"رئيس الوزراء: تفعيل غرف العمليات بجميع المحافظات لمواجهة أي طوارئ خلال فترة العيد "
عباس شراقي: عودة الروح لبحيرة البردويل بشمال سيناء

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه يوجد في الساحل الشمالي من العريش إلى الإسكندرية 5 بحيرات كبرى وهي: (البردويل- المنزلة- البرلس- إدكو- مريوط) بمساحة أكثر من نصف مليون فدان تنتج حوالي %75 من الثروة السمكية، إلا أنها عانت كثيراً خلال العقود الماضية من التلوث مما أدى إلى تدهورها وفقد جزء كبير من مساحتها وإنتاجها السمكي ومعاناة الأهالي الذين يعيشون على خيراتها.
وأضاف أن الدولة اهتمت في السنوات الأخيرة بعودة الروح لهذه البحيرات، وكانت البداية ببحيرة المنزلة التي شهدت تطوراً مذهلاً في سنوات عدة من حيث عودة المساحة الأصلية وتكريك البحيرة وتطوير البواغيز، ثم تلتها بحيرة مريوط والبرلس، وإنشاء البحيرات السمكية مثل بركة غليون وأخرى شرق التفريعة في شمال غرب سيناء وحاليا بحيرة البردويل.
وأشار إلى أن بحيرة البردويل هي ثاني أكبر البحيرات الشمالية الخمس بعد المنزلة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 600 كم2 (150 ألف فدان)، وتتميز عن باقي البحيرات بأنها أنقى بحيرة، حيث لا تستقبل أي مصدر تلوث من المصارف الزراعية أو غيرها، وعدد السكان حولها قليل، وتتصل بالبحر بعدة بواغيز مما ساعد على جودة مياهها من حيث الخصائص الطبيعية والكيميائية، وتبلغ ملوحة المياه فيها حوالي 40 ألف جزء في المليون (أعلى من البحر المتوسط لأنها شبه مغلقة)، مما يؤهلها لإنتاج أسماك بحرية ذات جودة عالية، وأملاح معدنية ذات نقاوة عالية هي الأفضل في مصر مثل ملح الطعام، كما أن مياهها ذات درجات حرارة دافئة 25 درجة مئوية مناسبة للأسماك وتكوين طحالب والمواد الغذائية للأسماك والطيور، مما جعلها معبرا لهجرة الطيور من شرق أوروبا هرباً من برد الشتاء إلى دفء شرق وجنوب أفريقيا، عبوراً بالبحيرة لتتلقى الغذاء ثم مواصلة الرحلة، وبها محمية الزرانيق الطبيعية للطيور.
وأوضح أن الهدف من التنمية في سيناء هو خلق مجتمعات عمرانية جديدة عن طريق أنشطة مختلفة، وليست الزراعة هي المجال الوحيد لجذب السكان، ولكن معها إنتاج الأسماك، والسياحة والخدمات من إنشاء جامعات متخصصة ومتميزة وعلى نفس مستوى دار الفؤاد لجذب المرضى من أنحاء العالم.
وتابع أن مياه النيل النقية دخلت سيناء، ويجب الاستفادة منها في كافة الأنشطة وليست الزراعة فقط، وتخصيص مياه محطة بحر البقر المعالجة (حوالي 2 مليار م3 سنوياً) لتكون كافية لزراعة حوالي 250 ألف فدان، بدلاً من النصف مليون فدان المقررة منذ التسعينات ولم يتم منها حتى الآن سوى حوالي 60 ألف فدان رغم الانتهاء من محطة بحر البقر العام الماضي، ونجعل مياه النيل النقية عبر النفقين المخصصين تحت قناة السويس للاستخدام المنزلي والسياحة والأنشطة الصناعية الأخرى، نظراً للتكلفة الكبيرة في الإنتاج الزراعي للمحاصيل التقليدية.