الإمارات شريك أساس في بناء اقتصاد الهيدروجين العالمي

أكّد خالد سالم، رئيس «ميتسوبيشي باور» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورئيس وحدة توربينات الغاز بالدورة المركبة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن الإمارات تتوجه سريعاً نحو بناء اقتصاد الهيدروجين الأخضر الكبير، مشيراً إلى أن خطط الإمارات تشمل تطوير خرائط الطريق لتسريع تبنّي منطقة الخليج الهيدروجين وقوداً في القطاعات الرئيسة؛ مثل المرافق والتنقل والصناعة، ما يدعم مكانة المنطقة مورّداً موثوقاً للهيدروجين ونقله للعملاء في جميع أنحاء العالم بأمان.


وأفاد سالم بأن مشاريع إنتاج الهيدروجين، التي تشهدها الإمارات للمساعدة على تحقيق «استراتيجية الطاقة» الخاصة بدولة الإمارات، تقدر قيمتها بـ 160 مليار دولار، وتهدف إلى الوصول إلى إنتاج %44 من الطاقة المستهلكة في الإمارات من مصادر متجددة بحلول عام 2050، و%38 من الغاز الطبيعي، لافتاً إلى أن تطوير اقتصاد الهيدروجين وتوطين الأنشطة المحتملة لسلسلة القيمة المرتبطة به، سيقدم أيضاً فرصاً وظيفية جديدة عبر مجموعة واسعة من المهام والمهارات، ويحول المنطقة إلى لاعب رائد في المنظومة الشاملة لإنتاج الهيدروجين.


وأضاف: «إن نهج التعاون عبر الأسواق، الذي تتبناه دولة الإمارات وتوقيعها لمذكرة تعاون مؤخراً مع اليابان، للعمل بشكل مشترك على تطوير سلسلة إمدادات دولية لوقود الهيدروجين، وإنشاء تحالف هيدروجين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتقديم منصة، من شأنها تبني الحوار والمساهمة في إعداد الدراسات المشتركة، يؤكد التزام الدولة بنقل المعرفة والخبرات إلى باقي دول المنطقة، ولذلك فمن الضروري تعزيز التعاون على نطاق واسع كجزء أساسي من هذه الجهود».


ولفت سالم إلى أن المملكة العربية السعودية تقوم بدورها بإنشاء أكبر مشروع في العالم للهيدروجين الأخضر، وهو مشروع مشترك بين «نيوم» و«إير برودكتس» و«أكوا باور» لجمع أربعة جيجاوات من الطاقة المتجددة من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين لإنتاج 650 طناً من وقود الهيدروجين يومياً عن طريق التحليل الكهربائي، بالإضافة إلى إنتاج النيتروجين عن طريق فصل الهواء، وإنتاج 1,2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنوياً، ومن المقرر أن يبدأ المشروع في عام 2025.


وأضاف: إن المشاريع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤكد الثقة المتزايدة بقدرات المنطقة على استخدام الهيدروجين وقوداً بديلاً ومصدراً موثوقاً للطاقة النظيفة. وفي الوقت الذي يتوجه فيه العالم نحو الهيدروجين مصدراً للطاقة، ضمن مساعيه لخفض مستويات الكربون المرتبطة بحركة الاقتصاد، فإن هناك فرصة قوية للمنطقة لإنتاج الهيدروجين مع الأخذ بعين الاعتبار الموقع الاستراتيجي للمنطقة وملاءمته لصادرات الهيدروجين الأخضر، وتوفير موارد الطاقة المتجددة.


وأضاف: كما تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً بوضع خريطة طريق للهيدروجين، وتسعى إلى إضافته وقوداً أساسياً ضمن مزيج الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. وقد أعلنت المملكة العربية السعودية هذا العام عن طموحها في أن تصبح أكبر مصدّر للهيدروجين في العالم. وبالمثل، أضافت مصر هذا العام الهيدروجين الأخضر إلى استراتيجيتها للطاقة لعام 2035، مع التركيز على إنتاج الوقود النظيف واستخدامه عبر مختلف القطاعات.


دراسات


وتعمل حالياً كبرى المؤسسات العاملة في مجال إنتاج الطاقة على إعداد دراسات الجدوى الخاصة بمشاريعها الأولى من الحجم التجاري، وذلك لأن المكونات التقنية الرئيسية لإنتاج واستخدام الهيدروجين متوفرة اليوم في جميع أنحاء العالم. إنما يحتاج الأمر فقط إلى تفعيلها على المستوى التجاري، والبدء في تطبيقها عبر مختلف القطاعات ذات الجدوى الأكثر جاذبية لوقود الهيدروجين، وذلك من شأنه أن يشمل العديد من العوامل الرئيسية والمزايا مثل إيجاد القيمة غير المباشرة، واستحداث فرص العمل محلياً، وتعزيز استقرار شبكة توزيع الكهرباء.


تحديات


وحول التحديات والمخاطر التي يفرضها إنتاج الهيدروجين، قال سالم: بينما تتوفر التقنيات النظيفة لإنتاج الهيدروجين، إلا أن تكلفة الإنتاج تعد عاملاً يجب مراعاته. وقد انخفضت تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة 40% منذ عام 2015، ومن المتوقع أن تنخفض أكثر، وتشكل المخاطر التقنية والتكاليف الكبيرة لاستثمارات رأس المال، والتي لا يمكنها حالياً منافسة أسعار إنتاج الوقود الأحفوري وتطور تشريعاته التنظيمية، تحديات أمام الوصول إلى التمويل.


بحث وتطوير


حول الحاجة إلى الاستثمار في البحوث والتطوير لتحقيق الأهداف المنشودة في تسريع إنتاج الهيدروجين، قال خالد سالم: تعد جهود البحث والتطوير أمراً حاسماً لتعزيز تنافسية إنتاج الهيدروجين، من حيث التكلفة في مقابل الوقود التقليدي، وتقليل الآثار البيئية لعملية إنتاجه. واغتناماً لهذه الفرصة، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ارتفع الإنفاق العالمي على أبحاث إنتاج الهيدروجين من قبل الحكومات وكبرى شركات الطاقة. وقد بدأت شركة «ميتسوبيشي باور» في عام 2018، تطوير تقنية احتراق مزيج الهيدروجين بنسبة 30% في التوربينات العاملة بالغاز من الفئة المتقدمة. وبحلول عام 2025، ستتوفر لدى «ميتسوبيشي باور» جاهزية استخدام الهيدروجين بنسبة 100% في توربينات الغاز من فئة «جيه».