شنايدر إلكتريك تتبنى برنامج متكامل لتحقيق مفهوم صناعات المستقبل

• أحمد مدكور: الشركة تمتلك وتدير 200 مصنع ذكي و100 مركز توزيع ذكي على مستوى العالم والثورة الصناعية الرابعة أصبحت ماضي

قال أحمد مدكور نائب الرئيس للقطاع الصناعي بشركة شنايدر إلكتريك شمال إفريقيا والمشرق العربي، إن الشركة تلعب دورا محوريا في تحقيق مفهوم صناعات المستقبل، حيث تتبنى برنامج متكامل لمختلف الأنشطة الصناعية أبرزها الصناعات الغذائية والمياه والصرف الصحي والأدوية ومحطات التحلية والتعدين والبترول والأسمنت.


يذكر أن المصنع الذكي عبارة عن شبكة مترابطة من الآلات وآليات الاتصال وقوة الحوسبة، وهو نظام سيبراني فيزيائي يستخدم تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي لتحليل البيانات ودفع العمليات الآلية والتعلم.


وأضاف في تصريحات صحفية بأن شنايدر إلكتريك تمتلك وتدير نحو 200 مصنع ذكي و100 مركز توزيع ذكي على مستوى العالم، موضحا أن صناعات المستقبل: هو تصور شنايدر إلكتريك عن شكل الصناعة وما يجب أن تتسم به لمواجهات التحديات الراهنة وتحقيق نمو وازدهار مستدام داخل الأسواق المحلية والعالمية.


وتشمل منطقة شمال شرق إفريقيا والمشرق العربي في شنايدر إلكتريك 8 بلاد على رأسها مصر، وتعد هذه المنطقة الأكبر من حيث الحجم في الشرق الأوسط وإفريقيا، كما أن مصر هي أكبر سوق من حيث الحجم في منطقة شمال شرق إفريقيا والمشرق العربي.


وأضاف: "عرضت الشركة على هامش مشاركتها في قمة المناخ التي انعقدت في نوفمبر الماضي بمدينة شرم الشيخ حلولها لتقليل الانبعاثات الكربونية التي يمكن تطبيقها في المصانع والتي تأتى ضمن استراتيجية الشركة نحو تعميق مفهوم صناعات المستقبل وتشمل أيضا تحقيق معايير الاستدامة في المصنع والمنتج معا".


وذكر مدكور أنه يمكن تحقيق صناعات المستقبل عن طريق تبني واعتماد 4 محاور أساسية هي:


1. نظم التحكم المعتمدة على البرمجيات

والتي أبلغت 75% من الشركات عن حدوث اضطرابات عند استخدام التقنيات الناشئة.

أما الشركات الصناعية التي تتبني مفهوم العمليات الذكية المدعومة بإنترنت الأشياء والبرمجيات الصناعية والتحكم الآلي وتحليلات البيانات فقد حققت تقدماً ملحوظاً والذي كان يعد دربا من الأحلام منذ عشر سنوات فقط.


2. عمليات تصنيع مرنة

يقضي القادة التنفيذين 75% من وقتهم في التعامل مع التحديات المتعلقة بمرونة العمليات.

أما المصانع الذكية التي يتم التحكم بعملياتها وسلاسل الإمداد بها بطريقة رقمية فقد أثبتت قدرتها على أن تصبح أكثر قوة ومرونة وكفاءة من الناحية البيئية.


3. عمليات تصنيع تحقق الاستدامة

وفقاً لـ85% من القادة التنفيذيين بالشركات فإن الاستدامة تلعب الآن دورًا مهمًا مثلها مثل أي من مدخلات الإنتاج في عملية تكوين سلاسل القيمة.

كما أثبتت العديد من المؤسسات الصناعية أن هناك أيضًا فرصة كبيرة للعمليات المستدامة للمساهمة في تعزيز نجاح الأعمال.


4. التركيز على العنصر البشري في العملية الصناعية

ما يقرب من نصف الصناعات المتطورة العاملة في مجال التصنيع أوضحت أن جهود بناء وتنمية المواهب للالتحاق بمكان عمل مختلف عن ذلك الذي لديهم خبرة به يستغرق الآن أقل من شهر أو يتراوح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر وذلك بفضل تقنيات الجيل الحديث مثل التوأم الرقمي وبرامج محاكاة تدريب المشغلين.


وقال إن تدريب المواهب الصناعية الحالية للتعامل العالم الرقمي الذي نعيش به والاستثمار أيضًا في الجيل الجديد يسهم في بناء نماذج أعمال أكثر حيوية وكفاءة واستعدادًا للمستقبل، وتؤمن شركة شنايدر إلكتريك بالاستثمار في الجانب البشري بشكل كبير جداً وهو ما تعمل الشركة عليه بقوة كبيرة.


وأشار مدكور، إلى أربع تحديات تواجه الصناعة فيما يتعلق بالتحول الرقمي، يمكن إلقاء الضوء عليها كالآتي:


1. محدودية عمليات المراقبة عن بعد والقدرة على التعامل مع كم بيانات المتزايد

قبل انتشار فيروس كورونا، كان من المتوقع أن يشمل نظام إنترنت الأشياء على مستوي العالم أكثر من 5.8 مليار نقطة مع التوسع في مفهوم فعل كل شيء "عن بعد".

ولذلك يجب، على سبيل المثال، رقمنة كل العمليات التي كان يتم مراقبتها بشكل يدوي من قبل المصنعين. فهناك كم هائل من البيانات والأجهزة التي لديها القدرة على الاتصال إلا أنها تفتقر القدرة على تحليل تلك البيانات وتحويلها إلى معلومات.


2. اضطرابات سلاسل الإمداد

يجب على المصنعين استخدام التكنولوجيا لتعزيز المرونة وتحسين النتائج الخاصة بالأعمال.

فيمكن لصناعات المستقبل العمل على تحسين العمليات على المستوى المحلي لتحقيق مخرجات إنتاج عالية الجودة باستخدام التكنولوجيا والرقمنة.


3. الانبعاثات الكربونية

تمثل الانبعاثات الكربونية الصادرة عن القطاع الصناعي 32% من إجمالي الانبعاثات، فالهدر في الطاقة لا يؤثر بشكل سلبي على البيئة فحسب، بل يشكل عبء مادي على المصنعين ويضع ضغوطات على رفع كفاءة التشغيل واستخدام الطاقة.


4. الحاجة إلى تطوير الكوادر البشرية


لطالما عانى القطاع الصناعي من نقص المهارات التقنية والرقمية في المجال.


ويتم الآن تطوير الأدوات والممارسات التي تمكن المصنعين من مواكبة الطرق الحديثة في سوق العمل وتطلعات الموظفين فيما يخص مستقبلهم الوظيفي، تعزيز القدرة على جذب والحفاظ على المواهب، وتحقيق معايير الأمن والسلامة لجميع العاملين.


ويرى مدكور، أن الثورة الصناعية الرابعة أصبحت من الماضي وهو ما تؤمن به شنايدر إلكتريك، فالتركيز الآن على الثورة الصناعية الخامسة والتي تعتمد بشكل كبير على الكوادر البشرية حيث يسهم التحول الرقمي في تعزيز الدور الذي يلعبه البشر وليس استبدالهم، فمتطلبات سوق العمل في المستقبل قد اختلفت مع ارتفاع الطلب على قدرات ومهارات جديدة.


وتابع: "على عكس المخاوف الكبيرة أن التكنولوجيا ستحل محل البشر في المجال الصناعي، فإن التحول الرقمي سيسهم في الواقع في خلق المزيد من فرص العمل وتحسين مجالات العمل للمواهب والكوادر في هذا المجال لاستغلال قدراتهم بشكل أفضل".


وأوضح: "لهذا أطلقت شنايدر إلكتريك سلسلة من الفعاليات فيما نطلق عليه “Innovation Talks” في عدد من المناطق الصناعية بمختلف أنحاء الجمهورية لخلق قناة مباشرة للتواصل مع المستهلك النهائي وعدد من المصنعين عن كيف يمكن أن تصبح عملياتهم أكثر مرونة وصلابة باستخدام آليات التحكم الآلي المعتمدة على البرمجيات".


وأضاف: "قد كانت أولى خطواتنا في المنطقة الصناعية في العاشر من رمضان شهر يوليو الماضي، تلاها فاعلية أخرى هذا الشهر في المجمع الصناعي ببرج العرب بمدينة الإسكندرية ونخطط لإقامة المزيد من الفعاليات في عدد آخر من المناطق بالمحافظات الأخرى خلال 2023".


تابع: تسهم رقمنة العمليات في تعزيز مفهوم الشراكة فلا يمكن لطرف واحد فقط التحكم في العالم الرقمي الذي نعيشه، وتشمل قائمة شنايدر إلكتريك من الشركاء كل من الشركات الناشئة، شركاء التكنولوجيا، الموزعين، والهيئات المسئولة عن تحقيق التكامل بين الأنظمة والأجهزة، فنحن نحرص على تعزيز التعاون والابتكار من خلال المنصة والسوق الرقمي الخاص بالشركة والمعروف باسم Schneider Electric Exchange".


وأشار إلى إطلاق برنامج Partners 5.0 المخصص لشركائنا من شبكة الـ ِAlliance وهو برنامج تطوير مكثف يهدف الى رفع وتطوي مهارات شركائنا في مجالات التحول الرقمي في القطاع الصناعي وبرمجيات الجيل القادم من التحكم الصناعي.


وأكد: "تحرص شنايدر إلكتريك على تمكين الكوادر البشرية وتعزيز العمليات واستخدام التكنولوجيا لرصد وحجب وتفادي الهجمات الإلكترونية لتعزيز الثقة في أنظمة التشغيل، فنحن نطبق سياسات ومناهج صارمة فيما يتعلق بالأمن السيبراني خلال عملية تطوير وتطبيق باقة حلول ومنتجات الشركة".


وأضاف: "يمتد تاريخ شنايدر إلكتريك في مصر إلى 35 عاماً وخلال هذه المدة قمنا بضخ استثمارات تتعدي 300 مليون يورو. ولدينا خطط لدعم عملياتنا في مصر للاستفادة من فرص النمو الكبيرة، تبعا لتصريحات مدكور مشيرا الى ان الشركة استثمرت نحو 30 مليون يورو في السوق المصري خلال عام 2021 منها 10 مليون يورو لتدشين خط انتاج جديد بمدينة بدر".