القومي للحوكمة يطلق أول مجلة بحثية متخصصة في قضايا الحوكمة

السعيد: هدف المجلة خلق مساحة من النقاش بين أبرز الباحثين والمتخصصين

أطلق المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة - الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أول مجلة بحثية متخصصة في قضايا الحوكمة بعنوان "الحوكمة والتنمية المستدامة" كدورية مصرية متخصصة في نشر الأبحاث المتعلقة بالحوكمة والتنمية المستدامة لباحثين من مصر والعالم بالتعاون مع مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.


ويتناول العدد الأول للمجلة نشر أوراق بحثية حول العاصمة الإدارية الجديدة وما يتعلق بها من قضايا الحوكمة والتنمية المستدامة، حيث يشارك في المجلة باحثون دوليون من ألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية كما أنها تحتوي على ورقة بحثية صادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.


وأشارت هالة السعيد، وزيرة التخطيط، إلى أن هذا التعاون يأتي كأحد ثمار التعاون والشراكة التنموية الممتدة بين الوزارة ممثلة في المعهد القومي للحوكمة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مؤكدة الأهمية العلمية للمجلة، حيث تعد منصة بحثية تشجع الباحثين المصريين على نشر الدراسات والأوراق العلمية الخاصة بموضوعات الحوكمة وتطبيقاتها العلمية، كذلك تفتح المجال للمشاركة من قبل الباحثين والخبراء الدوليين للمساهمة العلمية واستعراض التجارب الدولية، وأحدث ما أنتجه العلم في مجالات الحوكمة وعلاقتها بالتنمية المستدامة، بما يوفر مادة ثرية من المعرفة التي تخدم صناع القرار وجميع المعنيين بشئون الحوكمة والتنمية المستدامة.


وأضافت السعيد، أن المجلة تسهم في نشر ثقافة الحوكمة ورفع وعي المواطن بقضايا الحوكمة ومبادئها، وترسيخ الشفافية ومكافحة الفساد، وتعزيز المساءلة والمحاسبة، وتمكين الإدارة، بما ينعكس إيجابيًا على قوة المؤسسات وكفاءتها، بما يصب في النهاية في إتجاه تحسين مستوى الأداء والخدمات التي يتمتع بها المواطن.


وذكرت أن تصنيف مصر شهد ارتفاعًا وفقا لتقرير التنمية البشرية العالمي حيث قفزت مصر 19 مركز من المرتبة من 116 في تقرير العام الماضي إلى المركز 97 لعام 2021/2022 وانضمت بذلك إلى مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة بدلًا من مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع ترتيب مصر في المؤشرات الفرعية المتعلقة بالنمو الاقتصادي، والعمل اللائق، والصحة والتعليم الجيد، وجهود مبادرة حياة كريمة.


وأوضحت أن مصر تقدمت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقًا لتقرير التنمية المستدامة العالمي، وهو أحد أهم التقارير الدولية لرصد جهود الدول لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تحقق مصر تقدما في عدد من المؤشرات منها اتاحة البيانات والشفافية، بالإضافة المياه النظيفة والنظافة الصحية، والعمل المناخي، وغير ذلك.


وحول اختيار موضوع العدد الأول من المجلة (العاصمة الإدارية)؛ قالت السعيد، إنه يأتي في إطار التوجه التنموي للدولة للتوسع في المشروعات القومية الكبرى ومنها إنشاء مدن الجيل الرابع، حيث تعد العاصمة الإدارية الجديدة مشروعًا قوميا بمعايير تكنولوجية حديثة، ويأتي تنفيذ هذا المشروع تزامنًا مع انطلاق "الجمهورية الجديدة"، مؤكدة أن الدولة تنظر إلى عملية الانتقال إلى العاصمة باعتبارها إحدى الركائز والروافد الرئيسية للجهد المبذول لرفع كفاءة الأداء الحكومي، لأن الانتقال لا يعني مجرد تغيير مكان، ولكنه يعني التحوّل إلى ثقافة وفكر إداري جديد ومُنظَّم.


وأكدت وزيرة التخطيط، أهمية التدريب وبناء القدرات كمكون أساسي في خطة الدولة لبناء الإنسان، حيث تنظر الدولة للاستثمار في العنصر البشري باعتباره أولوية قصوى خصوصًا وأنه يعد أفضل أنماط استثمار، مشيرة إلى ماجستير إدارة الأعمال الحكومية "إسلسكا"، حيث تَخرَّج من هذا البرنامج نحو 1100 من العاملين بالوزارات المختلفة والجهات التابعة، وقد وصلت نسبة السيدات نحو 55% من إجمالي الخرّيجين، وكذلك المنح والبرامج التدريبية بالتعاون مع أفضل المعاهد والمؤسسات الدولية مثل جامعات شيكاغو وكينجز كوليدج ومينسوتا.


وأشارت إلى أهمية إشراك الشباب، لافتة إلى عدد من المبادرات والبرامج مثل كن سفيرا، ومبادرة شباب من أجل التنمية، ومبادرة العقول الخضراء للطلاب في المدارس، موضحة أنه في إطار رفع كفاءة المؤسسات أطلقت الدولة جائزة مصر للتميز الحكومي، مؤكدة أنه ليست فقط مجرد جائزة ولكنها رحلة إلى التميز لابد من وجودها داخل كل المؤسسات.


وقالت مارجريت سانشو، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تدعم جهود الحكومة المصرية لزيادة الكفاءة والشفافية والمساءلة في المؤسسات العامة ولدى موظفي أجهزة الدولة، بما يعمل على تشجيع التنمية الاقتصادية، والحد من ممارسات الفساد، حيث يتم تلقي الخدمات الحكومية بشكل أسرع وأكثر موثوقية وإتاحة لجميع المصريين، لافتة إلى أنه على مدار العامين الماضيين، عملت الوكالة من خلال مشروع الحوكمة الاقتصادية، مع المعهد الوطني للحوكمة لإطلاق المجلة التي تعد فرصة لعرض البحوث الدولية لزيادة معارف الجمهور المصري وجعل هذه البحوث وثيقة الصلة بالسياق المحلي.


من جانبها أشارت شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة ورئيسة هيئة تحرير المجلة، إلى أن المعهد يريد أن يقدم من خلال هذه المجلة التي تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، معلومات ونتائج بحثية للباحثين والدارسين والمتخصصين من مصر والعالم، مضيفة أنه سيتم إطلاق المجلة بشكل دوري للوقوف المستمر على أهم وأحدث ما تطرق إليه البحث العلمي في مجالي الحوكمة والتنمية المستدامة، وأن العدد القادم سيكون موضوعه الأساسي الحوكمة البيئية وتغير المناخ وهو موضوع الساعة.


وحول العدد الأول من مجلة "الحوكمة والتنمية المستدامة" قالت شريف؛ إن اختيار موضوع العاصمة الإدارية جاء في إطار اهتمام الدولة بالإصلاح الإداري والحوكمة، مشيرة إلى التواصل مع عدد من الكتاب الدوليين بما يعطي ثقل للمجلة البحثية.


وأشارت إلى تدريب أكثر من 40 ألف متدرب خلال عامين، موضحة أن جميع البرامج التي يقدمها المعهد تراعي النوع الاجتماعي ومشاركة نسبة من ذوي الهمم، كما أوضحت أن المعهد يقدم مجموعة من البرامج التي تخص المرأة مصل برنامج القيادات النسائية بالمحافظات، والقيادات النسائية الأفريقية، والبرنامج الإرشادي للمرأة، والقيادات النسائية بمجالس الإدارات، والبرنامج القومي للقيادات النسائية بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، موضحة أنه استعدادا لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP 27، تم إطلاق عدد من مبادرات التوعية مثل "سفراء المناخ" و"العقول الخضراء" في المدارس، ومبادرة "كن سفيرا".


وأشار خالد زكريا، إلى أن مصر أصدرت استراتيجيتها الوطنية للتحول الرقمي والتي تتضمن 3 محاور رئيسية هي التحول الرقمي، وبناء القدرات، ورعاية الإبداع، والتي كذلك ارتكزت على 3 ركائز هي بنية تحتية جيدة، وريادة دولية، والتشريع والحوكمة، مشيرا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل نموذج لتفعيل كافة هذه المحاور في إدارة المستقبل بالعاصمة.