وزيرة البيئة تؤكد ضرورة التكاتف من أجل إيجاد حلول لأزمات الطاقة والغذاء والمياه العالمية

محمود محيي الدين: المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء نموذج للعمل المناخي المتكامل ويطالب بتطبيقها عالميا

أكدت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27، أن عام ٢٠٢٢ يشهد الكثير من التحديات فدول العالم تخرج وتتعافى من جائحة فيروس كورونا، وتعاني من أزمات اقتصادية كبيرة سواء في الطاقة أو الغذاء والتي تعتبر موارد يمثل نقصها قلقاً للعالم، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يرى أن برنامج "نوفي" يعكس ما يريده العالم وهو التنفيذ قبل الذهاب لمؤتمر المناخ القادم COP27، كما يرى أن البرنامج يلبي الاحتياجات الأساسية للإنسان ويخدم العمليات التنموية للبلدان من خلال رفع الطموح وخدمة عمليات التحول والانتقال.


جاء ذلك خلال المائدة المستديرة حول دور المنظمات غير الهادفة للربح ومنظمات العمل الخيري، بالتعاون مع فريق رئاسة الدورة 27 من مؤتمر المناخ، ضمن منتدى التعاون الدولي والتمويل الإنمائي في دورته الثانية واجتماع وزراء المالية والاقتصاد والبيئة الأفارقة.


وأوضحت وزيرة البيئة أنه بالنظر إلى العمليات التنموية هذه الأيام نجد أنها تتنوع بين الزراعة والتكيف والمياه والطاقة والتمويل والتنوع البيولوجى، وبالنظر إلى القضايا التقاطعية نجد أنها لن تكون ذات اهتمام إذ لم يتبناها أصحاب المصلحة الذين يتأثرون بالتغيرات المناخية أكثر من غيرهم والتى تهدد حياة الأجيال القادمة.


كما أكدت الوزيرة على أهمية هذه الجلسة ليس فقط فى قيامها بتوضيح المبادرات العالمية الرئيسية الأربعة التي ستطرحها الرئاسة المصرية فى مؤتمر المناخ؛ للتخفيف والتكييف مع آثار تغير المناخ، ولكن لتسليطها الضوء على الاحتياجات التى تهم العالم اليوم، حيث تتنوع المبادرات بين الطاقة والمخلفات والزراعة ونظم الغذاء وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.


ولفتت إلى ضرورة التعاون لإيجاد حلول لأزمات الغذاء وتوفير الإمددات الغذائية والطاقة وحلول أيضاً لأكوام المخلفات بالدول المختلفة، والعمل على رفع الطموح ودعم عمليات التحول لدى دول بلدان القارة الإفريقية والبلدان النامية وأكدت ضرورة تكاتف الجميع من أجل إيجاد حلولاً لأزمات الطاقة والغذاء والمياه العالمية.


وأكد وائل أبو المجد الممثل الخاص للرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر المناخ Cop 27، على التزام مصر بكل ما جاء في اتفاقية باريس للمناخ لاسيما في تطبيق الإجراءات المتفق عليها في الاتفاقية مشددًا على التزام مصر بتحويل التعهدات إلى تطبيق فعلي فيما يتعلق بالمناخ.


ومن أهم التعهدات التي تعمل مصر على الحفاظ عليها هي ما يتعلق بالإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية وخفض الانبعاثات لتصبح صفرية وغيرها من مشروعات التكيف مؤكدًا على أن استضافة ورئاسة مصر للمؤتمر سيترتب عليها التزامًا أكبر من الحكومة بأهداف الحفاظ على المناخ وتحويل الاتفاقيات من محادثات ومفاوضات إلى تطبيقات فعلية.


وتحدث أبو المجد، عن التمويل الذي يعد دائما محور اهتمام على الاجندة العالمية، مشيرًا إلى أن العقد الماضي على الرغم من زيادة حجم الإنفاق على مشروعات المناخ لتصل إلى 632 مليار دولار مقارنة بـ364 مليار دولار فإننا مازلنا نحتاج لزيادة تلك التمويلات 590% سنويًا لمواكبة احتياجات التغير المناخي بحلول 2030.


وأكد على أن 61% من تمويل مشروعات المناخ اعتمد على تمويلات ذاتية فيما تم توجيه منح لمشروعات المناخ بنسبة 6% فقط، بقيمة 36 مليار دولار، موضحًا أن الاحتياجات الفعلية لمشروعات التكيف تتراوح بين 155-330 مليار دولار حتى عام 2030 وهي الآن لا تتعدى الـ46 مليار دولار.


نبه إلى أن المشروعات الخيرية تستحوذ فقط على 2% من تمويلات المناخ، بينما يتم توجيه معظم التمويلات إما من الموازنات العامة للدول أو من القطاع الخاص بينما المؤسسات الخيرية يمكنها لعب دورًا هامًا في هذا المجال حيث يمكنها التركيز على مجالات محددة لا يمكن للشكل التقليدي للتمويل الوصول إليها، مؤكدًا على ضرورة توجيه نسبة أكبر من مشروعات العمل الخيري إلى مجالات المناخ، وضرب مثال بالولايات المتحدة حيث يتم ضخ 1% فقط من التبرعات في مشروعات المناخ.


وأكد محمود محيي الدين ، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، على ضرورة تفعيل دور الجهات الفاعلة غير الحكومية وبناء القدرات من أجل تعزيز العمل المناخي ومواجهة الفجوات التمويلية بالاقتصادات النامية على وجه الخصوص.


و أشار محيي الدين الى حرصه على تبني نهج شامل لدفع أجندة العمل المناخي من خلال دمج البعدين الاقليمي والمحلي، مشيرا الى الأفكار المبتكرة والمشروعات القابلة للتمويل التي أسفرت عنها المنتديات الاقليمية الثلاثة الأولى في اطار سلسلة من خمسة منتديات إقليمية يشارك رواد المناخ في استضافتها مع رئاسة COP27 واللجان الإقليمية الاقتصادية للأمم المتحدة ، وتنعقد تلك المنتديات تحت اسم "نحو مؤتمر الأطراف السابع والعشرين: المنتديات الإقليمية حول المبادرات المناخية لتمويل العمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة".


ولفت إلى أهمية المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية بالمحافظات وتنقسم تلك المشروعات إلى 6 فئات: المشروعات كبيرة الحجم، والمشروعات المتوسطة، والمشروعات المحلية الصغيرة (خاصة المرتبطة بمبادرة حياة كريمة)، والمشروعات المقدمة من الشركات الناشئة، والمشروعات التنموية المتعلقة بالمرأة وتغير المناخ والاستدامة، والمبادرات والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح.


وأعرب محيي الدين عن تطلعه الى نقل تلك المبادرة المصرية الى المستوى العالمي وتنظيم مسابقة بشكل سنوي لاختيار افضل المشروعات وتقديم الدعم اللازم لها.


وأوضح محيي الدين أن التمويل المناخي بالقارة الإفريقية غير كاف كما أنه ليس بالقدر المطلوب من الكفاءة نظرا لطول المدة التي يصل من خلالها التمويل الى البلدان النامية، مؤكدا أن التمويل المناخي المقدم إلى افريقيا حاليا غير عادل حيث أن افريقيا لا تسهم سوى بنحو 3% من اجمالي الانبعاثات.


كما أكد على ضرورة وضع معايير محددة للتمويل المستدام، مشيرا الى انعقاد اجتماع المائدة المستديرة العالمي السابع عشر (GRT) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وهو حدث عالمي كبير لوضع جدول الأعمال بشأن التمويل المستدام.