مع حضور بايدن لقمة للمناخ.. كيف كانت زيارات الرؤساء الأمريكيين لمصر؟

يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى شرم الشيخ، غدا الجمعة؛ للمشاركة في فعاليات قمة المناخ العالمية المنعقدة بشرم الشيخ.


وتأتي زيارة بايدن لمصر للمرة الأولى بعد توليه الرئاسة الأمريكية قبل نحو عامين، وتعد كذلك هي الأولى لرئيس أمريكي منذ زيارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في يونيو 2009.


وتمتد العلاقات المصرية الأمريكية لما يزيد على قرن من الزمن، تخلله زيارات متبادلة على مستوى الرئاسي، وكانت كل زيارة بطابع خاص، يحدده الخلفية والظروف حينها.


ونعرض فيما يلي أبرز تلك الزيارات:


• روزفلت.. لقاء على مركب


كان اللقاء الأول لرئيس أمريكي بحاكم مصري، هو اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي روزفلت والملك فاروق، في فبراير 1945.


وتم اللقاء على ظهر الطراد البحري "كوينسي" في البحيرات المُرة في قناة السويس، وكان روزفلت قد انتهى للتو من مؤتمر يالطا، الذي جمع بين قادة الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، وتم فيه تقسيم ألمانيا، وكذلك برلين.


وركز فاروق، في حديثه مع روزفلت على "شكواه من الطريقة التي يعامله بها السفير البريطاني في مصر اللورد مايلز لامبسون"، وبحسب ما كتبه محمد حسنين هيكل في كتابه "ملفات السويس"، فإن ملك مصر جاء طالباً من روزفلت "تخليصه من الإذلال البريطاني".


• نيكسون.. استقبال رسمي وشعبي


وبعد قطيعة دبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية عقب يونيو 1967، زار الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، القاهرة في يوليو 1974 بعد أشهر من انتصار أكتوبر المجيد.


وكان باستقباله الرئيس أنور السادات، وكان للزيارة بعد إضافي للمستوى الرسمي، فتم حينها استقبال جماهيري من المواطنين، الذين خرجوا إلى شرفات المنازل لرؤية الرئيس المصري السادات ونظيره الأمريكي في سيارة السادات المكشوفة الشهيرة، ملوحين لهم بالأعلام والورود والهتافات.


وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، هناك قصة مشهورة حول طلب الحرس الأمريكي كتابة تعهد من الرئيس المصري بالحفاظ على حياة الرئيس الأمريكي في حال ركوب السيارة المكشوفة، خاصة مع المخاوف المكنونة في النفوس الأمريكية منذ واقعة اغتيال الرئيس الأسبق جون كيندي في سيارة مكشوفة بالولايات المتحدة.


• كارتر.. معاهدة السلام ورقص نجوى فؤاد


وبعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تحت رعاية أمريكية، زار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، القاهرة في مارس 1979، والتي كانت في أجواء مشابهة لزيارة نيكسون.


وتناولت صحيفة "الأهرام" الزيارة والاستقبال التاريخي لكارتر، بقولها: "خرج الملايين من شعب مصر أمس، ليكونوا فى استقبال الرئيس الأمريكى كارتر عند وصوله إلى القاهرة فى الساعة الثانية من بعد ظهر أمس.. وفاقت حشود المستقبلين كل توقع حتى إن رَكب الرئيسين استغرق ساعة و5 دقائق فى مسافة 12 كيلومترا ما بين المطار وقصر القبة حيث نزل الضيف الكبير».


https://youtu.be/Bote3QVBITk?t=5


وتضمن جدول الزيارة، حفلا للرئيس الأمريكي بأحد فنادق القاهرة، والتي كانت الراقصة نجوى فؤاد، تؤدي به رقصة يومية، لتفاجئ بتواجد الرئيس الأمريكي ضيفا في إحدى الليالي.


وروت فؤاد تفاصيل ما جرى، خلال لقاء تلفزيوني عبر فضائية "القاهرة والناس"، قائلة: "كنت أستعد لفقرة الرقص الخاصة بي، ودخلت غرفتي لأغيّر ملابسي وأصلح مكياجي، وفجأة وجدت كارتر أمامي. رحّبت به وقدّمت له استعراضاً، ودوّن تعليقاً على الاستعراض في دفتر، وقال هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إن عنده حق لكي يحب هذه السيدة لأنها جميلة للغاية".


• بوش الأب.. حرب الخليج


وخلال جولة بالشرق الأوسط، وسط أزمة حرب الخليج الثانية وغزو قوات صدّام للأراض الكويتية، توجه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب للملكة السعودية في نوفمبر1990، واجتمع مع الملك فهد وأمير الكويت، لبحث الأزمة.


وفي اليوم التالي، توجه للقاهرة والتقى بالرئيس الأسبق حسني مبارك؛ لبحث الأزمة العربية وتداعياتها.


* كلينتون.. صاحب الزيارات الأكثر


يعد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، أكثر رؤساء أمريكا زيارة لمصر، فقد زارها للمرة الأولى في أكتوبر 1994، وجمعه لقاء بحسني مبارك وياسر عرفات، لمناقشة عملية السلام.


وفي مارس 1996، حضر كلينتون لمدينة شرم الشيخ المصرية حيث أُقيمت قمة صانعي السلام.


وفي أغسطس، عاد كلينتون للقاهرة، والتقى مبارك، وأكد أنه من دون الدور المصري لن يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من التوصل لاتفاق سلام بينهما.


وكانت الزيارة الرابعة والأخيرة، هي التي تمت بشرم الشيخ في أكتوبر عام 2000،مع عقد قمة شرم الشيخ بحضور والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك وشخصيات أخرى تتوصل إلى إعلان يدعو إلى وقف العنف في فلسطين بعد الانتفاضة.


• بوش.. عابرة وغير مقبولة


ضمن جولة في الشرق الأوسط للرئيس الأسبق بوش الابن، والتي استغرقت 8 أيام، كان نصيب مصر من الجولة ثلاث ساعات ما أثار ردود فعل غاضبة في مصر، وفقا لرويترز.


ونشرت صحيفة "الأهرام ويكلي"، التي تصدر باللغة الإنجليزية وقت الزيارة مقالا عنوانه "زيارة غير مرحب بها".


• أوباما.. خطاب العالم الإسلامي.


وكانت آخر زيارة لرئيس أمريكي، هي التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في يونيو 2009.


وخلال الزيارة التقى الرئيس مبارك فى قصر القبة مدة لا تزيد على 40 دقيقة فقط، ذهب بعدها بصحبة وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون إلى مسجد السلطان حسن.


وكان الجزء الأبرز من الزيارة، هو خطاب أوباما للعالم الإسلامي، الذي ألقاه من قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة.


وقال فيه: "لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة الأزلية حيث تستضيفني فيها مؤسستان مرموقتان للغاية إحداهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلامية، بينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر، ومعا تمثلان حسن الاتساق والانسجام ما بين التقاليد والتقدم".


وعن ضرورة التقارب بين الحضارات والأفكار، أضاف أوباما: "يجب أن يتم بذل جهود مستديمة للاستماع إلى بعضنا البعض وللتعلم من بعضنا البعض وللاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة، وينص القرآن الكريم على ما يلي "اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" وهذا ما سأحاول -بما في وسعي- أن أفعله".