توقع تقرير أعدته اللجنة الاقتصادية للاتحاد العربى للصلب أن يتعافى استهلاك الصلب بالمنطقة العربية ليصل إلى 40.3 مليون طن خلال هذا العام وبنسبة زيادة سنوية تبلغ 3% عن العام السابق ليعود الطلب إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، التى تسببت فى تراجع الاستهلاك عام 2020 بمعدل 9 %.

وأكد التقرير الذى ناقشته قمة الصلب العربى بالبحرين على استمرار ارتفاع إنتاج الصلب الخام بالمنطقة العربية ليصل إلى أعلى مستوياته القياسية عام 2021 محققا 32.1 مليون طن وبمعدل نمو سنوى مركب بلغ 10.7% خلال الفترة من 2017 ــ 2021، باستثناء عام 2020 الذى انخفض فيه الاستهلاك إلى 28.8 مليون طن بسبب جائحة كورونا.

وحسب التقرير فإن الطاقات الانتاجية من الصلب الخام ارتفعت بحوالى 6.6 مليون طن خلال الخمس سنوات الأخيرة وبنسبة زيادة بلغت 12% أغلبها فى الجزائر وعمان ومصر.

ورصد التقرير انخفاضا تدريجيا فى واردات المنطقة العربية من المنتجات النصف النهائية (البيليت) منذ عام 2017 من 8 ملايين طن إلى حوالى 2 مليون طن عام 2021 بنسبة انخفاض بلغت 72% ويرجع ذلك لاحلال الانتاج المحلى لواردات البيليت وذلك بسبب فرض رسوم حماية على واردات البيليت فى مصر عام 2019 مما نتج عنه انخفاض واردات البيليت إلى 154 ألف طن فقط 2021 مقابل حوالى 3 ملايين طن عام 2018 بنسبة انخفاض بلغت 95% كما انخفضت الوارادت فى الجزائر بنسبة 97% عام 2021.

استعرضت قمة الصلب العربى فى دورتها الـ 15 الذى انعقدت الأسبوع الماضى فى المنامة ورقة عمل تحت عنوان صناعة وأسواق الصلب بالمنطقة العربية، نظرة مستقبلية فى أوقات عدم التيقن؛ حيث أشارت إلى زيادة الإنتاج بحوالى 50% منذ عام 2017 ليصل حجم الإنتاج المتوقع من الصلب عام 2022 إلى 31.4 مليون طن.

وترجع الزيادة فى الإنتاج والبالغة حوالى 10 ملايين طن إلى طريقتين أساستين هما: شمال أفريقيا (مصر والجزائر) بحوالى 6.7 مليون طن، مجلس التعاون الخليجى (السعودية، البحرين، الكويت) 6.2 مليون طن.

المحركات الرئيسية لزيادة الطاقات الإنتاجية تعود إلى حجم الواردات الكبير من منتجات الصلب، ونمو الطلب، بالإضافة إلى الحاجة إلى زيادة درجات التكامل الصناعى.

وحسب ورقة العمل التى أعدتها اللجنة الاقتصادية بالاتحاد العربى للصلب فإن مصر تعد أكبر منتج للصلب حيث تمثل 32% من إنتاج المنطقة العربية تليها المملكة العربية السعودية وتمثل 27%، والجزائر 13%، ثم الإمارات وتمثل 9%.

وبلغ إنتاج المنطقة العربية من الصلب 32.1 مليون طن فى عام 2021 بزيادة 50% تعادل 10.7 مليون طن عن عام 2017.

وأكدت ورقة العمل أن الإنتاج المحلى حل محل الواردات بشكل واضح، فمع زيادة الإنتاج بمعدل نمو سنوى مركب بلغ 2.2% انخفضت الواردات من منتجات الصلب النهائية بمعدل 5.3%، كما انخفض صافى الواردات إلى أقل من ثلث حجمه فى عام 2017 إلى 2.5 مليون طن، بينما زادت الصادرات بشكل كبير وخاصة منتجات الأطول، وهو ما يؤكد على فعالية الإجراءات التجارية المطبقة بالمنطقة العربية.

واستبعد التقرير أن يحدث ارتفاعا محلوظا فى مستويات استهلاك الفرد للصلب فى المنطقة، وذلك رغم توقعات أن يتسارع النمو فى استهلاك الصلب المسطح المدرفل على الساخن مع تطور الصناعات التحويلية.

أوضح أن ارتفاعات أسعار النفط ستؤدى إلى زيادة الاستثمارات فى دول مجلس التعاون الخليجى مما يدعم الطلب القوى على الصلب، مع توقعات قوية لازدهار قطاع البناء والتشييد فى دول مجلس التعاون الخليجى ومصر.

وتعمل أسواق الصلب الرئيسية فى جميع انحاء العالم على تعزيز التدابير التجارية لحماية الصناعة الوطنية مع اقتراب الركود، مما سيكون له تأثير سلبى على صادرات الصلب العربية، كما شهدت الصادرات الاقليمية ركودا فى عام 2022 بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمى والإجراءات الحمائية.

ورصد التقرير أن النصف الأول من عام 2022 شهد تحول مصادر الاستيراد الاساسية من دول الاتحاد السوفيتى السابق إلى الهند وتركيا والصين التى تمثل الآن 63% من إجمالى واردات الصلب.

ويبلغ استهلاك الصلب بالمنطقة العربية حوالى 2.2% من إجمالى الاستهلاك العالمى بما يعادل 39 مليون طن.