الأسواق تسقط فى الركود خلال موسم عيد الأضحى والمبيعات تتراجع 60%

شعبة القصابين: محلات الجزارة لا تشعر بموسم العيد نتيجة تراجع المبيعات

تجار الذهب: أسوأ فترة تراجع للمبيعات نمر بها منذ أعوام

تأثرت الأسواق المحلية سلبا من ارتفاع الأسعار، نتيجة الموجة التضخمية المرتفعة التى تضرب العالم كله، تأثرا بالحرب الروسية الأوكرانية، ما أثر على مبيعات القطاعات المختلفة بنسبة تجاوزت الـ60% بالرغم من موسم عيد الأضحى، الذى تنتعش فيه مبيعات عدة قطاعات مثل اللحوم والملابس والذهب والأجهزة الكهربائية، وفق عدد من التجار.

ففى قطاع اللحوم، قال هيثم عبدالباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن محلات الجزارة تعانى من ركود شديد هذا العام، مشيرا إلى أن هناك تراجعا فى المبيعات بنسبة تجاوزت الـ 60%، مقارنة بعيد الأضحى 2021.

وأضاف عبدالباسط، أن المستهلكين اتجهوا حاليا إلى اللحوم السودانية فى المنافذ الاستهلاكية حيث يباع الكيلو بـ120 جنيها، بينما تجاوز سعر كيلو اللحم الكندوز البلدى فى محلات الجزارة الـ200 جنيه فى بعض المناطق.

ويرى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج (الأعلاف والأدوية) أدى إلى زيادة أسعار اللحوم الحية بنسبة تقترب من 35% عن العام الماضى، مما أدى إلى ضعف القوة الشرائية لدى المستهلك.

واتفق معه محمد ريحان، عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، قائلا إن محلات الجزارة لا تشعر بموسم العيد هذا العام نتيجة تراجع المبيعات بنسبة تصل 65% على أقل تقدير، مقارنة بمواسم عيد الأضحى الطبيعية.

وحسب ريحان، يتراوح سعر كيلو اللحم الكندوز والضانى بين 180 و200 جنيه، مشيرا إلى أن سعر الكيلو قد يتجاوز 200 جنيه فى بعض المناطق حسب آليات العرض والطلب.

وبالنسبة لسوق الملابس الجاهزة، قال محمود جمعة، عضو شعبة الملابس بغرفة القليوبية التجارية، إن السوق تعانى من نقص شديد فى المبيعات بنسبة تجاوزت الـ60% مقارنة بالعام الماضى، رغم تقليل هامش الربح إلى أقصى درجة، مشيرا إلى أن التاجر قد يضطر لبيع القطعة بثمن التجزئة للحد من خسارته.

ويرى جمعة، أن التجار يعانون من انكماش البيع الآجل بنسبة تتجاوز الـ85%، موضحا أن التاجر أو أصحاب المحلات كانوا يشترون البضاعة بنظام الآجل ولا يدفعون ثمنها «كاش»، لكن بسبب ارتفاع الأسعار بشكل يومى، عزف أصحاب المصانع عن توريد البضائع للمحلات إلا بعد دفع المبلغ نقديا كاملا، مما أدى إلى قلة الحصة التى يحصل عليها التاجر وارتفاع الأسعار للمستهلك مرة أخرى.

وأضاف أن تراجع المبيعات جاء نتيجة ارتفاع الأسعار بما يقترب من 40%، تأثرا بزيادة جميع الخامات المستخدمة فى الصناعة، حيث ارتفع سعر متر القماش من 45 جنيها العام الماضى، إلى 65 جنيها، كما زادت أسعار الأقطان مسجلة 50 جنيها للمتر، مقابل 30 و35 جنيها العام الماضى.

واتفق معه محمود داعور، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية، قائلا «مش ده العيد إللى متعودين عليه»، مضيفا أنه بالرغم من تراجع المبيعات وارتفاع الأسعار إلا أن هذا الموسم يعتبر أفضل من مواسم كورونا فى 2020 و2021.

وأضاف داعور، أن التجار يحاولون تقليل هامش الربح بنسبة كبيرة جدا، فى محاولة لتنشيط المبيعات، ورغم محاولات تخفيض الأسعار لكن زيادة الأسعار تجاوزت 40% عن العام الماضى.

ومن خلال متابعة أسواق الذهب، قال نادى نجيب سكرتير شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن مبيعات الذهب كانت تشهد انتعاشة قوية كل عام فى فترة عيد الأضحى، بفضل زيادة حالات الزفاف، لكن الركود سيطر على أسواق الذهب خلال العام الحالى، مؤكدا أن هناك انعداما فى حركة البيع والشراء، قائلا: «هذا العيد يعد الفترة الأسوأ فى مبيعات الذهب منذ أعوام».

وأضاف «نجيب» أن أسعار الذهب شهدت تراجعات قوية خلال الأسبوعين الماضيين ليصل عيار 21 لأدنى من 1000 جنيه، إلا أن هذا الانخفاض لم ينتشل أسواق الصاغة من الركود خلال فترة عيد الأضحى، بسبب تراجع القوى الشرائية للمواطنين مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مشيرا إلى أن تراجع مبيعات الذهب فى فترة عيد الأضحى هذا العام أسوأ من فترة كورونا.

وتابع «نجيب»، لأول مرة يمر علينا عيدا الفطر والأضحى، فى حالة ركود تسيطر على الأسواق، وهذا يعود بالطبع لارتفاع أسعار السلع الأساسية، وهو ما دفع المواطن لتوفير أمواله لشراء مستلزمات العيد من لحوم والتى أدى ارتفاع أسعارها لتأكل قوتهم الشرائية وعدم توفير سيولة لشراء سلع الزينة مثل الذهب.

ومن سوق الذهب إلى أسواق الأجهزة الإلكترونية، التى لم تكن فى أحسن حال هى الأخرى، وسيطر عليها الركود وضعف المبيعات، خاصة أجهزة التبريد والثلاجات التى كانت تنتعش مبيعاتها فى مثل هذا التوقيت من كل عام، مع إقبال المواطنين على شرائها لتخزين اللحوم، ما كان يوفر سيولة لأصحاب المحلات.

وقال أشرف هلال رئيس شعبة الأجهزة الإلكترونية باتحاد الغرف التجارية، إن تجار الأجهزة الكهربائية كانوا ينتظرون عيد الأضحي؛ لزيادة مبيعات الأجهزة الإلكترونية وتحديدا الديب فريزر والثلاجات لتخزين اللحوم، «لكن هذا العام بسبب ارتفاع أسعارها بنسبة تراوحت بين 15% و20% وعزوف العديد من الأسر عن شراء الأضحية، تراجعت المبيعات منها بنسبة تجاوزت 60%».

وأضاف، أن مبيعات الثلاجات والديب فريزر كانت توفر سيولة لنا قبل العيد نستطيع من خلالها توزيع عيدية على الموظفين، لكن هذا العام الكثير من التجار لم يتمكنوا من القيام بهذا الأمر.