لماذا تطلب الشركات في إعلانات التوظيف موظفين أقل من 30 عاما؟

"على أن يكون المتقدم أقل من 30 عامًا"، جملة تتكرر كثيرًا في إعلانات التوظيف، فلماذا يحب أصحاب الأعمال توظيف من هم أقل عمرًا من 30 عامًا، وهل هذا يعني أن من تخطى الـ30 ليس له مكان على خارطة سوق العمل؟


أكد إسلام سيد، أخصائي أول توظيف بشركة "بريد فاست"، الذي أوضح أن أصحاب الأعمال يضعون شرط عدم بلوغ المتقدم للوظيفة عن 30 عامًا لعدة أسباب، أولها: استعداد الشاب المتخرج حديثًا أو من هو في العشرينات من عمره لتعلم أصول المهنة بسهولة، كما أن فرصته أكبر من غيره في الحصول على دورات تدريبية لتعلم أصول المهنة المقبل عليها.


يقول سيد،: "من الصعب تدريب من تخطى سن الـ30 عامًا على العمل بدءًا من نقطة الصفر، فهو بحكم عمره، لديه بالتأكيد خبرة معينة في أحد المجالات، ومن الصعب أن ينساها ويبدأ العمل من جديد في مجال آخر، بالإضافة إلى الشق المادي في عملية التوظيف، فالأكبر سنًا من المتوقع أن يحصل على راتب أكبر، على عكس الرواتب التي تعطيها الشركة للمبتدئين في المجال".


وأشار إلى وجود عامل آخر هام تراعيه الشركات في اختيار موظفيها وهو "الوفاء والإخلاص"، فالشاب الأصغر سنًا سيكون وفيًا للشركة التي علمته أصول المهنة، وسيبقى بها لأطول فترة ممكنة، عكس الشخص الذي يذهب إليها وهو خبير في المهنة، فمن السهل أن يترك الشركة ويذهب لأخرى، لافتا إلى أن تعيين أصحاب خبرات في ظل وجود أشخاص عديدة ليسوا بنفس ذات الخبرة يخلق العديد من المشاكل بين الطرفين، وترى الشركات أنها أزمة هي في غنى عنها.


"الشركات بتحب العقول تبقى فريش"، هكذا قال "سيد" عن الأشخاص التي تسعى الشركات إلى توظيفها، مشيرًا إلى أن الأكبر سنًا تكون عقولهم قد استقرت على التفكير بنمط معين، عكس صغار السن الذين لديهم مساحات للإبداع أكثر من غيرهم، مؤكدًا أنه في النهاية طبيعة كل مجال تختلف عما يحتاجه الآخر، فلكل قاعدة شواذ.


كما أشار إلى أخذ الشق القانوني في الاعتبار عند التوظيف، قائلا إن الشخص المعين له تأمينات ستدفع ثمنها الشركة، ليكون له معاش في المستقبل، وبالتالي فهي تبحث عن الشخص الأصغر سنًا، لأنه سيعمل في الشركة لمدة أطول.


وأكد أنه لا يوجد شيء مستحيل، فكل شخص من الممكن أن يبدأ في مهنة جديدة في أي وقت، لكن التحديات وقتها ستكون أصعب، مشيرًا إلى أن أعمار ما فوق الـ30 عامًا مطلوبة أيضًا ولها إعلاناتها الخاصة، وفي الأغلب تكون وظائف إدارية لأنها تحتاج لخبرات كبيرة لن تتوفر عند حديثي التخرج.