معركة بين كبار المنتجين والمستهلكين للسيطرة على سوق النفط العالمى

اندلعت معركة السيطرة على أسعار النفط بين كبار المنتجين والمستهلكين وهى معركة كانت ستندلع آجلا أو عاجلا فى ظل التحالف الوثيق بين روسيا ومنظمة أوبك، وتبدل أولويات كبار المستهلكين الأثرياء فى الغرب.

ووفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز، فإن أسواق الطاقة التى تمر أصلا بتحولات جذرية، لم تكن لتتحمل هذا التحالف بين أوبك وروسيا حتى لو انتهت الحرب الأوكرانية.

وتمت ترجمة الصراع فى سوق النفط على صورة «تحالف كبار المنتجين» فى وجه «تحالف كبار المستهلكين» عندما أثارت خطة واشنطن لفرض حد أقصى لسعر صادرات النفط الخام الروسية قلق منتجى أوبك.

ورأت دول أوبك أن آلية كهذه قد يتم استخدامها ضدهم فى المستقبل أيضًا، مما يعيد السيطرة على سوق النفط إلى أيدى المستهلكين الأثرياء.

كما كان قرار إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن بالبدء فى الإفراج عن أجزاء من مخزون النفط الاستراتيجى الأمريكى منذ العام الماضى لتخفيف الأسعار مقلقًا لأعضاء أوبك الذين اعتقدوا أنه كان يجب احترام خطتهم التى خفضت إمدادات النفط تدريجياً لحين تعافى الاقتصاد العالمى من الجائحة.

هذه التراكمات وغيرها، طفت على سطح التحليلات مؤخرا فى محاولة لتفسير التصعيد الكبير الذى قامت به «أوبك +» عبر خفض إنتاج النفط بمليونى برميل فى اليوم، متخطيةً ضعف المتوقع، ومسببة الكثير من الحرج لإدارة بايدن، والكثير من القلق للعواصم الأوروبية.

ما فعلته «أوبك +» يوم الأربعاء الماضى، شبهته «فاينانشيال تايمز» بصدمة النفط فى السبعينيات عندما أوقفت الدول العربية تصدير النفط للغرب، وقالت إنه عودة جديدة «لقلب نظام الطاقة فى العالم».