القومي للحوكمة يعقد حلقة بعنوان كن سفيرا للتنمية المستدامة وتغير المناخ

عقد المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، حلقة نقاشية بعنوان "كن سفيرا للتنمية المستدامة وتغير المناخ"، وذلك خلال فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ COP 27، والذي استضافته مصر بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر.


وكانت الحلقة النقاشية بحضور حسين أباظة، الخبير الأممي للتنمية المستدامة، أميرة حسام معاون وزيرة التخطيط لشئون التنمية المستدامة ومنسقة مبادرة "كن سفيرا" بوزارة التخطيط، دينا طلعت، رئيس وحدة المسار الوظيفي بالمعهد (مديرة الجلسة)، ماريز مشرقي، منسق أول تطوير الأعمال، مي حسني، محلل سياسات ومنسق مشروعات.


وخلال الحلقة النقاشية أكد حسين أباظة أن التحول لأنماط تنموية مستدامة أصبح ضرورة ملحة لمواجهة الأزمات المتعددة التي يواجهها العالم بما فيها مصر سواء كانت الأزمة متعلقة بالأبعاد الاقتصادية أو البيئية أو الاجتماعية.


ويعتبر إعداد الكوادر الوطنية عنصرًا اساسيَا لتفعيل هذا التحول على مختلف المستويات سواء في القطاع الحكومي، أو القطاع الخاص، أو المجتمع المدني. ومن هنا كانت رؤية وزارة التخطيط بالتعاون مع معهد الحوكمة والتنمية المستدامة في أهمية إطلاق مبادرة لدعم الكوادر الوطنية في مجال التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في أنحاء الجمهورية.


وأوضح أباظة، أن برنامج كن سفيرا يستهدف غرس فكر التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر لدى كافة فئات الشعب بداية بالشباب كمدخل محوري وأساسي لمواجهة التحديات المتعددة خاصة التحديات المناخية، وتبعاتها البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية.


كما أشار حسين أباظة إلى أن حضارة القرن الحالي ليست الحضارة الأولى التي تعاني من انهيار اقتصادي ناتج عن تدهور للنظم البيئية، فمنذ قرابة ستة قرون ماضية أيقن الأيسلنديون أن الرعي الجائر أدى إلى تدهور شديد للتربة؛ ما أثر سلبًا على ظروفهم المعيشية، وبالتالي على تلك الحضارة.


وفي الألفية الرابعة قبل الميلاد قام السومريون بتصميم نظام للري نتج عنه زيادة في ملوحة التربة؛ ما تسبب في انخفاض إنتاجية محاصيل القمح والشعير، ما أدى إلى اضمحلال تلك الحضارة.


ولقد ازدهرت حضارة المايان في جواتيمالا في الفترة من ٢5٠ إلى٩٠٠ ميلادي، ولكن التعدي الجائر على الغابات وتجريف التربة تسبَّبا في تدهور قطاع الزراعة مما أدى إلى نقص في الغذاء؛ ما نتج عنه صراع اجتماعي، وفي القرون التي تلت ذلك اعتمد المايان بالدرجة الأولى على الأسماك كمصدر رئيسي للغذاء والذي كان يتم اصطياده مستخدمين الرماح والقوارب المصنوعة من الأخشاب التي أخذت في الاندثار مما أثر سلباً على عدد السكان.


وتحدثت اميرة حسام، عن فلسفة نشاة مبادرة كن سفيرا التي تستهدف الشباب، والانطلاق من إيمان الوزارة بأهمية توطين أهداف التنمية المستدامة في جميع المحافظات، وقيمة المثلث الذهبي للتنمية والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وقد تجسدت هذه الشراكة فعليا في المبادرة من خلال قبول شباب أعضاء في حياة كريمة ومصر الخير وبنك الطعام ومن قطاع البنوك وغيرها، لافتة إلى النماذج التطبيقية الناجحة من خريجي كن سفيرا الذي بلغ عددهم ٢٣٠٠ خريج من مختلف التخصصات.


وأشارت حسام إلى الخطوات القادمة لمبادرة كن سفيرا، والتي من بينها التحضير دفعة متخصصة للحكوميين المتخصصين في الخطة الاستثمارية لتدريبهم على مؤشرات قياس الاداء ودليل الاستدامة البيئية، بالاضافة الى تحضير دفعة بلغة الاشارة لتمكين ذوي القدرات الخاصة، وختمت كلمتها بأن المبادرة لا تنتهي رحلتها بمجرد التخرج، بل ان التواصل دائما ومستمر لاحتضان افكار الشباب من خلال حاضنة اعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومحاولة إيجاد فرص تمويل للمشروعات.


ومن جانبها، قالت دينا طلعت، أنه تم من خلال مبادرة "كن سفيرا" تدريب اكتر من الفين شاب وشابة خلال العاميين الماضيين، وهدف البرنامج بشكل رئيسي على دمج كافة الفئات والقطاعات والمحافظات المختلفة والأشخاص ذوي الإعاقة بما يضمن الوصول الى كافة شرائح المجتمع لنشر الوعي والمعرفة بأهداف التنمية المستدامة وكذلك خلق شبكات مختلفة من شباب مصر للعمل في نطاق تلك الأهداف في شتى المجالات، مؤكدة أن المبادرة في نجحت توطين أهداف التنمية المستدامة ونشر الوعي على المستوى المحلي من خلال استهداف كوادر شبابية متنوعة من كافة المحافظات وكافة الخلفيات العلمية والعملية.


وأكدت ماريز مشرقي، أن شعار مبادرة العقول الخضراء هو "عقل اخضر.. مستقبل أخضر" وهو ما يعكس أهمية التركيز على خلق جيل بفكر مختلف يضع المجتمع والبيئة كأولوية، وتركز المبادرة على تغير السلوك عن طريق التعلم بالخبرة والتعليم التفاعلي والذي يساعد الاطفال علي التوصل إلي معرفة ما هو السلوك المستدام بانفسهم.


وقامت مي حسني، بعرض برنامج "الشباب صانعي السياسات" الممول من الإتحاد الأوروبي والمقام بالتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لتعزيز مساهمة الشباب الفعالة في مصر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030 ومبادرة حياة كريمة، خاصة فيما يتعلق بجهود التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.