تراجع إنتاج الوظائف في القطاع الصناعي بشكل متواصل منذ الربع الثاني

كشف تحليل المركز المصري للدراسات الاقتصادية، للطلب على الوظائف في سوق العمل المصري، عن تراجع إنتاج الوظائف في القطاع الصناعي بشكل متواصل منذ الربع الثاني، وانحصر التراجع في فنيين الإنتاج، عمال التشغيل، عمال التعبئة والتغليف في جميع الصناعات التحويلية بلا استثناء، وتركز تراجع الوظائف الصناعية في مدن السادس من أكتوبر، العبور، العاشر من رمضان، العامرية وبرج العرب.


وأعلن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، اليوم، تفاصيل تحديث نتائج الربع الأول من العام الثانى لتحليل الطلب على الوظائف في سوق العمل المصري برعاية البنك الأهلى المصري، والذي يعد الأول من نوعه، حيث يستهدف تحقيق التوافق بين مهارات الراغبين في العمل، وما تبحث عنه الشركات من خلال فهم كامل لطبيعة الطلب لأنه المحرك الرئيسى.


وحول أهم النتائج التى أظهرها التحليل خلال الربع الأول من العام الثانى، يعد التذبذب الشديد هي السمة العامة للإنتاج الوظائف في مصر، سواء على مستوى القطاعات أو المناطق المنتجة للوظائف، باستثناء بعض الحالات الفردية، مع العلم أن هذه المشكلة أقل حدة بالنسبة لذوي الياقات البيضاء مقارنة بالزرقاء.


وأشار التحليل إلى أنه من اللافت للنظر تراجع الطلب على جميع أنواع الوظائف ذات الصلة بإنتاج وتجارة السيارات وقطع غيارها، وتحديدا الميكانيكا وكهرباء السيارات، جاء ذلك بالتوازي مع توقف استيراد السيارات الجديدة بشكل شبه كامل، وارتفاع اسعار السيارات المستعملة بنسب تصل إلى 70% خلال عام واحد فقط، وهو ما تسبب في ركود شديد في حركة البيع والشراء


وبالنسبة لأهم نتائج التحليل على المستوى الجغرافى، استمر تراجع إنتاج الوظائف في الوجه البحري بشكل عام منذ الربع الثاني، خاصة في دمياط، كما تراجع إنتاج الوظائف في القاهرة حتى بعد استبعاد أثر الموسمية، وهو ما يعكس عمق المشاكل التي يواجهها مجتمع الأعمال في مصر.


وكانت الجيزة هي المحافظة الوحيدة التي شهدت نموا متصلا في إنتاج الوظائف من ربع لآخر خلال العام الأول، ولكن تراجع إنتاج الوظائف في جميع القطاعات باستثناء التسويق والمبيعات في الربع الأول من العام الثاني.


وتعد المركزية الشديدة هي السمة العامة لإنتاج الوظائف في مصر، يتركز 87% من إنتاج الوظائف في إقليم العاصمة، أما فى باقي المحافظات يتركز إنتاج الوظائف في عاصمة كل محافظة، على سبيل المثال تستحوذ طنطا على 62% من إنتاج الوظائف في الغربية، وتستحوذ العاشر من رمضان على 58% من إنتاج الوظائف في الشرقية.


كما تراجع إنتاج الوظائف في الإسكندرية ومطروح بالتوازي مع انتهاء موسم الصيف، ولم يقتصر الأمر على الوظائف السياحية فقط، ولكن امتد ليشمل العديد من الوظائف الخدمية المرتبطة بالقطاع السياحي، وفى المقابل حافظ البحر الأحمر وجنوب سيناء على نفس معدل إنتاج الوظائف المسجل في فترة الصيف.


وأشاد هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى بمجهود المركز فى هذه التحليل، مؤكدا أن هذه التقييمات تعكس الوضع فى سوق العمل والفرص الموجودة فى السوق، وهو ما يجب أن تستفيد منه كل الجهات وعلى رأسها التعليم حتى يحدث التناسق بين مؤهلات الخريجين ومتطلبات سوق العمل.


وأشار شريف منصور مدير عام إدارة الموارد البشرية والتوظيف بالبنك الأهلى المصري، إلى تحسن نتائج اختبارات القدرات التى يجريها البنك مع شباب الخريجين المتقدمين للعمل بالبنك على مستوى المهارات المختلفة مقارنة بالسنوات الثلاثة الماضية.


وهو ما أرجعته عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى ومدير البحوث بالمركز إلى زيادة وعى الشباب بالمهارات المطلوبة لسوق العمل بعد التخرج، خاصة اللغات والحاسب الآلى، وهو ما يتوجب أن يتم تضمينه فى مناهج التعليم لتتواكب مهارات الخريجين مع متطلبات سوق العمل، لأنه لن يكون هناك فرصة لمن لا يملك هذه المهارات وفق ما أظهره التحليل.