومة كان لحين انتهاء عام 2022، ودخول البضائع المكدسة، مشيرا إلى أن البضائع التى أُفرج عنها محملة بتكاليف غرامات الأرضية، بالإضافة إلى أن تلك البضائع تم شراؤها بالسعر المرتفع من البورصات العالمية، مشيرا إلى أن طن زيت الصويا يسجل عالميا من 40 إلى 45 ألف جنيه، فى حين أنه يباع فى السوق المحلية بـ60 ألف جنيه، مرجعا ذلك للأسباب نفسها.
وتوقع أن تنخفض الأسعار خلال الشهر المقبل، بعد أن يستوعب السوق شحنات جديدة بالأسعار العالمية المنخفضة، مضيفا أن هناك أصنافا تراجعت أسعارها بالفعل خلال الأسبوع الماضى.
من جانبه، توقع عصفور أيضا أن تنخفض أسعار الزيوت بنسبة كبيرة خلال الشهر المقبل، مضيفا أن الأسعار العالمية إذا استقرت، سيتوفر طن زيت الصويا بنحو 40 ألف جنيه، مقارنة بـ 60 ألف جنيه فى الموانئ حاليا.
وأشار عصفور إلى أن ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية، كان بسبب ندرة المعروض فى المقام الأول، مضيفا أن الإفراجات وفرت كميات كبيرة أدت إلى استقرار الأسعار وانخفاض أسعار بعض الأصناف.
ومن خلال جولة ميدانية قامت بها «الشروق»، قال إسلام متولى، صاحب إحدى السلاسل التجارية بالقليوبية، إن أسعار الزيت السائب انخفضت فى بداية الأسبوع مسجلة 54 جنيها للكيلو، مقابل 65 جنيها فى يناير المنقضى.
وبحسب متولى، هبط سعر زجاجة الزيت (شطارة، الممتاز) مسجلة 55 جنيها، مقارنة بـ60 جنيها، كما انخفض سعر زيت الأولين مسجلا 58 جنيها للكيلو، مقارنة بـ63 جنيها للكيلو.
وأضاف متولى، أن أسعار زيت الذرة والعباد والسمنة شهدت زيادات جديدة خلال الشهر الحالى، ضاربا المثال بعلبة السمنة الـ11 كيلو، مشيرا إلى زيادة سعرها إلى 674 جنيها، بزيادة قدرها نحو 45 جنيها، مضيفا أنه نظرا لعدم توافرها بالأسواق المحلية تباع حاليا للمستهلك النهائى بـ780 جنيها.
وتساءل متولى عن سبب رفع الشركات أسعار السمن خلال الشهر الحالى، مضيفا أن السمنة تصنع من زيت النخيل، وهو أكثر صنف تراجع سعره عالميا، لكنه توقع أن تنخفض أسعار الزيوت بنسب كبيرة خلال الشهر المقبل، بسبب زيادة المعروض فى السوق بعد الإفراج عن الشحنات المكدسة بالموانئ، وتراجع الأسعار العالمية.